أخبار ذات صلة
يزداد الخناق على جماعة الإخوان المقيمين في تركيا بين الحين والأخر، خصوصا بعد تقارب القاهرة وأنقرة الذي أنهى قطيعة دامت 10 سنوات، إذ قررت مؤخرا السلطات الأمنية في تركيا فرض قيود على عناصر جماعة الإخوان المدانين في قضايا سابقة، الأمر الذي اعتبره مراقبون ومحللون أن عصر تشتت الإخوان في الأرض قد بدأ.
وبحسب موقع «العربية نت» فإن السلطات التركية احتجزت 60 عنصرا من جماعة الإخوان وأمهلت باقي العناصر 5 أشهر لمغادرة البلاد بعد عدم الموافقة علي تجديد الإقامة لعدد كبير ومهاجمة المناطق التي يسكنها.
ورفعت مصر وتركيا مستوى العلاقات الدبلوماسية الأسبوع الماضي، إذ رشحت مصر السفير عمرو الحمامي كسفير لها في أنقرة، فيما رشحت تركيا السفير صالح موتلو شن كسفير لها بالقاهرة. كما سعت قطر مؤخرا لعودة العلاقات لطبيعتها في إطار القرارات التي اتخذها زعيما البلدين بطموحات تعزيز العلاقات الثنائية.
شتات الإخوان في دول العالم
ويقول الباحث المصري المختص بشؤون الجماعات الدينية ثروت الخرباوي في اتصال هاتفي إلى «تايمز أوف ايجيبت» إن :« مرحلة الشتات لجماعة الإخوان بدأت بعد التضييق على نشاطهم في تركيا وقطر، وبالأخص التضييق على ظهور محمود حسين الذي يعتبر نفسه قائدا للجماعة لادارته شؤون الإخوان في تركيا، حيث العدد الأكبر منهم بعد الخروج من مصر منذ 10 سنوات».
وأضاف الخرباوي، «تركيا قد لا تسلم عناصر الإخوان الصادر بحقهم أحكام قضائية بمصر، ولكنها ستطلب منهم الرحيل بعد رفض تجديد الإقامة لهم، الأمر الذي يعد ضربة قوية تزيد من تشرذم جماعة الإخوان في أوروبا».
كما أعلنت السلطات التركية عدم إستقدام عناصر أخري للبلاد موجهة الأمر الي قيادات جماعة الإخوان مع حملات مداهمة للعناصر في عدد من المناطق كما زادت عمليات التفتيش بشأن المهاجرين غير الشرعيين .
البوسنة الملاذ الأخير
ومؤخرا كشفت تقارير صحفية، عن بدء جماعة الإخوان في التوجه للبوسنة لحصد ثمار 30 عاما من جهودها هناك. اختيار الجماعة للبوسنة كملاذ جديد وآمن لعناصرها نابع من تواجدها في تلك الدولة وتغلغل نشاطها فيها، حيث استغلت الجماعة الحرب العرقية هناك، ووضعت موطئاً لقدمها حتى باتت منتشرة وصار لها كيانات وشركات وتجمعات.
يتواجد الإخوان في البوسنة منذ أوائل التسعينيات من القرن الماضي حيث تواجد من قياداتها بشكل شبه دائم فيها، وتحت ستار تقديم المساعدات الإغاثية الدكتور أحمد الملط وعبد المنعم أبو الفتوح والأخير كان الأخطر والأكبر دورا في فرض نفوذ الجماعة، وتغلغلها وفقا لنصيحة من معلمه في الجماعة محمد فريد عبد الخالق، الذي كان له كتاب بعنوان مأساة المسلمين في البوسنة والهرسك، عام 1993.
في عام 1994 توجه وفد من الجماعة عرف باسم لجنة “المناصرة” للبوسنة ضم أبو العلا ماضي القيادي الإخواني ومؤسس حزب الوسط، والدكتور السيد عبد الستار المليجي، أمين عام نقابة العلميين وقتها، والدكتور محمود حسين قائد جبهة إسطنبول والقائم بعمل المرشد حاليا وكان وقتها وكيل نقابة المهندسين وكانت الزيارة للمشاركة في ندوة حول تعمير سراييفو، بعد انتهاء الحرب، وبحث فرص تأسيس الجماعة لشركات وكيانات تابعة لها للتغلغل في تلك الدولة.
وقال أحمد بان المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية في اتصال هاتفي إلى «تايمز أوف ايجيبت»: « في بداية خروج الإخوان إلى أوروبا ظهروا عبر منظمات حقوقية في محاولة لاستجداء الدعم الأجنبي خاصة الأمريكي، لكن تقارب المجتمع الدولي مع الدولة المصرية، مع وضوح المشهد في المنطقة العربية والتأكد من قوة موقف مصر».
وأشار بان إلى أن «محاولات الاستقواء بمنظمات المجتمع المدني، في الخارج فشلت بعد حالة اليقين التي تتعامل بها الحكومات الأوروبية والأمريكية والأسيوية مع الدولة المصرية، وذلك ما لاحظناه بعد تعاون الاتحاد الأوروبي مع مصر عبر اتفاقيات سياسية وافتصادي».
