نتأمل كيف نملأ النصف الفارغ من الكوب
الرئيسية / عم شكل / القوة الناعمة لا يصنعها حِمارٌ.. ولو كان مُخَطَّطًا

القوة الناعمة لا يصنعها حِمارٌ.. ولو كان مُخَطَّطًا

زمان، كان عسكري الدرك يتباهى بشنبه المفتول، مستمدا منه هيبة.. كفيلة بأن تسقط الحرامي من فوق السطوح، حين يسمعه يصيح: «ها.. مين هناك؟!»..

وكعسكري الدرك.. الذي اختفى في ظروف غامضة، فإن للدولة – أي دولة – هيبة تشبه السقف الذي يرتكز على عدد من الأعمدة المتباينة في درجاتها.. ما بين الصلابة والنعومة؛ ابتداء من قوتها الاقتصادية والعسكرية، وليس انتهاء بحضارتها وفنونها.

أمريكا مثلا.. بجلالة قدرها، دخلت حروبا بعدد شعر رأس جدي حامد – رحمة الله عليه – ومع ذلك، فإن قوتها الحقيقية تكمن في أفلام هوليوود، التي جعلت من «الهَمبورجر» قذيفةً.. فشر الهاون. ومن «دجاج كنتاكي» صاروخاً.. أكثر فتكا وتاثيرا من التوما هوك.

أما في المحروسة، فلا عدو ولا حبيب.. يستطيع إنكار تأثير السينما المصرية، على سائر البلدان العربية..

 وهو الأمر الذي قسم الناس إلى فريقين: 

أولهما: يُقدِّر الدين لمصر؛ التي وحدت العرب.. بلهجتها المفهومة «خفيفة الدم».. 

وفريق آخر: يرى في المصريين «بعبعاً» مغروراً، يستعلي على الجميع.

وذلك الرأي الأخير.. خطأ – ورب الكعبة – فالمصري كائن طيب القلب.. على الله، يحب الجميع، ويكرم ضيفه، وهو آخر من يمكن وصمه بالعنصرية..

… اسأل أهل سوريا، الذين ذاقوا الأمرين.. في دول تتشدق بأنها واحة للسلام والتعايش، لكنهم عندما دخلوا مصر.. آمنين، اكتشفوا أنهم من أهلها.

لكن دعنا لا نستغرق في هذا الأمر، ولنركز على «زيتونة» الكلام..

فمنذ عقود، ومحاولات الاستيلاء على الحضارة المصرية؛ بتاريخها وفنها.. قائمة، وجميعنا يعلم كيف روج «أبناء العم» لأفكارهم الشاذة عن بناء الأهرامات..

وعن ذات نفسي، قد أعذر ذوي العيون الملونة.. والشعر الأصفر، فهذا عهدنا بهم، وهذه عقيدتهم، التي يحفظونها عن ظهر قلب..

لكن ما لا يمكنني «ابتلاعه»، هو محاولات بعض «أشقائنا».. الاستيلاء على «قوة مصر الناعمة»؛ بداية من شراء تراث السينما المصرية.. في صفقات مشبوهة، وانتهاءً بمحاولاتهم الإعداد لـ «قِبلة» جديدة، تكون مركزاً للفنون في الشرق الأوسط، سحباً للبساط.. من تحت أقدام «أم الدنيا».

فقبل سنوات لعبت فنانة مصرية شهيرة – تقدم برنامجا شهيرا – دور «المشهلاتي».. في صفقة شراء اثنين من أقطاب الإعلام العرب.. معظم الأفلام المصرية القديمة (بالأبيض والأسود) لتعرض حصريا على قنوات روتانا وART .

والمضحك.. إلى حد البكاء، أن جهات رسمية مصرية، حاولت إعادة شراء حقوق إذاعة هذه الأفلام، لكن الإخوة في الشبكات المذكورة.. رفضوا الطلب!

 وهذه المحاولات الساذجة – التي تقوم بها إحدى الدول العربية.. للعب دور «الدولة الراعية للفن والفنون» – تجعلني أضحك، حتى استلقي على قفايا..

كما أنها تذكرني برجل غريب.. وفد إلى مدينتنا قبل سنوات طوال، واشترى عدداً من الحمير البلدي، التي تعيش بيننا – أعزكم الله – ودهنها بخطوط سوداء، محاولا إقناعنا.. بأنها «حُمُرٌ وحشية»!!

… رعاية الفن، لا تكون باستضافة الفنانين من مصر – ومختلف دول العالم العربي – في «موسم خاص»، لتقديم أعمالهم هناك.. مقابل المال، بل تكون بإنتاج فني جيد، وتدريب كوادر محلية.. على الكتابة، والتمثيل، والإخراج. بدلا من العمل بالمثل القائل.. «شراء العبد ولا تربيته».

 

شاهد أيضاً

عم شكل

عن أهمية المعرفة .. بدلة عملاق ورأس طفل

عن أهمية المعرفة .. بدلة عملاق ورأس طفل

عم شكل

عم شكل يكتب: «حديد السبانخ» صلب مطور «ياخُد.. ويِدِّي» في البناء!

المهندس الزراعي حسن أبو الروس.. أعد فنجانا من القهوة، وجلس في شرفة مكتبه بـ «مركز البحوث البحوث الزراع -اصطناعية».. فماذا حدث؟