نتأمل كيف نملأ النصف الفارغ من الكوب
الرئيسية / اخبار السلايدر / الفلوت والإرهاب والعشوائيات

الفلوت والإرهاب والعشوائيات

أمينة خيري  

أمينة خيري 

أعرف عازفة الفلوت العالمية.. إيناس عبدالدايم. 

ليست معرفة شخصية، لكنها معرفة الطاقة الإيجابية.. والنموذج.. والقدوة. 

كنت أتابعها كعازفة مصرية.. صارت عالمية، على مدار سنوات كثيرة، فيخبرني عزفها وثقتها وفنها.. أن المرأة المصرية ليست «كوم محرمات».. كما يدّعون، أو «مجموعة من العوامل المثيرة للشهوات».. كما يروّجون.

إنها القوية.. الناجحة.. المتميزة، الواثقة في قدراتها، والنموذج المحتذى لغيرها من النساء.. وكذلك الرجال. 

أما إيناس عبدالدايم – وزيرة الثقافة – فأعرفها أيضاً، وهي ليست معرفة شخصية كذلك. لكنها معرفة تقتصر على متابعة تصريحاتها.. بين الحين والآخر، والإعجاب المستمر بمنظومة دار الأوبرا، وما تقدمه لـ «فئة» من الناس.. بشكل محترم. 

وأعترف أن جانباً من تعلقي بدار الأوبرا، يكمن في أنها.. من المنظومات القليلة جداً جداً جداً.. التي نجت من السلفنة، والهوس بالمظاهر الدينية. 

لم تتسلفن الدار.. أو يتغلب عليها هوس الدين الجديد، الذي غزا مصر في السبعينيات. 

وهذا لو تعلمون.. إنجاز عظيم. 

ورغم ذلك، أشعر أن في مقدور وزيرة الثقافة – الفنانة.. المحترمة – أن تتوسع في منظومة دار الأوبرا.. بشكل أكبر وأعمق؛ فحتى اللحظة، مازالت عروض الأوبرا – وما يتبعها من مسارح – مقتصرة على قلة قليلة جداً.. من المصريين. وإتاحة وصول عمليات التطهر الفني.. إلى عدد أكبر وأشمل من المواطنين.. القابعين في قاعدة الهرم الاجتماعي، لن تتم عبر نقل العروض على شاشة التليفزيون، أو حتى تخفيض أسعار التذاكر بين وقت وآخر. لكنها ستكون عبر انتقال الأوبرا إلى هؤلاء المواطنين.. في عقر دارهم؛ مدركة تماماً.. للقيود الأمنية والوبائية. لكن مدركة أيضاً.. وواثقة في قدرات الدولة، على تنظيم إتاحة عمليات الإفاقة الثقافية والتطهير المعرفي.. بشكل لا يعرّض الأمن للخطر، ولا يرشح الوباء لمزيد من الانتشار.

يخبرنا الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن لدينا ثروة.. متمثلة في 774 نادياً.. في مختلف المدن المصرية. و471 مركز شباب.. في المدن. والأهم من كل ما سبق، 3903 مراكز شباب في القرى. 

وأظن أن التعاون.. لا يمكن إلا أن يكون وثيقاً وقريباً، وعميقاً.. بين وزارتي الثقافة والشباب والرياضة. أليست هذه الكلمات الثلاث.. داء مصر ودواءها؟! 

أليس الشباب.. هم تلك الفئة، التي تمثل نحو 62 في المئة من الشعب؟ 

أليست هذه.. هي الفئة، الأكثر عرضة للغضب واليأس والإحباط؟ 

أليست هذه.. هي الفئة، التي يخرج منها الإرهابيون الجدد، والمتشددون الجدد، والمتسلفنون الجدد؟ 

أليست هذه.. هي الفئة، التي لو لم يتلقفها العلم والفن والثقافة والإبداع، سيتلقفها – حتماً – الجهل.. والخرافة.. والهسهس، وفنون إلغاء العقل؟ 

المؤكد، أن هناك سبلاً لوصول الفنون.. والمعارف.. والمدارك.. إلى عقر دار المصريين، بعد ما وصلت المساكن الآدمية لهم. 

انتقال الناس من العشوائيات السكنية والفكرية.. إلى هذه التجمعات السكنية الرائعة الجديدة، يعني شهادة وفاة لهذه التجمعات، ونهاية لولادة عشوائيات جديدة.. في كيانات آدمية.

نقلاً عن «المصري اليوم».

شاهد أيضاً

فلسطينيون يقتادون اسرائيليا في خان يونس بقطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023. (أ ف ب)

مصدر: توزيع أسرى إسرائليين على أهداف محتملة للاحتلال في غزة

مصدر مطلع في غزة يقول أن عناصر المقاومة الفلسطينية «وزعت أعدادا من الأسرى الإسرائليين، على مواقع يمكن أن تكون أهدافا للقصف الجوي الإسرائيلي على القطاع.

السفير شريف كامل واللواء المشرفي وقرينتاهما أثناء عزف السلام الوطني. (تايمز أوف إيجيبت)

احتفالية كبرى في لندن باليوبيل الذهبي لانتصار أكتوبر (صور)

مكتب الدفاع في السفارة المصرية يستضيف احتفالية كبرى.. بمناسبة الذكرى الخمسين (اليوبيل الذهبي) للانتصار في حرب أكتوبر المجيدة.