نتأمل كيف نملأ النصف الفارغ من الكوب
الرئيسية / مقالات / فقه مراسينا.. وشتاء ساخن رغم الصقيع

فقه مراسينا.. وشتاء ساخن رغم الصقيع

عمار علي حسن
عمار علي حسن

(1)

«فقه مراسينا».. اصطلاح أُطلقه على الآراء الدينية والنسوية الأخيرة، التي تخاطب رُبعاً في المائة من المصريين.. حول دور الزوجة في المنزل، وما عليها من التزام. يتحدثون من كتب قديمة، متجاهلين التطور الاجتماعي والظروف المتغيرة. وهناك المغتربات عن واقعنا.. من النسويات، يدمرن القلعة الأخيرة، وهي الأسرة المصرية.

(2)

رأينا أطفالاً.. ضمن مهاجرين مصريين غير شرعيين إلى ليبيا، بعضهم يركب البحر إلى أوروبا.

أي مأساة تلك؟! أي أوضاع قاسية وقابضة تدفع أطفالاً إلى الهرب؟!

إنني أتذكر في هذا المقام قول الشاعر: «لعمري ما ضاقت بلاد بأهلها.. ولكن أحلام الرجال تضيق»، فأي آباء هؤلاء، وأي رجال ينظرون إليهم من علٍ.. وقد ضاقت أحلامهم، فضاق كل شيء في وجه أطفال.. وربما أجنة في بطون أمهاتهم؟!

( 3)

يتوقع خبراء الأرصاد.. أن الشهور المقبلة، ستشهد صقيعاً لا مثيل له، بينما يبدو الأمر مختلفاً لدى خبراء السياسة، إذ يرون أننا مقبلون على شتاء ساخن جداً، وفي العالم أجمع؛ نظراً لآثار الحرب التي تجري على أرض أوكرانيا، وما يخلفه المناخ.. من جفاف هنا وفيضانات هناك، واستمرار الطلب على العدالة الاجتماعية والحرية.. في كل مكان تقريباً؛ ولا سيما في بلاد الانتفاضات المجهضة، والفقر المتزايد.

(4)

مع الانتشار الواسع جداً والمخيف جداً.. لمخدرات رديئة، تُذهب العقل، وتبلد الوجدان، وتجعل الرغبة في الإيذاء مُستعِرة،يبدو أن المطالبة ستهبط.. من مكافحة المخدرات، إلى توفير الآمن منها؛ كما سبق أن طالب كثيرون.. بتقنين الرشوة.

متى تدرك السلطة أن مهمتها ليست تأمين نفسها، وإنما صيانة المجتمع؟!

(5)

طبيعي أن تدافع نقابة الأطباء.. عن أعضائها، فهذا واجبها وهو حقهم عليها.

لكنها مسؤولة أيضاً.. عن حضِّهم على الالتزام بأخلاقيات المهنة – أو «قَسَم أبقراط» – ومعاقبة من تحوَّل منهم إلى جزار؛ كلما وجد علة بسيطة.. فكر على الفور في فتح الجسد؛ بحثاً عن عائد وفير.

… توجد في هذا حكايات مخزية، تدين كثيراً منهم.

وفي المقابل، توجد حكايات لأطباء.. لا تزال ضمائرهم يقظة، يعرفون قيمة المهمة النبيلة والضرورية.. التي يعملون على النهوض بها.

(6)

أُطلقت قنوات على اليوتيوب من الخارج.. تخوض في كل شأن داخلي، وأصحابها يبنون تحليلهم على معلومة من صحيفة.. تنسبها لمصادر مجهولة، وما هي إلا من تأليف المحرر. أعرف أن هناك شُحاً في المعلومات، لكن أقول لهم: مهلاً..

فأنتم تساهمون في تضليل الرأي العام، وتوهمون الشعب بأن هناك من ينوب عنه.. في طلب الحرية والعدل والكفاية.

(7)

على «اليوتيوب»..مئات يؤكدون أن العلامات الكبرى للقيامة.. قد ظهرت، وأننا أوشكنا على دخول زمن الدجال والمهدي، ثم يطلبون ضغط زر الجرس.. للاشتراك في قنواتهم، ومشاركة فيديوهاتهم.. ليربحوا من الإعلانات.

