نتأمل كيف نملأ النصف الفارغ من الكوب
الرئيسية / اخبار السلايدر / عبدالله حموده لـ«كلمة حرة»: «الأخطبوط» الأمريكي لن يرضخ للاتفاق السعودي-الإيراني.. والصين اقتنصت فرصة «مستنقع أوكرانيا» (فيديو)

عبدالله حموده لـ«كلمة حرة»: «الأخطبوط» الأمريكي لن يرضخ للاتفاق السعودي-الإيراني.. والصين اقتنصت فرصة «مستنقع أوكرانيا» (فيديو)

د.عبدالله حموده في مداخلة تليفزيونية مع برنامج كلمة حرة بقناة الميادين. (لقطة مثبتة من تسجيل مصور)
د.عبدالله حموده في مداخلة تليفزيونية مع برنامج كلمة حرة بقناة الميادين. (لقطة مثبتة من تسجيل مصور)

توقع المحلل السياسي ورئيس تحرير «تايمز أوف إيجيبت» الدكتور عبدالله حُموده «محاولات جادة لإفشال الاتفاق السعودي – الإيراني بواسطة أذرع الأخطبوط الأمريكي في المنطقة»، وذلك بعد أكثر من 45 يوما من اتفاق الرياض وطهران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينها.

جاء ذلك في مداخلة ببرنامج «كلمة حرة» بقناة الميادين، الذي يقدمه السياسي البريطاني والنائب السابق في البرلمان الإنجليزي جورج غالاوي.

واعتبر حموده أن الرعاية الصينية لاتفاق طهران والرياض لها ما يبررها، مشيرا إلى  أن «الصين حظيت بقبول من شعوب البلدان التي تعاملت معها، فلم تتبع نهجا متعجرفا أو تظهر تسلطا بمعاملتها، بل عملت يدا بيد مع هذه الشعوب»، ورجح أن «الصين رأت أن التوقيت مناسب لتحدي أمريكا وهي غارقة في مستنفع أوكرانيا».

يُذكر أنّ السعودية وإيران أعلنتا استئناف علاقاتهما الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات، في 10 مارس الماضي، وذلك عقب مباحثات برعاية صينية في بكين، بحسب بيان مشترك للبلدان الثلاثة.

وفيما يلي ترجمة لنص مشاركة المحلل السياسي ورئيس تحرير «تايمز أوف إيجيبت» الدكتور عبدالله حُموده في البرنامج الذي أذيع باللغة الإنجليزية..

نهاية القرن الأمريكي.. ماذا جرى في «تشاتام هاوس»؟

أنا متفائل بالاتفاق السعودي- الإيراني برعاية صينية، وأذكر أن هذا الاتفاق دعم حجة قدمتها في «تشاتام هاوس» منذ 15 عاما، وتحديدا في العام 2008، عندما جاء البروفسور الأمريكي جوزيف ناي للتحدث عن والترويج لكتابه «هل انتهى القرن الأمريكي؟».

حينها أخبرت جوزيف ناي أن أمريكا تراجعت طواعية وعليها التكيف مع نظام عالمي جديد، لتكون أكثر شمولية، فأجابني قائلا: أميركا تأخذ هذا بعين الاعتبار لكن بطريقتها الخاصة.

المفارقة أنه من الواضح أن الصين تمارس السياسة على طريقتها، وبينما يجري توصيف الصين في وسائل الإعلام الغربية بأنها «القوى العظمي المترددة»، لكن يبدو أنها لم تعد مترددة بالقدر نفسه، إذ تشعر أن الوقت قد حان لتصبح أكثر شمولا من الغرب، وأن تشكل نظاما عالميا بديلا يُدعى فيه الغرب وأمريكا حتى إلى طاولة المفاوضات الصينية.

الغزو الصيني المتخفي

لقد أثبتت العلاقات التجارية والمشاريع الي قدمتها الصين لبلدان العالم الثالث -لا سيما في أفريقيا- مدى استدامتها، كما أن الصين حظيت بقبول من شعوب البلدان التي تعاملت معها، فلم تتبع نهجا متعجرفا أو تظهر تسلطا بمعاملتها، بل عملت يدا بيد مع هذه الشعوب، حتى أنها أوفدت عددا من مواطنيها، للإقامة والاستقرار في هذه الدول، وهي خطوة أعتبرها نوعا من الغزو المتخفي، لكننا نرى الكثير من الهنود والصينيين حول العالم، فترى أحياء صينية منتشرة في الكثير من العواصم، لذا لماذا لا يُبنى حي صيني في بلد أفريقي أيضا؟.

في هذا السياق، قدمت الصين مشاريع إنمائية، وأرشدت الشعوب إلى كيفية استخدام الموارد بطريقة فاعلة، وإنتاج سلع تلبي متطلباتهم، فهي لم تزودهم بـ«كوكاكولا»، وغيرها من السلع الكمالية التي قد لا يعلمون عنها حتى، وكما وضع الصينيون حجر الأساس لتقديم نفسها، فقد اختاروا الوقت المناسب للتحرك.

ونظرا إلى أسباب تتعلق بها، فكرت الصين في أن التوقيت مناسب لتحدي أمريكا وهي غارقة في مستنفع أوكرانيا، إضافة إلى ذلك، إذا انتصرت أميركا والناتو في أوكرانيا ضد روسيا، فقد يمثل ذلك نوعا من التدريب للشروع في خطوة مماثلة في تايوان.

