نتأمل كيف نملأ النصف الفارغ من الكوب
الرئيسية / اخبار السلايدر / خاص| السيناريست عاطف بشاي: تعلمت هذا الدرس من نجيب محفوظ

خاص| السيناريست عاطف بشاي: تعلمت هذا الدرس من نجيب محفوظ

السيناريست عاطف بشاي يتلقى تكريمًا من المركز الكاثوليكي للسينما في مصر، 2019 (حساب رسمي)
السيناريست عاطف بشاي يتلقى تكريمًا من المركز الكاثوليكي للسينما في مصر، 2019 (حساب رسمي)

من هموم الدراما المصرية إلى انقلاب معايير نجوم السينما والدراما، تتباين مساحات القضايا التي تشغل خاطر السيناريست المصري عاطف بشاي في حصاد تجربة أكثر من 4 عقود ونصف في عالم الفن والدراما التليفزيونية المصرية، لكن لا يبارح خاطره الدرس الذى تعلمه من الأديب العالمي نجيب محفوظ عبر اللقاءات المباشرة.

يقول السيناريست المصري عاطف بشاي لـ«تايمز أوف إيجيبت»، إن أهم درس تلقاه من الأديب العالمي هو رحابة الصدر في تقبل النقد، والتعفف عن الرد علي هجوم المغرضين.

لقاء على مقهى ريش

وكشف عاطف بشاي تفاصيل أول لقاء بينهما على مقهى ريش – ملتقى الأدباء المصريين- لافتا إلى أنه كتب قصة فيلم سينمائي، لكن المنتج اشترط الحصول على موافقة كتابية على ملخصه من محفوظ، وهو ما أزعج بشاي لكنه قرر التوجه إليه والحصول على الموافقة.

كثير من أعمال نجيب محفوظ تحولت إلى أعمال سينمائية ودرامية، إذ بلغت 21 عملا أبرزها الثلاثية واللص والكلاب والقاهرة 30، والكرنك.

يتابع بشاي في حديثه إلى «تايمز أوف إيجيبت»: حينها عرفت أنه يرتاد مقهى «ريش» يوميًا فى السابعة صباحا، فاقتحمت عليه المكان وبادرته: صباح الخير يا أستاذ نجيب أنا فلان الفلانى، قال لى «أهلا وسهلا يا ابنى بس إنت شايفنى دلوقتى بقرأ الجرائد».

وكانت إحدى عادات الأديب العالمي اليومية، الاستيقاظ فى تمام الخامسة صباحًا ليخرج من المنزل فى السادسة أو السادسة والنصف، يمشي إلى القهوة، يتصفح خلالها الجرائد ثم يعود للمنزل، ثم يكتب حتى وقت الظهر، وإذا لم يكتب، يبدأ فى القراءة، وفق حوارات سابقة حول حياته.

يستطرد عاطف بشاي : «قلت له أنا آسف جدا وتركته حتى انتهى ورجعت إليه مرة أخرى، فاستقبلنى بأدب جم وعاملنى معاملة جيدة، وشرحت له الحدوتة وكيف تناولتها بسخرية رغم أنها كانت قصة قاتمة، فضحك كثيرا، فقلت له لازم تكتب إنك موافق، فكتب لى موافقته».

أعمال عاطف بشاي الفنية

قدم عاطف بشاي عددًا كبيرًا من الأعمال الفنية منها أعمال درامية من بينها «يا رجال العالم اتحدوا»، «النساء قادمون»، «تاجر السعادة»، «دموع صاحبة الجلالة»، «ناس وناس»، «اللقاء الثاني».

كما كتب السيناريو والحوار لعدد من الأفلام أبرزها «فوزية البرجوازية»، «ونسيت أني امرأة»، «المجنون»، «محاكمة علي بابا».

