أخبار ذات صلة
منذ ثورة يونيو 2013، تعيش جماعة الإخوان شتاتا مكانيا وتنظيميا تحت وطأة السجن بتهم الإرهاب أو الهروب أو المتابعة الأمنية، لكن رغم كل ذلك لا يزال النشاط التنظيمي للجماعة مستمر محليا ودوليا، وتستمر معه التساؤلات حول اسم مرشد الإخوان السري حسب محللين.
ورأى محللون سياسيون وأمنيون في تصريحات لـ«تايمز أوف ايجيبت» أن «الجماعة تتعرض منذ منتصف عام 2013 لعملية اجتثاث في مصر وخارجها، ففي الداخل تترقبهم السلطات الأمنية والقضائية وفي الخارج يفقدون الدعم الدولي تدريجيا، خاصة من تركيا وقطر اللتان اضطرتا إلى تحسين علاقتهما مع مصر. ومن حين لآخر تخرج طلبات التصالح التي يراها خبراء محاولات جس النبض المتمثلة يقابها رفض من الدولة المصرية.
ثروت الخرباوي – المحامي والمتخصص في شؤون الجماعات الدينية – رصد خارطة الجماعة في الداخل والخارج بعد 9 سنوات من الشتات، وقال في اتصال هاتفي من القاهرة مع «تايمز أوف ايجيبت»: إن التنظيم الدولي، ومركزه الرئيسي لندن بقيادة إبراهيم منير، هو صاحب الوجود الأقوى في التنظيم على مستوى العالم، إذ يدير إخوان لندن مقرات في أكثر من 77 دولة ذات أنشطة مختلفة.
مرشد الإخوان سري في مصر
وأضاف الخرباوي:« أما عن الوجود الثاني هم إخوان المهجر كما يطلقون على أنفسهم فهم منتشرون في تركيا وقطر»، وأضاف «انتقل العديد منهم إلى كندا وماليزيا، ونشاطهم إعلاميا عبر القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وبكل أشكالها، عبر بث برامج مضادة للنظام المصري».
وتابع: «كيان الإخوان موجود في مصر، وعناصرة تتحرك على نفس المستوى التنظيمي التقليدي كما هو كان معتاد، عبر التسلسل الهرمي، ففي مصر هناك شعب وأسر ولهم اجتماعات سرية يتلقون فيها التعليمات والمقررات، فكل مجموعة أسر لهم شعب والشعب لها مسؤول في كل محافظة».
من جهته، يقول اللواء عمرو الزيات الخبير الأمنى والرئيس الأسبق لمحكمة القاهرة العسكرية، في اتصال هاتفي لـ«تايمز أوف ايجيبت»:«هناك تصنيفات عدة لعناصر الإخوان، فمنهم أصحاب الإيديولوجية الإخوانية، ومنهم المتعاطف مع أفكارهم، وهناك المقتنع بهم».
وأشار الزيات إلى سهولة إقناع كل من المقتنع والمنجرف بالتخلي عن أفكار الإخوان، لأنها ليست في عقيدته، أما عن الأعضاء التنظيمين فيخضعون للمتابعة والمراقبة الأمنية بشكل دوري. وأوضح أن أعضاء الإخوان الذين لهم نشاط على أرض مصر يتم القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة، والتي بدورها تقضي بالاحكام التي نص عليها الدستور.
لكن السؤال ما يزال قائما حول اسم المرشد الجديد للجماعة، خصوصا بعد أحكام الإعدام المؤبد التي يواجهها القائم بأعمال المرشد محمود عزت، بعدما ألقت السلطات المصرية القبض عليه في أغسطس 2020.
وقال المتخصص في الجماعات الدينية ثروت الخرباوي :«هناك مرشد سري يدير التنظيم داخل مصر خاصة بعد القبض على محمود عزت، وله اتصالات في أضيق نطاق مع التنظيم الدولي وأيضا الاتصال بإخوان المهجر في حدود معينة وليس بشكل دوري»، موضحا «يعيش المسؤول السري في عزلة وغير معروف لعدد كبير من الإخوان».
هل واجه «الاختيار» فكر الإخوان؟
ويقول مراقبون إن الملاحقات الأمنية نجحت في كبح النشاط التنظيمي للإخوان في الداخل، التي ما تزال تعمل تحت إمرة مرشد الإخوان السري، ويقول الزيات «منذ سنوات كانت هناك عمليات مسلحة تبنتها حركة حسم، الجناح المسلح للإخوان، لكن السلطات الأمنية قضت على هذا التنظيم عبر عمليات كثيرة لذلك لا نرى حاليا أي نشاط».
وبالموازاة مع استمرار العمليات الأمنية لمحاصرة الإخوان، تحاول الدولة المصرية محاربة فكر الجماعة، ففي شهر رمضان الماضي أذاعت قنوات محلية مصرية عملا دراميا عن الفترة الأخيرة من حكم جماعة الإخوان.
وفي السياق نفسه، حاول مفتى مصر الدكتور شوقي علام نقل معركة الدولة مع الإخوان إلى معقلهم في لندن، إذ شرح الموقف المصري من فكر الجماعة «المتطرف» خلال زيارة استغرقت 6 أيام، وألقى مفتي الديار المصرية كلمة أمام مجلسَي النواب واللوردات البريطاني، وأجرى عدة لقاءات مع مسؤولين بريطانيين من بينهم وزير الدولة لشئون جنوب آسيا وشمال أفريقيا والأمم المتحدة بالخارجية البريطانية، وأجرى زيارة لمركز سيفيتاس للأبحاث بلندن.
ومع أن الدولة المصرية خطت خطوات واسعة ضد الفكر الإخواني، وفق الخرباوي، إلا أنه استدرك بالقول «واهم من يعتقد أن فكر جماعة الإخوان انتهى، فتلك عقيدة راسخة بين أعضائها»، لافتا إلى «الحاجة لجهود مجتمعية عبر الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وقصور الثقافة»، ويقول 2الأعمال الفنية واجهت الإخوان كتنظيم ولكن لم تتمكن من مواجهة الفكر».
