Times of Egypt

كواليس الاجتماع العاصف في «الوزراء الإسرائيلي» بشأن هدنة عزة.. جلسة مطولة واعتبار الاتفاق استسلاما لحماس

Mohamed Bosila
اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم السبت إن مجلس الوزراء وافق على اتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية(حماس) لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة وذلك قبل يوم من الموعد المقرر لبدء سريان الاتفاق.

وفي الساعات الأولى من اليوم السبت وبعد اجتماع استمر ست ساعات، وافقت الحكومة على الاتفاق الذي قد يمهد الطريق أمام إنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهرا في قطاع غزة الخاضع لسيطرة حماس.

وفي غزة، واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية هجماتها المكثفة منذ التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار. وقال مسعفون في القطاع إن غارة جوية إسرائيلية في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت أدت إلى مقتل خمسة أشخاص في خيمة في منطقة المواصي غربي خان يونس في جنوب القطاع.

وارتفع بذلك عدد الفلسطينيين الذين قتلوا جراء القصف الإسرائيلي منذ الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار الأربعاء إلى 119.

وبعد موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي على الاتفاق، قال كبير المفاوضين الأمريكيين بريت ماكجورك إن الخطة تمضي وفقا لما هو مقرر. ويتوقع البيت الأبيض أن يبدأ وقف إطلاق النار صباح غد الأحد، مع إطلاق سراح ثلاث من الرهائن الإناث وإرسالهم إلى إسرائيل بعد ظهر اليوم نفسه من خلال الصليب الأحمر.

وقال ماكجورك لمحطة (سي.إن.إن) من البيت الأبيض “حددنا كل التفاصيل في هذا الاتفاق. نحن واثقون تماما… من أنه جاهز للتنفيذ يوم الأحد”.

وبموجب الاتفاق، يبدأ وقف إطلاق النار المؤلف من ثلاث مراحل بمرحلة أولية مدتها ستة أسابيع تشمل تبادل الرهائن الذين تحتجزهم حماس مقابل سجناء فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

ومن المقرر أن يتم إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيليا من بين 98، بينهم نساء وأطفال ورجال فوق سن الخمسين، في هذه المرحلة. وستطلق إسرائيل سراح جميع النساء والأطفال الفلسطينيين دون سن 19 عاما المعتقلين في السجون الإسرائيلية بحلول نهاية المرحلة الأولى.

ونشرت وزارة العدل الإسرائيلية أمس الجمعة قائمة تضم 95 أسيرا فلسطينيا سيتم الإفراج عنهم في صفقة التبادل الأولى غدا الأحد.

وقال ماكجورك إن بعد إطلاق سراح الرهائن غدا الأحد، ينص الاتفاق على إطلاق سراح أربع رهائن أخريات بعد سبعة أيام، ثم إطلاق سراح ثلاث رهائن أخريات كل سبعة أيام بعد ذلك.

* المتشددون يعارضون وقف إطلاق النار

وفي ظل معارضة شديدة من جانب بعض المتشددين في مجلس الوزراء الإسرائيلي للاتفاق، ذكرت تقارير إعلامية أن 24 وزيرا في حكومة نتنياهو الائتلافية صوتوا لصالح الاتفاق بينما عارضه ثمانية وزراء.

وصوت مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي أمس الجمعة، لصالح اتفاق وقف إطلاق النار، وهي الموافقة الأولى بين موافقتين مطلوبتين.

وقال المعارضون إن اتفاق وقف إطلاق النار يمثل استسلاما لحماس. وهدد وزير الأمن الوطني إيتمار بن جفير بالاستقالة إذا تمت الموافقة على الاتفاق وحث الوزراء الآخرين على التصويت ضده. ومع ذلك، قال إنه لن يسقط الحكومة.

كما هدد زميله المنتمي أيضا لليمين المتطرف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالانسحاب من الحكومة إذا لم تعد إلى الحرب لهزيمة حماس بعد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار التي تستمر ستة أسابيع.

وبعد تأخير في اللحظة الأخيرة يوم الخميس ألقت إسرائيل اللوم فيه على حماس، صوت مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي يوم الجمعة لصالح اتفاق وقف إطلاق النار، وهي الموافقة الأولى من موافقتين مطلوبتين.

وبدأت إسرائيل هجومها على غزة بعد هجوم شنه مقاتلون من حماس على بلدات وتجمعات سكنية في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 أودى بحياة 1200 شخص واصطحاب 250 رهينة وفقا لإحصاءات إسرائيلية.

وتسبب القتال بين إسرائيل وحماس في تدمير أجزاء كبيرة من قطاع غزة، وأسفرت عن مقتل أكثر من 46 ألف شخص ونزوح معظم سكان القطاع الذين بلغ عددهم قبل الحرب 2.3 مليون نسمة عدة مرات، وفقا للسلطات المحلية.

وإذا نجح وقف إطلاق النار، فإنه قد يخفف من حدة الأعمال القتالية في الشرق الأوسط، حيث امتدت حرب غزة لتشمل إيران والجماعات المتحالفة معها، حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والجماعات المسلحة في العراق وكذلك الضفة الغربية المحتلة.

وذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أمس الجمعة إن لديها أربعة آلاف شاحنة مساعدات نصفها محمل بأغذية مستعدة لدخول قطاع غزة.

وقال فلسطينيون في جنوب قطاع غزة يوم الجمعة إنهم يأملون في أن تؤدي الهدنة إلى إنهاء ساعات الانتظار التي يقضونها في الطوابير لملء طبق واحد من الطعام.

وقالت النازحة الفلسطينية ريهام شيخ العيد “بتمنى إن شاء الله (الأمور) تهدا وتنحل في الآخر ونبطل نروح على التيكيات (أماكن التزود بالمؤن) بنتمرمط ونتعب ونقف بالثلاث ساعات علشان نقدر نعبي لو صحن واحد”.

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *