نتأمل كيف نملأ النصف الفارغ من الكوب
الرئيسية / اخبار السلايدر / مراقبون: مصر البوصلة الآمنة الوحيدة لإنهاء «نزاع السودان»

مراقبون: مصر البوصلة الآمنة الوحيدة لإنهاء «نزاع السودان»

الرئيس السيسي يستقبل رئيس مجلس السيادة السوداني (أرشيفية)
الرئيس السيسي يستقبل رئيس مجلس السيادة السوداني (أرشيفية)

شكلت مصر الوجهة الأولى لرئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، خارج السودان منذ اندلاع القتال مع قوات الدعم السريع قبل أكثر من أربعة أشهر، الأمر الذي اعتبره مراقبون تأكيدا على أهمية الدور الذي تلعبه مصر كبوصلة آمنة للشعب السوداني لإنهاء النزاع دون غيرها من الدول التي تدخلت لحل الأزمة.

وعقب الزيارة، أعلن الجانب السوداني عن اتفاق على تسريع العمل في المعابر الحدودية، وفق تصريح وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق.

ويشهد السودان منذ 15 أبريل معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي». واستضافت مصر مؤتمر قمة دول جوار السودان في ١٣ يوليو ۲۰۲۳، لبحث سُبل إنهاء الصراع الحالي والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة، وفقًا لبيان صادر عن المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، على موقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك».

مصر لها الدور الأساسي في إنهاء الأزمة السودانية

ورأى الدكتور جمال عبد الجواد الباحث في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن اختيار البرهان لمصر لتكون أول زيارة خارجية له منذ اندلاع المعارك بالسودان في إبريل الماضي، إعلان رسمي بأن مصر تدعم الجيش الوطني السوداني و الشرعية السودانية، بالإضافة إلى التأكيد على دور مصر الهام لحل تلك الأزمة التي شهدت جولات سياسية في دولة عدة لم تأت بنتائج مثمرة.

وقال عبد الجواد في اتصال هاتفي مع «تايمز أوف ايجيبت»:«المبادرة المصرية حول أزمة السودان، كانت الأنسب إذ التزمت الموضوعية في ونادت باحترام الشرعية الدولية وفض النزاع بين الجيش السوداني وميليشيات حميدتي المسلحة، كما أن القاهرة هي الأقرب للسودان حدوديا وتاريخيا، وكانت الملاذ الآمن وما زالت للفارين من الدمار الذي تعيشه الولايات السودانية جراء المعارك الدائرة بين قوات الجيش وميليشيات حميدتي».

ويقول خبراء إن مصر والسعودية تدعمان الجيش في السودان، بينما تدعم الإمارات العربية المتحدة قوات الدعم السريع برئاسة محمد حمدان دقلو. علما أن السعودية تشارك في جهود وساطة مع الولايات المتحدة لوقف الحرب في السودان، بينما أبدت مصر بدورها استعدادها للتوسط.

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية في تقريرٍ نشرته تحت عنوان «حليف للولايات المتحدة وعد بإرسال مساعداتٍ إلى السودان، أُرسلت أسلحة بدلاً من ذلك». ونقل التقرير عن مسؤولين أوغنديين القول إن شحنة طائرة إماراتية هبطت في أوغندا، كانت تحتوي عشرات الصناديق المليئة بالذخيرة والبنادق الهجومية والأسلحة الصغيرة، وأن الطائرة نفسها كان من المفترض أن تكون «محملة بالمساعدات الإنسانية المعدة لإيصالها إلى السودان».

وفي هذا الصدد، قال محلل الشأن السوداني بمعهد ريفت فالي مجدي الجزولي لوكالة فرانس برس إن “مصر هي القوة الاقليمية الرئيسية التي بيدها حلّ وعقد شؤون السودان”. وأوضح الجزولي أن “الطبقة السياسية السودانية تدهورت … ولم يعد في مقدورها على الأقل في الوقت الحالي القيام بأي خطوة يعتد بها في اتجاه تحديد مستقبل السودان السياسي، بل صار هذا المستقبل رهين بالدرجة الأولى بمآل الحرب الدائرة الآن”.

وتابع “لقاء البرهان والسيسي في ساعة الأزمة هذه يدخل في هذا الباب .. البرهان حليف للسيسي والجيش السوداني حليف للجيش المصري، وأمام الإثنين قضية الحرب في الخرطوم والإمداد العسكري والفوز بدعم السعودية ضد خطة الإمارات”.

أمريكا تبرئ ذمتها فقط

وأخفقت جولات وساطة أمريكية- سعودية في وضع حد للحرب المستعرة في السودان، فيما فرضت الولايات المتحدة في يونيو الماضي عقوبات على شركات اتهمتها بإذكاء الصراع في السودان وصعدت الضغط على الجيش وقوات الدعم السريع لوقف القتال الدائر في الخرطوم ومناطق أخرى.

وتقول أماني الطويل الباحثة في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن «الولايات المتحدة الأمريكية اكتفت بتبرأة ذمتها فقط، من خلال فرض عقوبات، وليس لها أي تأثير واقعي في وقف الصراعات بين أطراف محليين، اتخذوا كل الاحتياطات.. ضد مثل هذا النوع من العقوبات الأمريكية، التي باتت متوقعة للفاعلين السياسيين والعسكريين حول العالم».

وأشارت أماني في مقال بجريدة الأهرام، إلى أن المنهج الأمريكي المتعدد الأوجه مع طرفي الصراع، كان له دور في إطالة أمد الأزمات، لافتة إلى أنه في الوقت الذي تمنح فيه أمريكا شرعيات سياسية متساوية.. لكل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع  فإنها تلوّح من طرف خفي.. لإمكانية محاكمة رموز «الدعم السريع».

وأدى النزاع الى مقتل أكثر من 2800 شخص ونزوح أكثر من 2,8 مليون شخص لجأ من بينهم أكثر من 600 ألف إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصا إلى مصر شمالا وتشاد غربا.

وتتركز المعارك في العاصمة الخرطوم ومناطق قريبة منها، بالإضافة إلى إقليم دارفور حيث حذرت الأمم المتحدة من أن ما يشهده قد يرقى إلى “جرائم ضد الإنسانية” والنزاع فيه يتخذ أكثر فأكثر أبعادا عرقية.

عن لندن - تايمز أوف إيجبت

شاهد أيضاً

فلسطينيون يقتادون اسرائيليا في خان يونس بقطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023. (أ ف ب)

مصدر: توزيع أسرى إسرائليين على أهداف محتملة للاحتلال في غزة

مصدر مطلع في غزة يقول أن عناصر المقاومة الفلسطينية «وزعت أعدادا من الأسرى الإسرائليين، على مواقع يمكن أن تكون أهدافا للقصف الجوي الإسرائيلي على القطاع.

تراجع سعر الذهب.. وعيار 21 يسجل 2175 جنيهًا

انخفض الذهب في مصر قرابة 20 جنيها منذ أمس الجمعة، على خلفية انخفاض سعر الذهب …