نتأمل كيف نملأ النصف الفارغ من الكوب
الرئيسية / اخبار السلايدر / ظل قصرًا لأسرار السلطة.. كيف تغير البيت الأول في فرنسا خلال ولاية ماكرون؟

ظل قصرًا لأسرار السلطة.. كيف تغير البيت الأول في فرنسا خلال ولاية ماكرون؟

قصر الإليزيه

القاهرة – تايمز أوف إيجيبت:

 

تغير مقر الرئاسة الفرنسية خلال خمس سنوات بدفع من الرئيس إيمانويل وزوجته بريجيت ماكرون اللذين قاما بتحديثه وفتحه للجمهور وإن ظلّ قصرا لأسرار السلطة.

فعند وصولهما، قرر الزوجان ماكرون، وهما أول زوجين رسميين يستقران فيه منذ عقد، أنه يحتاج إلى عملية تجديد واسعة؛ فخرجت اللوحات الضخمة لرؤساء الدولة السابقين التي كانت تخيف الزوار في الطابق الأول، وحلت محلها أعمال فنانين حديثين أو معاصرين مثل سولاج وألشنسكي وديلوناي من مجموعات المفروشات الوطنية “كوليكسيون دو موبيلييه ناسيونال”  وكذلك الأثاث والسجاد.

كيف تغير البيت الأول؟

وطال التجديد الأكثر جرأة قاعة الحفلات، الغرفة الأكثر فخامة في القصر: أزيلت السجادة الحمراء والستائر الثقيلة، وحل محلها ديكور بكل أطياف اللون الرمادي.

واختفت منسوجات غوبلان المهيبة من الجدران بعد أن ظل بعضها معلقا طوال 40 عاما. بإشراف بريجيت ماكرون، كلف هذا المشروع 500 ألف يورو وتم الانتهاء منه مطلع 2019.

ماكرون ولوبان يتنافسان في جولة ثانية حاسمة

ولتمويل جزء من هذا التجديد، أطلق الإليزيه منتجات برعايته (أكواب وأحذية وقمصان، إلخ) تباع عبر متجر إلكتروني خاص (بوتيك.اليزيه).

ولخصت الصحافية جولي ماري لوكونت فحوى التجديد في كتابها “الإليزيه، زيارة خاصة” الصادر عن دار لارشيبيل في مارس 2022، قائلة: “استخدم إيمانويل ماكرون القصر ديكورا لإظهار لمسته وجعله واجهة لفرنسا المثالية الخالدة والحديثة… في الآن نفسه”.

صنع في فرنسا

كانت الأولوية الأخرى للزوجين ماكرون فتح أبواب الإليزيه للجمهور، لكن أزمة كوفيد عطلت هذا المسعى، إضافة إلى أيام التراث التي تحظى بشعبية كبيرة، يتم تنظيم أيام أبواب مفتوحة مثل فعاليات “صنع في فرنسا” التي تعرض خلالها منتجات مبتكرة مزينة بألوان العلم الفرنسي.

كما أقيمت حفلات في الفناء الرئيسي بمناسبة مهرجان الموسيقى. ومن أبرز لحظاتها وقوف المغني كيدي سمايل على الشرفة بقميص كتب عليه “ابن مهاجر وأسود ومثلي”، وهو مشهد أثار جدلا واسعا.

وتم كسر الأعراف أيضا مع استقبال نجمي اليوتيوب ماكفلاي وكارليتو عام 2021 لإجراء “مسابقة طرائف” مع الرئيس، انتهت في الحديقة بحفل صغير لموسيقي الميتال.

نجوم دوليون

وقبل كوفيد، رحب الزوجان ماكرون بنجوم دوليين ملتزمين بقضايا إنسانية أو بيئية، مثل ريانا وبونو وأرنولد شوارتزنيغر في القصر، ما عزز صورة الرئيس الشاب على المستوى الدولي.

ويحب الإليزيه أيضا تنظيم حفلات الاستقبال المخصصة لمواضيع معيّنة: فقد استقبل الف مزارع شاب في فبراير 2018، وأكثر من ألف رئيس بلدية، و180 من الطباخين المميزين و120 من المبدعين، وغيرهم.

ويعترف سيباستيان فافاتا، وهو مربي أبقار شاب في أرديش أنه “عندما تلقيت دعوة من قصر الإليزيه لم أصدق ذلك. من المشرف أن أزور المكان”.

كفاءة وسريّة

ويعمل في الإليزيه حوالي 800 شخص، وهو بعيد كل البعد عن نموذج الشركات الناشئة العزيز على ماكرون، ولكن تم بذل جهود لجعل طريقة عمله أقل غموضا وأكثر كفاءة.

تم البدء في إصلاح إدارة القصر عام 2017 وسرّعت وتيرتها في أعقاب قضية ألكسندر بنعلا المدوية التي سلطت الضوء على نقاط ضعف الرئاسة. ثم تم تعيين مدير عام للخدمات للإشراف على إعادة تنظيم أربع إدارات من بينها قسم الأمن شديد الحساسية.

في الوقت نفسه، ومع تكثيف نشر مقاطع الفيديو الرسمية على شبكات التواصل الاجتماعي، يحاول الإليزيه الحفاظ على السرية المطلقة وراء كواليس السلطة: فمنع الوزراء من التحدث إلى الصحافة بعد اجتماع مجلس الوزراء، وأصدر تعليمات للمستشارين لالتزام الصمت، وأطلق مشروعا – ألغي مؤخرا – لإغلاق غرفة الصحافة في باحة الإليزيه…

قصور وإقامات

يحب الرئيس مغادرة الإليزيه لاستقبال ضيوفه في قصور مرموقة أخرى، مثل قصر فرساي.

وبحثا عن الراحة، يجد الزوجان ماكرون طريقهما إلى إقامات الجمهورية التي هجرها سلفهما: لا لانتيرن في حديقة فرساي لقضاء عطل نهاية الأسبوع، وحصن دي بريجانسون في الريفييرا للإجازات.

في بداية ولاية ماكرون لخمس سنوات، تولى الإليزيه الإدارة المباشرة لهذا الحصن وقام بأعمال لتجديده، مع تركيب مسبح فوق الأرض بتكلفة معلنة قدرها 34 ألف يورو، الأمر الذي أثار جدلا عام 2018.