أخبار ذات صلة
رأى محللون أن دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لزيارة تركيا، هو خطوة مهمة للتطبيع الكامل بين مصر وتركيا، وانعكاس لسياسة تعديل السلوك التي تنتهجها تركيا في المنطقة، في ظل ما تواجهه البلدين من أزمات اقتصادية خلال العامين الأخيرين.
وأعلن القائم بالأعمال التركي في القاهرة السفير صالح موتلو شان أمس السبت، أن الرئيس التركي أرسل دعوة إلى نظيره المصري لزيارة تركيا. قائلا: “أعرف أن المصريين يريدون رؤية أردوغان. سيحدد الزعيمان مكان الاجتماع. وسيعقد الاجتماع في أنقرة أو القاهرة”.
والتقى السيسي وأردوغان العام الماضي في الدوحة، بعد سنوات من توتر العلاقات بين البلدين. وقدم الرئيس المصري التهنئة لنظيره التركي عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية الشهر الماضي.
خبير سياسي: دعوة السيسي محاولة لـ«تعديل سلوك»
الدكتور حسن أبوطالب المستشار بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية قال في اتصال هاتفي مع “تايمز أوف ايجيبت” من القاهرة: إن دعوة السيسي لزيارة أنقرة هي محاولة لتعديل سلوك. تسبب في كثير من التوتر وانعكس ذلك سياسيا واقتصاديا. بالإضافة إلى رغبة الطرف التركي في تحسين صورته لدى العديد من الشعوب العربية منذ سنوات.
واستكمل أبوطالب قائلا: “الرئيس التركي أعلن منذ عام نيته في إعادة العلاقات مع مصر عبر وسائل إعلام عديدة. بما يشير إلى رغبته في تصفية المشكلات السياسية في المنطقة اذ انتهج نفس السلوك مع السعودية والإمارات وإيران”.
وفي الأسبوع الماضي، بحث وزير الخارجية التركي الجديد هاكان فيدان مع نظيره المصري سامح شكري سبل تطبيع العلاقات بين البلدين. وتناول الجانبان خلال اتصال ملفات التعاون الثنائي وتبادل الزيارات على مختلف المستويات. فضلا عن عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك.
واعتبر الدكتور جمال عبد الجواد مدير مركز الٱهرام للدراسات الاستراتيجية، دعوة أردوغان للرئيس السيسي لزيارة تركيا «خطوة للتطبيع الكامل». بعد دورة كاملة من اللقاءات و الاجتماعات بين مسؤولي البلدين على المستوى السياسي والاقتصادي.
وقال عبد الجواد في اتصال هاتفي مع “تايمز ٱوف ايجيبت”.: «التطور الحالي بين مصر وتركيا هو نهاية حقبة استمرت ٱكثر من 10 سنوات شهدت تحفظات من الجانب المصري. بسبب السياسات التركية المضادة للمصالح المصرية على رٱسها ملف الإعلام الإخواني والذي كان يتخذ من اسطنبول مركزا إعلاميا ضد القاهرة».
وأضاف، أن تركيا اتخذت مؤخرا خطوات ايجابية لصالح مصر عبر بتجميد حركة بعض النشطاء الإخوان. وتهميش قضيتهم بشكل كامل ولم يعد لهم ٱي تٱثير. ورأى عبد الجواد حدوث تفاهم بين مصر وتركيا في ملف الشٱن الليبي. وقضايا موارد الطاقة بالشرق المتوسط، مؤكدا ٱنها باتت القضايا الٱهم في تلك الفترة.
أزمات اقتصادية في مصر وتركيا
ورغم أن العلاقات العلاقات المصرية التركية نجمدت في السنوات الـ10 الماضية، لكن العلاقات الاقتصادية حافظت على زخمها، ويتوقع محللون طفرة في العلاقات الاستثمارية بين البلدين خصوصا في ظل الأزمات الاقتصادية التي تواجهها القاهرة وأنقرة.
ففي تركيا، استمر نزيف الليرة التركية، بعد أن فقدت 80% من قيمتها خلال 5 سنوات، لأسباب عدة في مقدمتها سياسة أردوغان التي تعطي الأولوية لسياسة الفائدة المنخفضة رغم التضخم.
أما مصر فقد خفضت سعر عملتها أكثر من مرة بقيمة بلغت نحو 50 في المئة منذ العام الماضي، كان آخرها في مارس آذار الماضي، ومنذ ذلك التاريخ يقبع سعر الصرف قرب حاجز 32 جنيهاً، بينما يتداول السعر في السوق الموازية بين 38 إلى 40 جنيهاً.
وتوقع جمال عبدالجواد «ضخ مزيد من الاستثمارات التركية في السوق المصري لما يصب في مصلحة الشعبين. خاصة وٱن مصر تعد سوقا كبيرة وواعدة لٱي مستثمر ٱجنبي».
وارتفعت قيمة الاستثمارات التركية في مصر بنسبة 30.3%، لتبلغ 179.9 مليون دولار خلال العام المالي 2021/2022، مقابل 138.1 مليون دولار خلال العام المالي 2020/2021.
كما ارتفعت قيمة التبادل التجاري بين مصر وتركيا لتصل إلى 7.7 مليار دولار خلال عام 2022، مقابل 6.7 مليار دولار خلال عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 14%، وفقا لنشرة التجارة الخارجية الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
كتب: أحمد كامل
