توفيت الفنانة التونسية إيناس النجار، عن عمر يناهز 42 عامًا، بعد تدهور حالتها الصحية بسبب إصابتها بتسمم دموي ناتج عن انفجار في المرارة، ما أدى إلى دخولها في غيبوبة تامة. وقد أثار خبر وفاتها حالة من الصدمة والحزن في الأوساط الفنية والإعلامية، خاصة أن حالتها الصحية قد تفاقمت بسرعة عقب إصابتها بالتسمم.
التسمم الدموي: خطر يهدد الحياة بسرعة
التسمم الدموي هو حالة طبية حرجة تحدث عندما تدخل بكتيريا أو عدوى إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى تفاعل جسدي عنيف قد يسبب تلفًا في الأنسجة والأعضاء. في الحالات المتقدمة، قد يتسبب التسمم الدموي في فقدان الوعي والوفاة إذا لم يتم التدخل الطبي بسرعة. ويحدث التسمم الدموي بسبب عدة عوامل، أبرزها العدوى التي تصيب الرئتين أو الجروح المكشوفة، فضلًا عن العدوى التي قد تنتج عن العمليات الجراحية أو التسمم الناجم عن لدغات الحشرات.
أسباب العدوى التي تؤدي إلى التسمم الدموي
تعددت الأسباب التي قد تؤدي إلى التسمم الدموي، ومنها الإصابة بالعدوى الرئوية، التسمم الناتج عن لدغات الحشرات، أو العدوى التي تلي العمليات الجراحية أو العلاجات الطبية مثل القسطرة. كما أن التهابات الجلد والجروح المكشوفة قد تشكل مصدرًا رئيسيًا للعدوى التي تصل إلى الدم وتؤدي إلى هذه الحالة الخطيرة.
من هم الأكثر عرضة للإصابة بالتسمم الدموي؟
يعد الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل مرضى السرطان أو فيروس نقص المناعة البشرية، الأكثر عرضة للإصابة بالتسمم الدموي. كما أن الأطفال الصغار وكبار السن الذين يتعرضون للإصابة بالعدوى، وكذلك الأشخاص الذين خضعوا مؤخرًا لجراحة أو علاج أسنان، يكونون في خطر أكبر.
أعراض التسمم الدموي وطرق التشخيص
تبدأ أعراض التسمم الدموي بارتفاع درجة الحرارة، والشعور بالتعرق البارد وزيادة معدل ضربات القلب، إلى جانب الشعور العام بالإرهاق والضعف. وفي الحالات الأكثر خطورة، قد يعاني المريض من الارتباك وفشل الأعضاء، إضافة إلى ظهور بقع دموية على الجلد. هذه الأعراض تتشابه مع العديد من الأمراض الأخرى مثل الإنفلونزا، ما يجعل التشخيص المبكر أمرًا بالغ الأهمية.
لتشخيص التسمم الدموي، يعتمد الأطباء على مجموعة من الفحوصات المخبرية مثل مزرعة الدم واختبارات وظائف الكلى، كما يمكن استخدام الفحوصات التصويرية كالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي للكشف عن مصدر العدوى.
علاج التسمم الدموي: التدخل السريع مفتاح النجاة
يتطلب علاج التسمم الدموي تدخلًا طبيًا عاجلًا في المستشفى، حيث يتم إعطاء المريض المضادات الحيوية عبر الوريد لمنع انتشار البكتيريا في الجسم. وفي الحالات الشديدة، يحتاج المريض إلى دخول وحدة العناية المركزة للحصول على الدعم التنفسي والوريدي للحفاظ على ضغط الدم وصحة الأعضاء. وتختلف فرص التعافي بناءً على شدة الحالة، ففي حال تم العلاج في وقت مبكر، يمكن للعديد من المرضى التعافي تمامًا. ومع ذلك، قد تترك الحالات الشديدة آثارًا جانبية طويلة الأمد تشمل مشكلات في الأعضاء أو جلطات دموية.
إن وفاة إيناس النجار تفتح الباب لفهم أعمق حول التسمم الدموي، وهو مرض قد يكون قاتلًا إذا لم يتم التعامل معه سريعًا، ما يسلط الضوء على أهمية الوعي الصحي والحذر من المخاطر التي قد تؤدي إلى مثل هذه الحالات الطارئة.