اعتبر علماء دين من الأزهر الشريف أن الترويج لآداء عمرة عبر الإنابة مقابل أجر يخالف الشريعة الإسلامية، لافتين إلى أنه ليس هناك عمرة بمقابل مادي، ولكنها تطوع من شخص إلى شخص غير قادر، لافتين إلى أن الدعوة إلى العمرة من خلال استئجار شخص أخر لا سند لها في الدين الإسلامي.
وأكد العلماء أن العبادات لا تشترى بالمال، خاصة وأن العمرة والحج فهي لمن استطاع ماديا وجسديا، والإنابة هي تطوع فقط.
وألقت السلطات الأمنية المصرية القبض على الداعية أمير منير بعدما أثار جدلا بعد نشره مقطع فيديو صفحته على فيسبوك، قدم فيه عرضا لتطبيق يمكن من خلاله أداء تلك الشعيرة لأحد الأقارب، من المتوفين أو العاجزين، مقابل سداد مبلغ 4000 جنيه.
دعوة «العمرة» أثارت الجدل
وأمير منير، هو صيدلي ترك تخصصه واتجه إلى تقديم محتوى دعوي على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يتابعه أكثر من 8 ملايين شخص على فيسبوك، و أثار جدلا بعدما دعا لاستخدام تطبيق الكتروني على صفحته يمّكن الراغبين بأداء مناسك العمرة بالوكالة مقابل 4000 جنيه مصر، نيابة عن المتوفين أو المرضى.
وحدد منير توفير 3 أنظمة للعمرة بالإنابة، موضحا خطوات الاشتراك في التطبيق، وظهر في الفيديو شخص برداء الإحرام يعلن أدائه لمناسك العمرة نيابة عن شخص معين.
وفور نشر المقطع الفيديو الخاص بالعمرة بالإنابة، أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانا على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أكدت فيه أن هذه الدعوة نوعا من الاتجار بالدين، ووصف فيه أصحاب مثل تلك الدعوات بــ«سماسرة الدين».
دعوات لتجريم العمرة بالإنابة
يقول الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، في اتصال هاتفي مع «تايمز أوف ايجيبت»: «إنه لا يجوز آداء هذه الشعيرة بالإنابة بمقابل مادي»، واصفا ذلك بأمر «غير جائز شرعا وأمور ابتداعية يجب التصدي لها حتى لا تنتشر بين المسلمين»، لافتا إلى أن «الأصل في العبادات تؤدى بالأصالة عن المسلم لقول الله تعالى (فاستبقوا الخيرات)».
وأضاف كريمة «لا يثار الى النيابة في بعض العبادات كالحج الا في حالة العجز الكلي للبدن، لكن يلاحظ أن النيابة في الحج او العمرة بالتطوع وليس الاستئجار»، واصفا تلك الدعوة بـ«المنكرة وداعمة للفكر السلفي بعد توقف الدعم من البلد صاحبة نشأة هذا الفكر» على حد تعبيره.
يشار إلى أن مركز الفتوى العالمي التابع للأزهر الشريف رد في وقت سابق، على الداعية أمير منير، مؤكدا أن تعظِيم شعائر الله واجب على كلِ مسلم، ويتعين أن يؤديها بنفسه، متى كان قادرًا على أداء مناسكها، لما يحققه قصد بيت الله الحرام وزيارة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من تعزيز التواصل الرّوحي، والإيمان بالله، والتعلق به.
ودعا كريمة المملكة العربية السعودية إلى تجريم آداء هذه الشعيرة بالإنابة عبر التطبيقات الالكترونية أو الاستئجار، قائلا: «ما يحدث من مثل تلك الدعوات ازدراء للإسلام وأربا بالمملكة العربية السعودية التي لا تدخر وسعا في خدمة ضيوف الرحمن بأن تتخذ إجراءات تجرم كل من يتورط في الدعوة أو المشاركة في إجراء عمرة بالإنابة مقابل أجر مادي».
استطلاع: احمد كامل