اعتبر الخبير السياسي د.عبدالحميد الموافي، اليوم الأربعاء، أن إعلان الإدارة الأمريكية أنها معنية بتأمين الأمن المائي لمصر ليس مصادفة، بل يجب النظر إليه في إطار جولة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لأفريقيا، وقال الموافي في تصريح إلى “تايمز أوف إيجيبت” إن الإدارة الأمريكية تتخوف من أن تؤثر (جولة لافروف) على علاقاتها مع القاهرة.
ويوم الثلاثاء، التقى المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي مايك هامر بمسؤولين حكوميين مصريين رفيعي المستوى في 25 يوليو لدفع الجهود الدبلوماسية لتسوية بشأن سد النهضة الإثيوبي، بما يدعم الاحتياجات المائية والاقتصاد ومعيشة كل مواطني مصر والسودان وإثيوبيا، وفقا لبيان من السفارة الأمريكية بالقاهرة.
لافروف وأكيد الوجود الروسي في إفريقيا
في المقابل، تزامنت زيارة المبعوث الأميركي للقاهرة مع زيارة لافروف لإفريقيا، الأربعاء، التي بدأت من مصر مرورا بالكونغو وأوغندا واختتمها في أديس أبابا، ورأى محللون أنها تستهدف تأكيد الوجود الروسي في القارة السمراء.
في هذه الأثناء، بدت أزمة سد النهضة غائبة عن اللقاءات التي أجراها لافروف في القاهرة وأديس أبابا، يظل الموقف الروسي من التوصل لتسوية سلمية قانونية هو السائد حتى الآن، بحسب د. عبد الحميد الموافي.
وتجمدت المفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان (دولتا المصب) وإثيوبيا، منذ أبريل 2021، وذلك قبل ثلاثة أشهر من إعلان أديس أبابا إكمال الملء الثاني والذى بدأته في يوليو من العام نفسه.
وقال د. الموافي إن لروسيا علاقات تاريخية وثيقة مع القاهرة وأديس أبابا، ولذا تريد الحفاظ على ما يمكن تسميته بالخطوط المتوازية مع الدولتين المهمتين في القارة، وأكد أنه “لا يمكن اعتبار موقف روسيا محايدًا من الأزمة، لكنها تدرك أن هناك أطرافًا دولية أخرى تتدخل”، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
يشار إلى أن جولة وزير الخارجية الروسي جاءت عقب قمة جدة للأمن والتعاون، التي شارك فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي، أكدت دعم للأمن المائي المصري، ولحل دبلوماسي يحقق مصالح جميع الأطراف ويسهم في سلام وازدهار المنطقة.
وأكد القادة ضرورة التوصل لاتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة في أجل زمني معقول كما نص عليه البيان الرئاسي لرئيس مجلس الأمن الصادر في 15 سبتمبر 2021، ووفقاً للقانون الدولي.
لكن الموافي يشير إلى أن زيارة لافروف إلى إفريقيا تشير بوضوح إلى أن “روسيا تعمل بجدية إلى زيادة وجودها في إفريقيا”، وهي ليست غريبة عن القارة السمراء وعلاقاتها مع دولها “عميقة”، عبر الإعداد لخطوات مهمة تقوم بها موسكو في الفترة المقبلة.
قمة روسية إفريقية جديدة
لافروف قال في تصريحات سابقة لزيارته إن “تطوير شراكة شاملة مع الدول الأفريقية لايزال من بين الأولويات المهمة لسياسة روسيا الخارجية. ونحن منفتحون على مزيد من بنائها بما يتماشى مع القرارات الاستراتيجية التي اتخذت في القمة الروسية الأفريقية الأولى في نهاية أكتوبر 2019 في سوتشي”.
وأشار الخبير السياسي إلى أن الإعلان عن قمة إفريقية روسية جديدة يتم الإعداد لها حاليا هو الجانب المهم الذى ينبغي إليه في الزيارة.