أخبار ذات صلة
رأى خبراء أن تغير المناخ الذي أدى إلى جفاف قناة بنما التي تربط بين المحيط الأطلنطي والمحيط الهادئ، يصب في مصلحة قناة السويس التي تصبح البديل الآمن لوصول البضائع من آسيا والصين إلى أمريكا، لكنهم رأوا أن هذا يضيف تحديا إضافيا أمام قناة السويس.
وتعاني قناة بنما من نقص في إمدادات المياه منذ ما قبل توسيعها في 2016، والذي سمح لسفن أكبر بكثير بالمرور فيها، لكنها تبدأ في تطبيق بروتوكول لرسوم العبور وقيود الوزن مع اشتداد الجفاف، ويبلغ طول قناة بنما 65 كيلومترًا ويمر عبرها حوالي 6% من إجمالي تجارة الشحن العالمية، حيث تربط بين المحيطين الأطلنطي والهادي، وقد أدى بنائها إلى تقليل رحلة السفن المسافرة بين المحيطات بشكل كبير.
تكدس وفرص قناة السويس
ويقول القبطان صالح حجازى خبير الشئون البيئية في اتصال هاتفي مع «تايمز أوف ايجيبت»: « إن انخفاض منسوب المياه في قناة بنما تسبب في خفض القدرة الاستيعابية، وتلقائيا تكدست عدد كبير من السفن في انتظار عبور لأيام الأمر الذي فأصبح توفير عشرات الآلاف من الكيلومترات عبر العبور من تلك القناة في مهب الريح، ونظرية لا جدوى منها».
وأضاف حجازي، إن قناة بنما تعاني حاليا من نقص مياه الأمطار اللازمة لنقل السفن خلال البوابات التي تعمل بمثابة مصاعد مائية تتيح رفع السفن من جانبَي الهادئ والأطلسي، إلى مستوى القناة، أو تُنزلها إلى مستوى البحر، والتي أصبحت شبه مشلولة الحركة حاليا بسبب ندرة المياه.
ووفقًا لهيئة الإذاعة الأسترالية يعبر من القناة حوالي 14 ألف سفينة في السنة، أغلبها هي سفن الحاويات، وتنقل أكثر من 40% من السلع الاستهلاكية المتداولة بين شمال شرق آسيا والساحل الشرقي للولايات المتحدة.
وتوقع حجازي أن تنتقل نحو 8 آلاف سفينة كانت تعبر من خلال قناة بنما لتغير مسارها وتتنقل عبر قناة السويس، الأمر الذي يرفع من أسهم القناة المصرية التاريخية فضلا على أنه يحملها مسؤولية أكثر تجاه تقديم خدمات لهذه السفن.
أعطال الملاحة في قناة السويس
لكن حوادث تعطل الملاحة في مجرى قناة السويس تكررت خلال الأشهر الماضية، إذ جنحت وتعطلت 6 سفن بأحجام مختلفة بالممر المائي الأبرز عالميا، لأسباب مختلفة بعضها يتعلق بحجم السفن المارة بالقناة وحالة الطقس أثناء العبور وعدم ازدواج المجرى الملاحي على كامل المسار الملاحي، إضافة إلى الأخطاء البشرية التي قد يقع فيها طاقم الإرشاد البحري وقباطنة السفن.
وأشار الخبير البيئي المصري إلى أن قناة السويس تواجه تحديا كبير في الفترة المقبلة بسبب استقبال آلاف السفن بعد تقييد حركة الملاحة بقناة بنما، مشددا على ضرورة تفادي أزمات جنوح وتعطل السفن داخل القناة.
جفاف بنما
وتعد بنما واحدة من أكثر الدول رطوبة في العالم، لكنها مؤخراً أصبحت تعاني من خطر جفاف طويل الأمد، إذ قل معدل هطول الأمطار بحوالي 30 إلى 50 في المائة عن المعدل الطبيعي، وتشهد المنطقة المحيطة بالقناة واحدة من أكثر السنتين جفافاً خلال 143 عامًا من حفظ السجلات في البلاد، وفقًا لبيانات معهد سميثسونيان للأبحاث الاستوائية (STRI).
واضطرت شركات النقل إلى تفريغ البضائع أو التفكير في طرق بديلة للامتثال للقيود التي فرضتها هيئة قناة بنما بسبب الجفاف، حيث خفضت الهيئة الحكومية الحد الأقصى لأوزان السفن والعبور اليومي للسفن في محاولة للحفاظ على مياه القناة.
و يمكن لأصحاب السفن إما حمل بضائع أقل، أو إضافة آلاف الكيلومترات إلى رحلاتهم، أو مواجهة طوابير طويلة أدت في وقت سابق من هذا الشهر إلى تكدس 160 سفينة وتأخير بعض السفن بما يصل إلى 21 يومًا.
