Times of Egypt

السودان! 

M.Adam
د. أسامة الغزالي حرب  

د. أسامة الغزالي حرب 

استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي.. رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قبل أيام، أتى في موعده تماماً، حيث يعاني السودان الشقيق الآن.. الآثار الكارثية المدمرة للحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»!  

ووفقاً لآخر الأخبار، فقد تزايدت حدَّة المعارك بينهما في إقليم دارفور ( الذي يشكل نحو ربع مساحة السودان). وقد وُصفت هذه المعارك بأنها الأعنف – منذ اندلاع القتال في أبريل عام 2023 – وتدفع اليوم مئات الألوف من سكان دارفور.. للنزوح من مكان إلى آخر بحثاً عن الأمان.  

وفي تقديره للأوضاع الحالية بالسودان، قال المفوَّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين «فيليبوجراندي» فإن «كل يوم يمر دون أن يجلس أطراف النزاع السوداني إلى طاولة التفاوض، يجعل الحرب أكثر سوءا وأكثر تعقيداً».  

لقد أصبحت الأوضاع المعيشية المأساوية – التي يعيش فيها الآن أشقاؤنا في مناطق متعددة من السودان – من أسوأ مانشهده الآن يومياً على شاشة التليفزيون! ويحدث ذلك، في بلد كان يوصف بأنه «سلة غذاء» للعالم. ويحتوي على مناطق زراعية خصبة وشاسعة، وكان دائماً موطناً لثروة حيوانية هائلة!  

وكما قلت وكررت مراراً، فإن زياراتي التى سبق أن قمت بها للسودان.. قبل الانقلاب الإخواني لعمر البشير في 1989، ما زلت أحمل لها كل الذكريات الجميلة.. عن العلاقة الدافئة والحميمة بين الشعبين في مصر والسودان، ولكن ذلك الانقلاب الإخواني.. كان في الحقيقة بداية لحقبة غير مستقرة في السودان، أنهاها في عام 2019.. تولي الفريق البرهان للسلطة، وترؤسه مجلس السيادة. 

واليوم، فإن استقبال القاهرة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، يؤكد – ليس فقط – خصوصية العلاقة بين البلدين الشقيقين، وإنما أيضاً الدور المحوري الذي ينبغي أن تلعبه مصر.. في إعادة إعمار السودان وإقالته من عثرته! 

نقلاً عن «الأهرام« 

شارك هذه المقالة