أيها المغيبون الكَذَبة، إذا كانت القيامة قد أوشكت، فما حاجتكم لمال.. لا يصلح في الجنة، ولا في الجحيم؟!

(8)

أخطأ من صوّر الفنانة ميرفت أمين.. وهي ساهية حزينة. هذه واحدة من خطايا التليفون الذكي، والتواصل الاجتماعي.

هناك فنانات يحرصن على انسحاب مبكر، يبقيهن شباباً.. في أذهان معجبيهم.

هكذا فعلت ليلى مراد فظلت صبية في عيوننا.

ربما المقبول الوحيد.. هو حكمة، تنطق بها الصورة.. عما يفعله الزمن بكل مخلوق، وسبحان الحي الذي لا يموت ولا يهرم.

(9)

انتهيت قبل أيام.. من تأليف كتاب عن طه حسين، وكان عليَّ أن أراجع دور مكفوفي البصر.. في تاريخ الحضارات، فاستقرَّ في يقيني.. أن طه هو أكثرهم إضافة إلى الحياة، وقد تفوَّق على ما فعله مبصرون من كبار أهل الفكر.

طه حسين، لم يكن معجزة مصرية ولا عربية.. فقط.

إنما إنسانية؛ بما أنجزه وتركه من أثر.. رغم ظرفه الخاص. الكتاب يدرُس عميد الأدب العربي من زوايا سبع هي (المنهج، والنص، والذات، والصورة، والموقف، والتطور، والأفق).

(10)

دوَّت صافرات الإنذار، فهرع سكان المدينة إلى المخابئ.

وحده صعد إلى سقف البناية، وأمسك علم بلاده.. في يمناه، يهشّ به الطائرات المُغيرة، ويُخرج لسانه لطياريها.

هاجمت الطائرات بعض المعسكرات الواقعة في وسط المدينة، وأخطأ بعضها ورمى حمولته فوق المباني السكنية.

انتهت الحرب، وجلس قادة الجيشين المتقاتلين في منطقة وسطى.. للتفاوض.

وفوجئ الحاضرون بكبير المفاوضين من جيش العدو، يطلب رؤية ذلك الرجل.. الذي لم يكفّ طياروه عن ذِكر ما فعله.. حين عادوا إلى قواعدهم.

(11)

يُغمض عينيه، ويعصر ذهنه.. ليستعيد تلك الموسيقى، التي صدحت ذات مساء بعيد.. في منتصف أحداث فيلم مشترك بين ممثلين مصريين وأتراك.

كان لحناً موجعاً، تطلقه عقيرة مشبوبة بالغرام الملتهب.. لفتاة جميلة هجرها حبيبها.

حين غنت، أعطاها من يسمعها كل شيء، سمعه وبصره وقلبه.. الذي كان ينبض بشدة، فيدفع دموعاً إلى خديه.

ضاعت ملامحها من رأسه، ولم يعد يتذكر شيئاً.. من أحداث الفيلم، ولا السينما التي شاهده فيها.

وحده اللحن يطارده، فيجاهد من أجل استحضاره، فيأتي متقطعاً، ثم لا يلبث أن يتصل، فيدندن به.. ويقول لأصحابه: لم يعبِّر عن الغرام شيء في الدنيا.. أقوى من هذا اللحن الحزين.

نقلاً عن «المصري اليوم».

عن لندن - تايمز أوف إيجبت

شاهد أيضاً

فلسطينيون يقتادون اسرائيليا في خان يونس بقطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023. (أ ف ب)

مصدر: توزيع أسرى إسرائليين على أهداف محتملة للاحتلال في غزة

مصدر مطلع في غزة يقول أن عناصر المقاومة الفلسطينية «وزعت أعدادا من الأسرى الإسرائليين، على مواقع يمكن أن تكون أهدافا للقصف الجوي الإسرائيلي على القطاع.

السفير شريف كامل واللواء المشرفي وقرينتاهما أثناء عزف السلام الوطني. (تايمز أوف إيجيبت)

احتفالية كبرى في لندن باليوبيل الذهبي لانتصار أكتوبر (صور)

مكتب الدفاع في السفارة المصرية يستضيف احتفالية كبرى.. بمناسبة الذكرى الخمسين (اليوبيل الذهبي) للانتصار في حرب أكتوبر المجيدة.