نتأمل كيف نملأ النصف الفارغ من الكوب
الرئيسية / اخبار السلايدر / الحكومة والمسؤولية و«طريق ربِّنا»

الحكومة والمسؤولية و«طريق ربِّنا»

أمينة خيري
أمينة خيري

بدأ الحوار مع سائق إحدى شركات التطبيق.. عند «بوابات» الطريق، حيث حاول – بكل الطرق – أن يقنع موظف التحصيل، بأنه قدم لتوه من «طريق السويس»، ودفع تذكرة المرور.

وبالتالي فإن التذكرة سارية المفعول.

أخبره الموظف.. بأن هذه البوابات، ليست بوابات طريق السويس. وحتى لو كانت؛ فالذهاب.. غير الإياب.

بدا السائق غير مقتنع، ثم طرق باب محاولة أخرى، حيث أنهى مرحلة ادعاء المعرفة، وفتح باب «معلش عديني».

ودون الدخول في تفاصيل، دفع السائق التذكرة، لكن بدأ معزوفة «حرام عليهم»، و«ده ظلم»؛ مدعياً أنه.. يدفع من جيبه هذه التذاكر.

لكني أكدت له، أن التطبيق يضيف ثمن التذاكر.. على قيمة الرحلة. أي أن الراكب هو من يتحملها. فاضطر للانتقال إلى «برضه حرام. ده طريق ربنا».

فسألته: «كل حاجة بتاعت ربنا، لكن ربنا جعل الإنسان يبني الطريق، وبناء الطريق يكلف مالاً، ولو تُرك الطريق صحراء وهضاباً.. لما تمكنا من السير عليه بسيارة»، فانتقل إلى فقرة: «مش عايزين طرق.. طالما هندفع».

فسألته: «يمكن أولادك لهم رأي آخر، ويفضلون وجود شبكة طرق جيدة لمستقبلهم»، فقال إن أولاده الخمسة لا يحتاجون الطرق، فقط يحتاجون أكلاً وشرباً.. حتى يصلبوا طولهم ،وينزلوا سوق العمل – أي عمل – يسندونه به.

فسألته: «تقصد بعد أن ينهوا تعليمهم.. أكيد؟».

فجاءت الإجابة الكلاسيكية.. المستنكرة للتعليم، والمتعجلة لسنوات الطفولة لتمر.. بالطول أو بالعرض، حتى يتم الدفع بالذكور لسوق العمل، والبنات «يتستروا».. عبر ترحيل مسؤوليتهن على زوج ما، لتستمر عملية الضخ ذاتها. فهذه سنة الحياة.

ودون حاجة إلى ذكر التفاصيل، سرد السائق تجربته «الرائعة».. في إحدى الدول النفطية، التي يطالب باستنساخها، حيث الطرق ببلاش، والأكل ببلاش، والشرب ببلاش، والخلفة ببلاش (على حد قوله).

وكما هو متوقع، فإنه لا يرى علاقة بين وجود النفط، ومستوى الدخل والمعيشة، مؤكداً «وأنا مالي؟ واجب الحكومة تتكفل بي، وبأولادي.. طالما أعمل».

وبالطبع لا يوجد فرق بين «التكفل به» وبين توفير البنى التحتية والخدمات الرئيسية.. من صحة وتعليم وغيرهما. هو يطالب بأن تتكفل به الحكومة في المطلق.

لا ألوم السائق على اعتقاده، ولا أبرئ الحكومات تماماً.. من ترتيب الأولويات؛ بما فيها التوعية والتثقيف المصاحبين للبناء والتشييد.

… ما زال فقه إنجاب العيال.. العزوة، والسند المادي سائداً. وما زال فكر الرزق الذي سيأتي حتماً.. بالدعاء، وإن لم يأتِ.. بالدعاء على الحكومة (أي حكومة) مهيمناً.

وحين يتجه العالم نحو مستقبل.. بدأ بالفعل، يرتبط فيه التوظيف، أو إيجاد فرص عمل حقيقية – وليست «سايس» أو «مساعد سايس» أو مشغل ماكينة قهوة أو عامل مصعد (مع كامل الاحترام لهم) – بدرجة إتقان التطبيقات والبرامج والمهارات الرقيمة، وليس صناعة مقطع «تيك توك».. لكيفية ارتداء القميص والبنطلون، أو تحريك الشفاه على صوت مقطع من فيلم قديم، فإن هذا يستوجب منا الكثير.

نقلاً عن «المصري اليوم».

عن لندن - تايمز أوف إيجبت

شاهد أيضاً

فلسطينيون يقتادون اسرائيليا في خان يونس بقطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023. (أ ف ب)

مصدر: توزيع أسرى إسرائليين على أهداف محتملة للاحتلال في غزة

مصدر مطلع في غزة يقول أن عناصر المقاومة الفلسطينية «وزعت أعدادا من الأسرى الإسرائليين، على مواقع يمكن أن تكون أهدافا للقصف الجوي الإسرائيلي على القطاع.

السفير شريف كامل واللواء المشرفي وقرينتاهما أثناء عزف السلام الوطني. (تايمز أوف إيجيبت)

احتفالية كبرى في لندن باليوبيل الذهبي لانتصار أكتوبر (صور)

مكتب الدفاع في السفارة المصرية يستضيف احتفالية كبرى.. بمناسبة الذكرى الخمسين (اليوبيل الذهبي) للانتصار في حرب أكتوبر المجيدة.