أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عقب لقائه نظيره اللبناني ميشال عون في بيروت اليوم الجمعة، أن بلاده ستنظم مؤتمرًا دوليًا بعد بضعة أسابيع بهدف جمع التمويل اللازم لإعادة إعمار لبنان. وقال ماكرون في مؤتمر صحفي مشترك مع عون: “في إطار زيارة الرئيس اللبناني المرتقبة إلى باريس، سننظم مؤتمراً دولياً لإعادة الإعمار، حيث ستقف فرنسا وأوروبا والمنطقة بأسرها إلى جانب لبنان، وسنستدعي كافة أصدقاء لبنان لتقديم الدعم”.
وأوضح ماكرون أن عملية إعادة الإعمار تتطلب أيضًا تنفيذ إصلاحات ضرورية في عدة مجالات، مثل العدالة، والقطاع المصرفي، والطاقة، ومكافحة الفساد. وأضاف أنه لا يمكن فصل هذه الإصلاحات عن جهود إعادة البناء، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي يتوقع أن تقوم الحكومة اللبنانية بتنفيذها.
في سياق آخر، ذكر ماكرون أنه في 26 نوفمبر الماضي، تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل بوساطة أميركية، والذي أسهم في إنهاء مرحلة من العنف المدمّر. وأوضح أن هذا الاتفاق كان بمثابة نجاح دبلوماسي، إذ نجح في إنقاذ العديد من الأرواح، وأكد على ضرورة تنفيذ الآلية التي تم وضعها لضمان التزام الجانبين اللبناني والإسرائيلي به. وأكد أن على إسرائيل أن تكمل انسحابها من القطاع الغربي، وأن يكون السلاح محصورًا في يد الجيش اللبناني فقط.
وأضاف ماكرون أن فرنسا ستواصل دعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته من خلال إنشاء مركز تدريب جديد لتأهيل 500 جندي لبناني، بالإضافة إلى إعلان الاتحاد الأوروبي عن دعم موجه لقطاع الأمن والجيش اللبناني بمقدار 130 مليون يورو في عام 2025. كما شدد على ضرورة تعزيز دور قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لضمان تنفيذ المهام المكلفة بها.
وفيما يخص ترسيم الحدود، أكد ماكرون أن بلاده ستعمل مع لبنان لترسيم الحدود على طول الخط الأزرق، بما يضمن استدامة الهدوء لصالح جميع الأطراف. وأشار إلى أهمية تشكيل حكومة جديدة في لبنان بأسرع وقت ممكن، معربًا عن ثقته في أن القوى السياسية اللبنانية ستتعاون مع رئيس الحكومة المكلف للوصول إلى حلول.
وقد بدأ ماكرون زيارته الرسمية إلى لبنان صباح اليوم، حيث هنأ الرئيس ميشال عون بانتخابه وأجرى محادثات مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حول سبل دعم لبنان في ظل التحديات الحالية. رافق ماكرون في زيارته الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان، جان إيف لودريان، الذي يتولى منذ يونيو 2023 مسؤولية تسهيل الحوار بين الأطراف السياسية اللبنانية بهدف الخروج من حالة الجمود المؤسساتي.