ويرى بشاي – أستاذ السيناريو بالمعهد العالي للسينما في مصر- أن الفن ليس نقلًا للواقع وإنما التعبير عنه، ويقول إن «السيناريو  فن فردي كما أنه ليس محاكمة البشر وإنما تأملهم وكشف سبل أغوارهم، ورصد ملامح الشخصيات، وعدم التدخل فى مصيرها والحكم الأخلاقى عليها، وإنما تترك الأحداث لكى تبلور الشخصيات».

أزمة الدراما المصرية

ويلخص السناريست المصري أزمات الدراما المصرية في العبارة الشائعة «الجمهور عاوز كده».. ويقول «هذه العبارة الشائعة أضيف إليها (الجمهور عاوز كده وكده وكده)، لنعترف أن هناك أزمة في المتلقي، مثلما أن هناك أزمة في التأليف والنقد أيضا».
لكن، في المقابل، يقول لـ«تايمز أوف إيجيبت» إنه استبشر خيرا بعد أن تقلص نظام الورش في الدراما المصرية في رمضان الماضي، ويقول «نددت به في الكثير من المقالات، إذ تسبب انتشارها في تحويل فن كتابة السيناريو من فن راق إلى مجرد صنعة يقوم بها (أسطي) ومجموعة من (الصبيان) معدومي الموهبة أو الدراسة الأكاديمية أو الثقافة بكتابة السيناريوهات».
بشاي الذي عاصر وتعامل مع جيل مميز من نجوم الشباك في الثمانينات من أمثال الراحل أحمد زكي ويحيي الفخراني، يقول إن معايير النجم السينمائي والدرامي تغيرت، ويقارن بين الأجيال السابقة والجيل الحالي من الممثلين بالقول «نجوم الزمن الجميل كانوا يتمتعون بثقافة رفيعة ومعرفة واسعة في شتي المعارف».
ويضيف «كانوا يجيدون الإلقاء والتعبير اللغوي، والنحو والإعراب والنطق السليم للكلمات، والإحساس بالايقاع والدراسة الجيدة لأبعاد الشخصية الدرامية الاجتماعية والنفسية والجسدية، وهو مايفتقده النجوم الجدد». محملا «المخرجين والمؤلفين والإنتاج» مسؤولية التراجع الحاصل.
ومع الطفرة الواضحة في الدراما السورية مقابل تراجع آداء الدراما المصرية خلال العقدين الأخيرين، وفق نقاد، فإن عاطف بشاي يرجع هذا «التفوق السوري الملحوظ لاعتمادها على نصوص جيدة يكتبها مؤلفون موهوبون يملكون رؤى فكرية وعمقا فى المحتوى، ومخرجين كبار لديهم لغة مرئية جيدة».
في المقابل يلحظ بشاي مبالغة في تقدير تفوق الدراما التركية، التي رأى أنها «تعتمد على الصبغة التجارية والموضوعات الميلودراما الفاجعة والرومانسيات التقليدية والحكايات التي تعجب العامة لجمال مناظرها، لكنها في النهاية دراما تقليدية لا قيمة لها».

عن لندن - تايمز أوف إيجبت

شاهد أيضاً

فلسطينيون يقتادون اسرائيليا في خان يونس بقطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023. (أ ف ب)

مصدر: توزيع أسرى إسرائليين على أهداف محتملة للاحتلال في غزة

مصدر مطلع في غزة يقول أن عناصر المقاومة الفلسطينية «وزعت أعدادا من الأسرى الإسرائليين، على مواقع يمكن أن تكون أهدافا للقصف الجوي الإسرائيلي على القطاع.

السفير شريف كامل واللواء المشرفي وقرينتاهما أثناء عزف السلام الوطني. (تايمز أوف إيجيبت)

احتفالية كبرى في لندن باليوبيل الذهبي لانتصار أكتوبر (صور)

مكتب الدفاع في السفارة المصرية يستضيف احتفالية كبرى.. بمناسبة الذكرى الخمسين (اليوبيل الذهبي) للانتصار في حرب أكتوبر المجيدة.