أخبار ذات صلة
وفجر الأربعاء الماضي، أعلن كبار ضباط الجيش في الجابون الانقلاب على السلطة، بعد فترة وجيزة من إعلان لجنة الانتخابات فوز الرئيس علي بونجو بفترة رئاسة ثالثة بفارق كبير في الأصوات، وأغلقوا حدود البلاد بشكل كامل.
انقلاب الجابون جاء بعد مرور قرابة شهر على آخر في النيجر، ومن قبلها الانقلابات في مالي وبوركينا فاسو وغينيا. ليبلغ العدد الإجمالي 8 انقلابات في المنطقة منذ عام 2020، وتصبح المنطقة حزامًا من الانقلابات النشطة، واتساع دائرة المراحل الانتقالية وعدم الاستقرار السياسي.
وفي رد فعل مصري على هذا التطور، قال السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إن مصر تتابع باهتمام التطورات المتلاحقة التي تشهدها دولة الجابون الشقيقة، وتدعو جميع الأطراف إلى إعلاء المصلحة الوطنية حفاظًا على أمن واستقرار وسلامة البلاد.
تهديد لعلاقات مصر
ويقول رامي زهدي الباحث المتخصص في الشؤون الأفريقية، في اتصال هاتفي مع «تايمز أوف ايجيبت» إن «مصر تعزز علاقاتها السياسية والدبلوماسية والعسكرية في إفريقيا منذ سنوات، تزامنا مع حالة تصاعد الخلاف مع إثيوبيا حول بناء سد النهضة، من أجل التأكيد على وجهة نظر مصر بخصوص ذلك الملف الذي شهد تعنتا إثيوبيا من منح مصر المعلومات الكافية عن بناء سد النهضة وفق اتفاقية المبادئ التي وقعتها مصر والسودان مع إثيوبية».
وأضاف زهدي، أن «مصر باتت ملزمة بلعب دور التهدئة مع تلك الانقلابات المتتالية – وآخرها في الجابون- فضلا عن دورها في حل أزمة ليبيا والصومال والأوضاع فى السودان»، مشيرا إلى أن «مصر تمارس دور كبير في دعم قارة أفريقيا لمواجهة تبعات الأزمة الروسية – الأوكرانية الاقتصادية، والتي سبق ان حذر منها الرئيس السيسي».
وفي نوفمبر 2023، دعا السيسي إلى وقف الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، مشيرا إلى حجم المعاناة التي تواجهها الدول الأفريقية بسبب هذه الأزمة.
تهديد للمستقبل الاقتصادي
ورأى الدكتور مصطفى بدرة الخبير الاقتصادي، أن الانقلابات في أفريقيا تهدد مستقبل ورؤية مصر في القارة خاصة بعد انضمامها إلى تجمع بريكس.
وقال بدرة في اتصال هاتفي مع «تايمز اوف ايجيبت»: «إن افريقيا كانت بحاجة إلى تعزيز التنمية الاقتصادية بها بعيد عن نهب دول أوروبا لثرواتها المعدنية والنفطية، وكان لمصر اتجاه كبير لقيادة ذلك الدور الذي يوفر لها فرص استثمارية وتصديرية متبادلة، ولكن في ظل تلك الأزمات سيكون هناك صعوبة لتعزيز تلك التنمية».
ومؤخرا شكلت مصر الوجهة الأولى لرئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، خارج السودان منذ اندلاع القتال مع قوات الدعم السريع قبل أكثر من أربعة أشهر، الأمر الذي اعتبره مراقبون تأكيدا على أهمية الدور الذي تلعبه مصر كبوصلة آمنة للشعب السوداني لإنهاء النزاع دون غيرها من الدول التي تدخلت لحل الأزمة.
رقم قياسي للانقلابات في تاريخ القارة
شهدت أفريقيا 7 انقلابات خلال 3 سنوات، في رقم قياسي لم تسجله القارة السمراء طوال تاريخها..
8 أغسطس 2020: أطاح الجيش بالرئيس إبراهيم بوبكر كيتا، وجرى تشكيل حكومة انتقالية في مالي في أكتوبر.
24 مايو 2021: اعتقل الجيش في مالي كلا من الرئيس ورئيس الوزراء، وجرى تنصيب الكولونيل أسيمي غويتا رئيسا انتقاليا في يونيو. وتعهد المجلس العسكري تسليم السلطة إلى مدنيين بعد الانتخابات المقررة في فبراير 2024.
5 سبتمبر 2021: انقلاب عسكري أطاح برئيس غينيا ألفا كوندي في انقلاب عسكري. وفي الأول من أكتوبر، نُصّب الكولونيل مامادي دومبويا رئيسا.
25 أكتوبر 2021: أقصى عسكريون بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان المسؤولين المدنيين الانتقاليين الذين كان من المفترض أن يقودوا البلاد نحو الديموقراطية، بعد ثلاثة عقود من دكتاتورية عمر البشير في السودان، الذي أطيح عام 2019.
24 يناير 2022: أطاح جيش بوركينا فاسو بالرئيس روش مارك كريستيان كابوري من السلطة، وتم تنصيب اللفتنانت كولونيل بول هنري سانداوغو داميبا رئيسا في فبراير.
26 يوليو 2023: أعلن عسكريون في النيجر الإطاحة بالرئيس محمد بازوم، وأصبح الجنرال عبد الرحمن تياني الرجل القوي الجديد في النيجر.
15 أبريل 2023: معارك طاحنة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، خلّفت ما لا يقل عن 5000 قتيل فضلا عن أضرار جسيمة بمناطق متفرقة من البلاد.
30 أغسطس 2023: كبار ضباط الجيش في الجابون أعلنوا الانقلاب على السلطة، بعد فترة وجيزة من إعلان لجنة الانتخابات فوز الرئيس علي بونجو بفترة رئاسة ثالثة بفارق كبير في الأصوات.