Times of Egypt

عــودة السـوريين من تركيا.. إجراءات جديدة وتصاعد ملحوظ في الأعداد

Mohamed Bosila
عودة اللاجئين السوريين

أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، اليوم الثلاثاء، عن عودة أكثر من 25 ألف لاجئ سوري إلى بلادهم خلال الأسبوعين الأخيرين، مشيرًا إلى أن هذا الرقم يُعد جزءًا من عودة أوسع بدأت منذ عام 2017 وشملت 763 ألفًا و443 سوريًا عادوا “بشكل طوعي وآمن ومنظم”.

وأوضح الوزير، في تصريحات نقلتها وكالة “الأناضول”، أن اللاجئين الراغبين في العودة يمكنهم التقديم عبر الموقع الإلكتروني لإدارة الهجرة التركية للحصول على موعد في نفس اليوم. وأكد أن العائدين بإمكانهم نقل ممتلكاتهم الشخصية، بما في ذلك الأثاث والمركبات، لتسهيل عملية استقرارهم في سوريا.

إجراءات جديدة لتسهيل العودة
أشار يرلي كايا إلى أن السلطات التركية تعمل على تعزيز إجراءات عودة اللاجئين من خلال إنشاء مكاتب لإدارة الهجرة داخل السفارة التركية في دمشق والقنصلية في حلب. هذه الخطوة تهدف إلى تسهيل استخدام السوريين لوثائقهم الرسمية وضمان استمرارية معاملاتهم القانونية.

كما أعلنت القنصلية السورية في إسطنبول عن منح “تذكرة عبور مجانية” للسوريين الذين لا يملكون جواز سفر أو كان جوازهم منتهي الصلاحية، بشرط أن تكون التذكرة صالحة لمدة شهر واحد ولمرة واحدة فقط.

أرقام ودلالات
تستضيف تركيا حاليًا حوالي 2.92 مليون لاجئ سوري من إجمالي 4.16 مليون أجنبي يقيمون في البلاد بشكل قانوني. ويعيش أكثر من 500 ألف منهم في إسطنبول وحدها، وفقًا لإحصائيات وزارة الداخلية التركية.

في الوقت نفسه، أشار الوزير إلى السماح للعائلات السورية المقيمة في تركيا بالقيام بثلاث عمليات دخول وخروج بين تركيا وسوريا خلال النصف الأول من عام 2025، في إطار توجيهات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتعزيز التوازن بين الأمن القومي والاعتبارات الإنسانية.

تسهيلات جمركية وشراكات حكومية
أعلن وزير التجارة التركي، عمر بولاط، عن مجموعة من الإعفاءات الجمركية والإجراءات الجديدة لتسهيل عودة السوريين إلى بلادهم، بالتنسيق مع وزارات أخرى. وتم إرسال تعميم إلى المديريات الإقليمية للجمارك والتجارة الخارجية لتسريع عملية خروج اللاجئين وتنفيذها بسلاسة، مع التأكيد على توفير بيئة آمنة وكريمة للعائدين.

مشاعر متباينة وتحولات سياسية
مع تصاعد المشاعر المعادية للسوريين بين بعض السكان الأتراك، تأمل السلطات في أن تسهم هذه الإجراءات في عودة أعداد كبيرة من اللاجئين إلى سوريا. ويرى مراقبون أن هذه الخطوات تأتي في إطار جهود تركيا للتعامل مع التحديات الداخلية وضمان الأمن القومي، إلى جانب الوفاء بالاعتبارات الإنسانية.

على الرغم من تسهيل إجراءات العودة، يواجه اللاجئون السوريون تحديات كبيرة في وطنهم الأم، تتعلق بإعادة الإعمار، والاستقرار الأمني، والخدمات الأساسية. وتشكل هذه التحديات اختبارًا حقيقيًا لمدى نجاح الخطط التركية والسورية في تحقيق عودة دائمة وآمنة للاجئين.

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.