من المقرر أن ترسل كينيا رئيس وزرائها السابق رايلا أودينجا بصفته مبعوثا خاصا إلى جنوب السودان للمساعدة في حل خلاف يتسع بين الرئيس سلفا كير ومنافسه منذ فترة طويلة نائبه الأول ريك مشار ويهدد بجر البلاد إلى الحرب من جديد.
وقال حزب مشار إنه قيد الإقامة الجبرية في العاصمة جوبا منذ ليل الأربعاء، مما ألغى فعليا اتفاق السلام لعام 2018 والذي أنهى حربا أهلية استمرت خمس سنوات وأدى إلى حكومة هشة تقاسم فيها الاثنان السلطة.
وكانت حكومتهما بطيئة في تنفيذ البنود الرئيسية لاتفاق السلام، مثل إجراء انتخابات عامة وتوحيد قواتهما في جيش واحد.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمس الخميس إن اعتقال مشار “دفع البلاد خطوة نحو حافة الانزلاق لحرب أهلية”.
وينفي حزب مشار اتهامات الحكومة بأنه يدعم الجيش الأبيض، وهي ميليشيا عرقية تتألف إلى حد كبير من شبان قبيلة النوير اشتبكت مع الجيش في بلدة الناصر بشمال شرق البلاد هذا الشهر مما أثار أحدث أزمة سياسية.
وردا على الاشتباكات، اعتقلت قوات كير عدة حلفاء كبار لمشار، ومن بينهم وزير النفط ونائب لقائد الجيش.
ووقعت اشتباكات بين القوات الموالية لكير وتلك المناصرة لمشار في الأيام القليلة الماضية خارج جوبا وأماكن أخرى.
وقال الرئيس الكيني وليام روتو، الذي يرأس مجموعة شرق أفريقيا، إنه تحدث مع كير بشأن اعتقال مشار، وإنه سيرسل مبعوثا خاصا للمساعدة في تهدئة الوضع وإبلاغه بالتطورات.
وأكد دينيس أونيانجو المتحدث باسم أودينجا أن رئيس الوزراء السابق سيسافر إلى جوبا اليوم الجمعة.
وقال بوك بوث بالوانج المتحدث باسم مشار إن اختيار أودينجا بادرة طيبة “ما دامت تهدف إلى تهدئة الوضع”.
وأضاف في تعليقات عبر الهاتف “(مشار) بخير، لكن لا شيء تغير. لا يزال قيد الإقامة الجبرية”.
وذكر روتو أنه استشار أيضا الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، الذي أرسل قوات هذا الشهر إلى جنوب السودان بناء على طلب الحكومة للمساعدة في تأمين العاصمة، ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد الذي استضافت بلاده من قبل محادثات سلام جنوب السودان.
وقال الاتحاد الأفريقي إنه سيرسل “لجنة حكماء” من خمس “شخصيات أفريقية تحظى باحترام كبير”، للمساعدة في تهدئة الوضع.
وخاضت الفصائل الموالية لكل من كير ومشار حربا أهلية من عامي 2013 إلى 2018 أسفرت عن مقتل مئات الآلاف.