فزاعة إيران.. الخليجيون أمام الحقيقة 

أما بخصوص تغير الموقف الخليحي، فقد أنكر الخليجيون لعقود حقيقة أن أمريكا سعت لتخويفهم بذريعة الخطر المزعوم الذي تمثله إيران على مر عقود من الزمن، ولعل أحد الأمور التي لا تغيب عن بالي – على سبيل المثال- هي حراسة الدوريات البحرية الأمريكية لصهاريج النفط الكويتية التي تخرج من منطقة الخليح، لحمايتها من أي استفزاز إيراني كما قيل.

الآن، أدركت المملكة العربية السعودية ودول الخليح  -وبعضها صرح- بأنها اضطرت لشراء أسلحة أمريكية على مر عقود من الزمن ليس لمواجهة خطر أي عدوان إيراني -إن صح التعبير هنا أيضا-، بل بهدف دعم الخزينة الأمريكية لتستحوذ على المزيد من أموالهم.

دون إهانة أمريكا

لم تكن إدارة أمريكا للنظام العربي تستهدف إحداث الانقسام بين إيران والدول العربية فقط، بل بين الدول العربية نفسها أيضا، وتترسخ حقيقة في عقول وقلوب الكثير من القادة العرب، الذين قد لا يحبذون الاعتراف بها، أنهم شعروا بأنهم مقيدون بعربة أمريكا إن صح التعبير.

والآن شرع العرب في استكشاف حرية التعامل مع دول أخرى دون إهانة أمريكا وتعريض أنفسهم للخطر. وباتوا ينظرون إلى أمريكا كحاملة طائرات ضخمة تغرق، إذا اقتربت منها بقارب صغير، فستتعرض للغرق قبلها، ولكن في حال أهنتها لديها القدرة على إغراقك، لذا عليك أن تتسم بالحذر وألا تعرض موقعك للخطر، وتدير العلاقة التي تجمعك مع كل من الأطراف، وتبتعد  عن الإماكن التي تقع تحت سيطرة أمريكا قدر الإمكان.

الواقع إن أميركا لا ترغب في كسب الحلفاء، لكن حتى الآن يظهر أن الصين تريد حلفاء، وبالتالي من تختار بينهما؟.. العرب يشعرون بالأمان في عالم متعدد الأقطاب، يسود فيه التوازن، وأمريكا لا تريد للتوازن مكان.

أذرع واشنطن في الشرق الأوسط

لا أستبعد أن أمريكا لن ترضخ للاتفاق الإيراني- السعودي،  إذ ما يزال لديها قدرة التأثير، وهي تملك وكلاء يشغلون مناصب بارزة في الشرق الأوسط إضافة إلى من يستترون تحت غطائها، ولا يمكن التوقع أين سيصل الأخطبوط.

لذا أتوقع بعض المحاولات الجادة لإفشال الاتفاق السعودي- الإيراني قبل أن يتبلور، لكن أظن أن هذا الاتفاق سيصب في مصلحة جميع الدول العربية في الشرق الأوسط أيضا، وربما حتى تركيا أيضًا، إذ أن من مصلحتها أن يتوج هذا الاتفاق بالنجاح من أجل وضع حد للعصر الأمريكي.

ماذا عن الفلسطينيين؟

في المستقبل القريب أظن أن معاناة الفلسطينيين ستستمر بسبب الحكومة اليمينية في إسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو، وعدم قدرة الدول العربية على تقديم شئ مجد لإنهاء مأساتهم، وأعتقد أن الفلسطنيين سيحصلون على منفعة ما، لكن سيستغرف ذلك وقتا طويلا كي يتحقق.

اتفاق ابراهام.. قصة خيالية

بالنسبة إلى قصة اتفاق إبراهام الخيالية فذلك غير مقبول في كل بلد عربي، باستثناء بعض الدول الخليجية، لقد قوبل الأمر بالرفض التام في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

الأوروبيون والاتفاق النووي

فيما يتعلق بالأوروبيين والاتفاق النووي، أظن أن الأوروبيين لا يريدون إدراك أن أمريكا تستخدمهم لمآربها، بدلا من اعتبارهم طرفا في حلف مربح للطرفين.

عن لندن - تايمز أوف إيجبت

شاهد أيضاً

فلسطينيون يقتادون اسرائيليا في خان يونس بقطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023. (أ ف ب)

مصدر: توزيع أسرى إسرائليين على أهداف محتملة للاحتلال في غزة

مصدر مطلع في غزة يقول أن عناصر المقاومة الفلسطينية «وزعت أعدادا من الأسرى الإسرائليين، على مواقع يمكن أن تكون أهدافا للقصف الجوي الإسرائيلي على القطاع.

السفير شريف كامل واللواء المشرفي وقرينتاهما أثناء عزف السلام الوطني. (تايمز أوف إيجيبت)

احتفالية كبرى في لندن باليوبيل الذهبي لانتصار أكتوبر (صور)

مكتب الدفاع في السفارة المصرية يستضيف احتفالية كبرى.. بمناسبة الذكرى الخمسين (اليوبيل الذهبي) للانتصار في حرب أكتوبر المجيدة.