نتأمل كيف نملأ النصف الفارغ من الكوب
الرئيسية / اخبار السلايدر / قراءة شعبية في حادث العوجة

قراءة شعبية في حادث العوجة

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

ظهر يوم السبت 3 يونيو، نشر المتحدث العسكري للقوات المسلحة – على صفحته الرسمية على الفيس بوك – بياناً مهماً عما حدث على الحدود المصرية مع إسرائيل فجر ذلك اليوم، جاء فيه أن «أحد عناصر الأمن المصري المكلف بتأمين خط الحدود الدولية، قام بمطاردة عناصر من مهربي المخدرات، وخلال المطاردة اخترق الشرطي المصري حاجز التأمين وتبادل إطلاق النار، مما أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر من عناصر التأمين الإسرائيلي وإصابة اثنين آخرين، بالإضافة إلى وفاة فرد التأمين المصري أثناء تبادل إطلاق النار، وجارٍ اتخاذ كافة إجراءات البحث والتفتيش والتأمين للمنطقة، وكذلك اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة». هذا هو نص بيان المتحدث العسكري المصري، وقد حرصت على نشره كما هو تقريباً.

مساء نفس الليلة سألتني بعض الفضائيات العربية: هل أصدق الرواية المصرية أم الإسرائيلية التي وصفت الشرطي المصري بـ«المخرب»، فقلت إنني بالطبع أصدق رواية القوات المسلحة المصرية، لأن الإسرائيليين درجوا على ارتكاب الأكاذيب دائماً.

وإذا كانوا سرقوا وطناً، فهل يصعب عليهم اختلاق الأكاذيب؟ وعلينا انتظار نتائج التحقيقات لنعرف الحقيقة الكاملة.

لكن أنا اليوم لا أناقش الحادث سياسياً أو عسكرياً أو أمنياً، ولكن أناقش قضية أثارها كثيرون على صفحات التواصل الاجتماعي، وهي حالة الفرح العارمة لدى الكثير من المصريين.. لاعتقادهم بأن الشرطي المصري قتل ثلاثة جنود إسرائيليين، وأصاب اثنين آخرين.. قبل أن يستشهد قرب معبر العوجة الحدودي بين الجانبين.

وكان طبيعياً أن كثيراً من المعلقين والمتابعين والشعب المصري، تذكّروا ما فعله الجندي سليمان خاطر الذي قتل 7 إسرائيليين.. قرب منتجع رأس برقة في نويبع بسيناء في 5 أكتوبر 1985.
وكذلك الجندي أيمن حسن، الذي اجتاز الحدود في 26 نوفمبر 1990، وهاجم عدة مركبات شمال غرب إيلات وقتل 4 إسرائيليين.

وكذلك ما فعلته «منظمة ثورة مصر» التي استهدفت العديد من الدبلوماسيين الإسرائيليين والأمريكيين في القاهرة، والتي استمرت من يونيو 1984 حتى سبتمبر 1987، وكانت بقيادة محمود نور الدين ودعم من خالد جمال عبدالناصر.

تعليقات السوشيال ميديا تكشف أن غالبية المصريين، ما يزالون يعرفون من هو صديقهم ومن هو عدوهم. وأن اتفاقية السلام – التي وقّعها الرئيس الأسبق محمد أنور السادات مع الإسرائيليين عام 1979 بعد كامب ديفيد 1978 وزيارة القدس 1977 – هي اتفاقية بين حكومتين، لا تُلزم الشعب بأن يحب الإسرائيليين.

يقول البعض – مستعجباً – إن معظم المصريين وُلدوا بعد 17 نوفمبر 1977، وهو اليوم الذي زار فيه السادات القدس، وتوقف بعدها الصراع العسكري الرسمي، وبالتالي يسأل هؤلاء: ما الذي يجعل الناس الذين وُلدوا بعد توقف الحرب وإقامة العلاقات، ينظرون إلى إسرائيل هذه النظرة السلبية؟!
غالبية المصريين – ولا أقول كلهم – ما تزال تنظر للإسرائيليين.. على أساس أنهم العدو، وأن الصراع مع إسرائيل.. هو صراع وجود، وليس صراع حدود.. كما قال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

المصريون يتابعون ويشاهدون ما تفعله إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، فهي تحاصر قطاع غزة، وتنفذ ضده اعتداءات منتظمة، وتحتل الضفة الغربية وتقوم بتهديدها. والأهم أنها تدنس المسجد الأقصى بصورة شبه يومية، ويتبارى وزراؤها المتطرفون في انتهاك حرمته، غير آبهين بمشاعر كل المسلمين. المصريون، ومعهم غالبية العرب، يتابعون ويشاهدون ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات متكررة ضد سوريا وأحياناً ضد لبنان.

فإذا كان عدد كبير من شرفاء العالم – حتى في أوروبا وأمريكا – اكتشفوا حقيقة الممارسات الإسرائيلية العنصرية، فهل يصبح غريباً أن تكون نظرة غالبية المصريين سلبية تجاه إسرائيل؟!

الأمر – ببساطة – أن أي نفس سوية على الفطرة، لا يمكن أن تتعايش وتقبل الممارسات الإسرائيلية، فما بالكم بمصريين.. يعرفون أن إسرائيل احتلت أرضهم في سيناء في 5 يونيو 1967، وارتكبت مجازر بحق آبائهم وأجدادهم.. في أعوام 1947 و1956 و1967، وحتى في 1973، وأيضا خلال حرب الاستنزاف من 1967 وحتى 1973، خصوصاً مجزرة بحر البقر، ناهيك عن مجازر قانا في لبنان، ودير ياسين في فلسطين. والأهم من كل ذلك، أنها ترفض إعادة الحقوق لأصحابها.

لو قامت مراكز البحث الإسرائيلية.. بتحليل موقف المصريين، وغالبية العرب.. منها، فسوف تكتشف حقيقة بسيطة؛ وهي أن القوة الغاشمة، والاعتداءات المستمرة ضد الفلسطينيين والعرب، قد تجلب لها العلاقات الرسمية مع بعض الحكومات، لكنها لن تأتي لها بالسلام الحقيقي أو التطبيع، وللأسف.. فإن هذه الرسالة لن تصل الطبقة شديدة التطرف والعنصرية في حكومة الاحتلال.

نقلاً عن «الشروق»

عن لندن - تايمز أوف إيجبت

شاهد أيضاً

فلسطينيون يقتادون اسرائيليا في خان يونس بقطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023. (أ ف ب)

مصدر: توزيع أسرى إسرائليين على أهداف محتملة للاحتلال في غزة

مصدر مطلع في غزة يقول أن عناصر المقاومة الفلسطينية «وزعت أعدادا من الأسرى الإسرائليين، على مواقع يمكن أن تكون أهدافا للقصف الجوي الإسرائيلي على القطاع.

السفير شريف كامل واللواء المشرفي وقرينتاهما أثناء عزف السلام الوطني. (تايمز أوف إيجيبت)

احتفالية كبرى في لندن باليوبيل الذهبي لانتصار أكتوبر (صور)

مكتب الدفاع في السفارة المصرية يستضيف احتفالية كبرى.. بمناسبة الذكرى الخمسين (اليوبيل الذهبي) للانتصار في حرب أكتوبر المجيدة.