أعلن حزب العمال الكردستاني عن اتخاذه قرارات وصفت بـ”التاريخية” خلال فعاليات مؤتمره الثاني عشر، الذي انعقد بين 5 و7 مايو الجاري في موقعين مختلفين، استجابة لدعوة زعيم الحزب المعتقل عبد الله أوجلان.
ركزت جلسات المؤتمر على مراجعة استراتيجية الحزب وتحديد أولوياته المستقبلية، وسط مؤشرات على تحولات كبيرة في نهج الحزب، الذي تصنفه كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية، بسبب النزاع المسلح الممتد مع الدولة التركية منذ أكثر من أربعة عقود.
وبحسب مصادر إعلامية كردية، فإن المؤتمر شهد مداولات “ناجحة” بشأن إمكانية حل الحزب ونزع سلاحه، وهي خطوة ستكون الأولى من نوعها في تاريخ التنظيم، ما يعزز توقعات بقرب إعلان قرارات مفصلية.
وأفادت هذه المصادر بأن الإعلان الكامل عن نتائج المؤتمر، بما يشمل المعلومات التفصيلية والوثائق المرتبطة، سيتم في وقت قريب جداً، عقب دمج نتائج الاجتماعات التي عُقدت في المنطقتين المختلفتين.
من جانبه، اعتبر حزب “الديمقراطية والمساواة للشعوب” المؤيد للأكراد في تركيا أن عقد هذا المؤتمر، بحد ذاته، يمثل “خطوة مهمة نحو إنهاء الصراع المستمر منذ عقود”. وقالت المتحدثة باسم الحزب، أيسيغول دوغان، في تصريح للصحفيين عقب اجتماع مجلسهم التنفيذي:
“ننتظر هذا القرار التاريخي بجدية وأهمية كبيرتين”.
وتأتي هذه التطورات عقب الرسالة التي وجّهها عبد الله أوجلان في فبراير الماضي، والتي دعا فيها بوضوح إلى إلقاء السلاح وحل الحزب، في خطوة اعتبرها مراقبون بمثابة محاولة لإعادة تعريف العلاقة بين القضية الكردية والدولة التركية في إطار سياسي وسلمي.
يُذكر أن الصراع بين حزب العمال الكردستاني والدولة التركية أودى بحياة عشرات الآلاف منذ اندلاعه في ثمانينيات القرن الماضي، وتسبّب في توترات أمنية وسياسية داخل تركيا وخارجها.
