في تصعيد جديد يعكس توترات العلاقات بين الجزائر وفرنسا، أثار رفض السلطات الجزائرية استقبال المؤثر الجزائري بوعلام “دوالمن” بعد ترحيله من باريس ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية الفرنسية.
قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن فرنسا لن تكون أمام خيار سوى الرد إذا استمر الموقف التصعيدي من الجزائر، بعد رفض السلطات الجزائرية استقبال المؤثر الجزائري بوعلام “دوالمن” الذي تم ترحيله من باريس. وعلق بارو في تصريحات له عبر قناة “إل سي إي” قائلاً إنه “مندهش” من قرار الجزائر، مشيرًا إلى أن قضية هذا المؤثر أصبحت الآن أمام القضاء الفرنسي.
وأشار بارو إلى أن من بين “الأوراق التي يمكن تفعيلها” في حال استمرار التوتر مع الجزائر تشمل التأشيرات والمساعدات التنموية وحتى “عدد معين من مواضيع التعاون الأخرى”. وأكد أن هذا الرفض يشكل مفاجأة كبيرة، حيث كان من المتوقع أن تستعيد الجزائر المؤثر الذي يحمل جواز سفر جزائري.
هذا التصعيد يضاف إلى سلسلة من التوترات بين الجزائر وفرنسا، التي شهدت اعتقالات طالت مؤثرين جزائريين في فرنسا بتهم نشر محتويات “تحريضية” على وسائل التواصل الاجتماعي. كما دخلت قضية الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال في دائرة التوتر بين البلدين، حيث انتقدت فرنسا اعتقاله في الجزائر بتهم المساس بالوحدة الوطنية للجزائر.
وفي رد فعل رسمي، عبرت الجزائر عن استنكارها الشديد لتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول قضية صنصال، معتبرة أنها تدخل سافر وغير مقبول في الشؤون الداخلية للبلاد. وأكدت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان رسمي أن تصريحات ماكرون لا تعدو كونها “مزاعم زائفة” وأن ما كان يدعيه لا يتعلق بحرية التعبير بل هو مسألة تتعلق بالقانون الجزائري وسيادة الدولة.
من جانبه، علّق وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، على قضية المؤثر “دوالمن”، حيث أشار إلى أن رفض الجزائر لاستقبال المؤثر بعد ترحيله يعد محاولة “لإذلال” فرنسا، وهو ما فاقم من حالة الاحتقان بين البلدين. وأفاد مصدر حكومي فرنسي أن هناك مفاوضات قيد الإعداد بين الحكومتين من أجل إيجاد حل لهذه الأزمة، وذلك من خلال تفاهم حول الإجراءات القنصلية والأسباب الحقيقية وراء الرفض الجزائري.