تشهد الساحة السورية تطورات متسارعة مع استمرار الدعوات لنزع سلاح الفصائل المسلحة، بما فيها حزب العمال الكردستاني المصنف كمنظمة إرهابية من قبل كل من تركيا والولايات المتحدة. الحزب الذي يخوض تمردًا مسلحًا ضد تركيا منذ عام 1984 يُعد أحد المحاور الرئيسية في الخلافات حول استقرار سوريا.
وفي هذا السياق، أكدت وزارة الخارجية التركية أن استقرار سوريا وسلامة أراضيها يستدعي نزع سلاح الجماعات المسلحة ورحيل “المقاتلين الإرهابيين الأجانب”. وشدد مصدر في الوزارة على أن تحقيق هذا الهدف بشكل عاجل يصب في مصلحة جميع الأطراف المعنية.
محادثات دبلوماسية مكثفة
تزامنًا مع هذه التطورات، صرّح دبلوماسي أميركي رفيع المستوى بأن مسؤولين أميركيين وأتراك يجرون مناقشات مكثفة حول الوضع في سوريا، خاصةً عقب الهجوم المفاجئ الذي شنته قوات بقيادة هيئة تحرير الشام، الفرع السابق لتنظيم القاعدة. هذا الهجوم، الذي وقع في ديسمبر، نجح في تغيير موازين القوى داخل المناطق الشمالية الغربية من البلاد.
وأشار الدبلوماسي إلى وجود رؤية موحدة بين أنقرة وواشنطن بشأن ضرورة رحيل جميع المقاتلين الأجانب عن الأراضي السورية، مؤكدًا أن الجانب التركي يسعى لإيجاد حلول عاجلة للأزمة، رغم تعقيد المحادثات المستمرة.
خلافات ومصالح متشابكة
يمثل الدعم الأميركي لقوات سوريا الديمقراطية نقطة توتر رئيسية مع تركيا. ففي حين تعتبر واشنطن هذه القوات شريكًا أساسيًا في مواجهة تنظيم داعش، تؤكد تركيا أنها قادرة على مواجهة كافة التهديدات الإرهابية بمفردها، بما في ذلك داعش والمسلحين الأكراد.
من جهته، صرّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده مستعدة “لسحق” جميع التنظيمات الإرهابية في سوريا، مشيرًا إلى أن أي تأخير في معالجة الأوضاع قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على أمن المنطقة.