نتأمل كيف نملأ النصف الفارغ من الكوب
الرئيسية / اخبار السلايدر / أطفال الثورة الصناعية الرابعة

أطفال الثورة الصناعية الرابعة

أمينة خيري  

 أمينة خيري

قبيل ساعات قليلة من بزوغ فجر عام جديد. والبدايات لا تستوي.. دون التمعن في النهايات؛ التي تقول لنا الكثير عما أنجزناه أو تجاهلناه.

ورشة عمل بالغة الأهمية، ودّعتُ بها عاماً ساخناً بأحداثه.. واعداً بانكشافاته.

وضمن الانكشافات، أننا نعي أن ثورة تدور رحاها.. اسمها الثورة الصناعية الرابعة. لكننا عنها غائبون، ولآثارها متجاهلون. «العالم الرقمي.. وثقافة الطفل الرقمي»، عنوان جمع خبراء الذكاء الصناعي.. والتربية.. وقضايا الطفولة في العالم العربي؛ بدعوة من المجلس العربي للطفولة والتنمية.. هذا المجلس الذي يخلد اسم المتنور الراحل الأمير طلال بن عبدالعزيز.

العالم القابع خارج مجموعتنا الشمسية العربية.. فاجأنا في عام 2016 بمصطلح «الثورة الصناعية الرابعة»؛ الذي يعني – بحسب العالِم كلاوس شواب – «استخدام تطبيقات.. لتكنولوجيات ناشئة في مجال الذكاء الصناعي، والروبوت، وإنترنت الأشياء، والمركبات ذاتية القيادة، والطباعة ثلاثية الأبعاد.. وغيرها، وما يصاحبها من ثورة فكرية للتعامل معها». وعلى الرغم من الهبوب العاصف.. لرياح «الربيع العربي»، ووقوع العديد من الدول العربية.. في قبضة تغيرات – وصفها البعض بـ«الدامية»، واعتبرها آخرون دوامة.. أمعنت في إغراق المنطقة – الغارقة أصلاً، في دوائر الفقر والاحتقانات، ومخاصمة العلم، وعشق الخرافة – إلا أن مؤسسات عدة.. استمرت في عملها التنويري، في أكثر الأوقات صعوبة وقتامة، على مدار السنوات الثماني الماضية.

والمجلس العربي للطفولة والتنمية.. ضمن هذه المؤسسات؛ التي ظلت تحمل راية التنوير.. والتثقيف.. والبحث والتحليل، لكل ما يهم ويدعم الطفل العربي.. أينما كان.

وتأتي هذه الورشة الإقليمية – التي انعقدت في القاهرة – لتذكرنا بأن عملاً دؤوباً.. يدور في كواليس المجلس.. رغم الصعوبات. وهذا العمل ليس عملاً خيرياً.. يقدم المال للمحتاجين، أو موسمياً.. يظهر حيناً ويختفي أحياناً، لكنه عمل يتميز بالاستدامة.. ووضع الأسس والقواعد التنموية، التي تضمن استفادة قصوى.

وآلة التنبيه التي أطلقها المجلس – عبر تسليط الضوء على الثورة الصناعية الرابعة.. التي نعيشها بالفعل.. وعلاقة الطفل العربي بها – لم تأتِ على سبيل كيل الاتهامات للثورة الرقمية.. وآثارها على حياتنا اليومية.. واعتبارها شراً مطلقاً. كما لم يكن الهدف منها إطلاق نظريات جوفاء، يفصل بينها وبين الواقع هوة سحيقة. لكن الهدف هو البحث والتدقيق.. لمعرفة ما إذا كان الطفل العربي جاهزاً.. أو مؤهلاً.. أو قادراً، على خوض الحياة.. في ظل الثورة الصناعية الرابعة.

صحيح أن عملية البحث هذه.. ستواجه مشكلات عدة؛ خاصة بالاختلافات الكبيرة بين الدول العربية – سواء في مستويات الدخل، أو حجم المدارك، أو حال التعلم، أو وقوع الملايين من الأطفال العرب ضحايا اللجوء والنزوح – إلا أن وضع لبنات تمهيدية.. لفهم ما نحن مقبلون عليه.. وقياس ما لدينا، يمكننا – حتماً – من وضع تصور معقول للمستقبل.

هذا التصور.. سيساعدنا لإعادة سَنّ متطلبات التنشئة.. في ظل الثورة الرقمية، وهي القواعد التي تصورنا – خطأً – أننا نملك رفاهية تجاهلها طويلاً.

 

نقلاً عن «المصري اليوم».

شاهد أيضاً

فلسطينيون يقتادون اسرائيليا في خان يونس بقطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023. (أ ف ب)

مصدر: توزيع أسرى إسرائليين على أهداف محتملة للاحتلال في غزة

مصدر مطلع في غزة يقول أن عناصر المقاومة الفلسطينية «وزعت أعدادا من الأسرى الإسرائليين، على مواقع يمكن أن تكون أهدافا للقصف الجوي الإسرائيلي على القطاع.

السفير شريف كامل واللواء المشرفي وقرينتاهما أثناء عزف السلام الوطني. (تايمز أوف إيجيبت)

احتفالية كبرى في لندن باليوبيل الذهبي لانتصار أكتوبر (صور)

مكتب الدفاع في السفارة المصرية يستضيف احتفالية كبرى.. بمناسبة الذكرى الخمسين (اليوبيل الذهبي) للانتصار في حرب أكتوبر المجيدة.