أخبار ذات صلة
رأى علماء اجتماع واقتصاديون، أن دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى السيطرة على المواليد في البلد العربي صعبة من ناحية التنفيذ، مؤكدين أن فرض مرات الإنجاب في الوطن العربي أمر صعب نظرا لظروف دينية و ثقافية مختلفة عن تجربة الصين.
وفي وقت سابق هذا الشهر، قال السيسي إن عدد المواليد في مصر ينبغي ألا يتجاوز «400 ألف سنويا لفترة زمنية قد تصل إلى 20 سنة»، في حين سجلت مصر، التي يبلغ تعداد سكانها 105 ملايين نسمة، نحو 2,2 مليون مولود جديد في عام 2022.
وأضاف إن «الصينيين أخذوا هذا القرار (الطفل الواحد) عام 1968»، وفي عام 2015 تخلت بكين رسميا عن تلك السياسة وسمحت للمتزوجين بإنجاب طفل ثان. وأضاف «لقد نجحوا في سياستهم» للسيطرة على الزيادة السكانية.
تجربة الصين
و في نهاية سبعينيات القرن الماضي قرر الحزب الشيوعي الصيني مواجهة الزيادة السكانية بفرض سياسة «الطفل الواحد» التي تم تنفيذها بين عامي 1980 و2015 عن طريق تقييد العائلات بعدم إنجاب أكثر من طفل واحد. وفي أغسطس من 2021 أقرت الصين تعديلا قانونيا يسمح للزوجين بأنجاب ثلاثة أطفال ويضع إجراءات داعمة للسياسة الجديدة.
الثقافة
ومع دعوة السيسي لانتهاج التجربة الصينية، تقول الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع، إن «الظروف الدينية والثقافية تحول دون تطبيق التجربة الصينية في مصر والوطن العربي»، لكنها حذرت في اتصال هاتفي مع «تايمز أوف ايجيبت»: من «أن زيادة الإنجاب يؤثر على الأسر المصرية والسلام المجتمعي، فمع الأزمة الاقتصادية ترتفع نسبة الفقر والطلاق والذي يرجع زيادة بسبب ضعف حيلة أرباب الأسر في توفير الاحتياجات اليومية للأسرة، ومن ثم تزداد نسبة الطلاق ويتبعها تشرد للأسر ولجوء الأطفال للعمل والتخلي عن التعليم».
105 مليون نسمة
في بداية أغسطس الماضي، أعلنت الساعة السكانية الموجودة أعلى مبنى الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، بلوغ عدد سكان مصر بالداخل 105 ملايين و250 ألف نسمة بزيادة قدرها 250 ألف نسمة خلال 57 يوماً، حيث سجل عدد سكان مصر 105 ملايين نسمة بالداخل في الثالث من يونيو الماضي.
وفي مارس الماضي أقرت للمرة الأولى برنامج حوافز مالية يستهدف تشجيع الأسر المصرية على الالتزام بإنجاب طفلين فقط، في ظل التأكيد المستمر من الدولة على أن الارتفاع المستمر لعدد السكان «يلتهم عوائد التنمية».
استنزاف المليارات
ورأى الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي، أن الأزمة الاقتصادية العالمية خفضت من نسبة استقبال العمالة الأجنبية والتي من بينها مصر، مشيرا إلى أن الحروب بدول الجوار والتي على رأسها ليبيا أدت إلى خروج نحو 2 مليون مصر كانوا يعملون في مهن وحرف مختلفة وكانوا مصدر دخل كبير منذ سنوات حتى أصبحوا جزء من الأزمة الاقتصادية في مصر بسبب البطالة.
وقال عبده في اتصال هاتفي مع «تايمز أوف ايجيبت»: «الحل يكمن في حملات الدعاية التي تنبه على الأسر بعدم الافراط في الانجاب والاكتفاء بطفل أو إثنين حتى يستطيع الأب رعايتهم وتعليمهم كما يجب أن يكون»، محذرا من أن مصر لن تستطيع فرض انجاب طفل واحد نظرا لاختلاف الثقافة الدينية بين مصر والصين، ولكن يمكنها رفع الدعم التعليمي عن أكثر من طفلين لكل أسرة، قائلا: «إجراءات رفع الدعم يجبر الأسر على التفكير كثيرا قبل انجاب اكثر من طفلين».
