من هموم الدراما المصرية إلى انقلاب معايير نجوم السينما والدراما، تتباين مساحات القضايا التي تشغل خاطر السيناريست المصري عاطف بشاي في حصاد تجربة أكثر من 4 عقود ونصف في عالم الفن والدراما التليفزيونية المصرية، لكن لا يبارح خاطره الدرس الذى تعلمه من الأديب العالمي نجيب محفوظ عبر اللقاءات المباشرة.
يقول السيناريست المصري عاطف بشاي لـ«تايمز أوف إيجيبت»، إن أهم درس تلقاه من الأديب العالمي هو رحابة الصدر في تقبل النقد، والتعفف عن الرد علي هجوم المغرضين.
لقاء على مقهى ريش
وكشف عاطف بشاي تفاصيل أول لقاء بينهما على مقهى ريش – ملتقى الأدباء المصريين- لافتا إلى أنه كتب قصة فيلم سينمائي، لكن المنتج اشترط الحصول على موافقة كتابية على ملخصه من محفوظ، وهو ما أزعج بشاي لكنه قرر التوجه إليه والحصول على الموافقة.
كثير من أعمال نجيب محفوظ تحولت إلى أعمال سينمائية ودرامية، إذ بلغت 21 عملا أبرزها الثلاثية واللص والكلاب والقاهرة 30، والكرنك.
يتابع بشاي في حديثه إلى «تايمز أوف إيجيبت»: حينها عرفت أنه يرتاد مقهى «ريش» يوميًا فى السابعة صباحا، فاقتحمت عليه المكان وبادرته: صباح الخير يا أستاذ نجيب أنا فلان الفلانى، قال لى «أهلا وسهلا يا ابنى بس إنت شايفنى دلوقتى بقرأ الجرائد».
وكانت إحدى عادات الأديب العالمي اليومية، الاستيقاظ فى تمام الخامسة صباحًا ليخرج من المنزل فى السادسة أو السادسة والنصف، يمشي إلى القهوة، يتصفح خلالها الجرائد ثم يعود للمنزل، ثم يكتب حتى وقت الظهر، وإذا لم يكتب، يبدأ فى القراءة، وفق حوارات سابقة حول حياته.
يستطرد عاطف بشاي : «قلت له أنا آسف جدا وتركته حتى انتهى ورجعت إليه مرة أخرى، فاستقبلنى بأدب جم وعاملنى معاملة جيدة، وشرحت له الحدوتة وكيف تناولتها بسخرية رغم أنها كانت قصة قاتمة، فضحك كثيرا، فقلت له لازم تكتب إنك موافق، فكتب لى موافقته».
أعمال عاطف بشاي الفنية
قدم عاطف بشاي عددًا كبيرًا من الأعمال الفنية منها أعمال درامية من بينها «يا رجال العالم اتحدوا»، «النساء قادمون»، «تاجر السعادة»، «دموع صاحبة الجلالة»، «ناس وناس»، «اللقاء الثاني».
كما كتب السيناريو والحوار لعدد من الأفلام أبرزها «فوزية البرجوازية»، «ونسيت أني امرأة»، «المجنون»، «محاكمة علي بابا».
ويرى بشاي – أستاذ السيناريو بالمعهد العالي للسينما في مصر- أن الفن ليس نقلًا للواقع وإنما التعبير عنه، ويقول إن «السيناريو فن فردي كما أنه ليس محاكمة البشر وإنما تأملهم وكشف سبل أغوارهم، ورصد ملامح الشخصيات، وعدم التدخل فى مصيرها والحكم الأخلاقى عليها، وإنما تترك الأحداث لكى تبلور الشخصيات».