Times of Egypt

بعد الارتفاع القياسي في سعر الدولار.. ما سبب تراجع الجنيه؟

Mohamed Bosila
الدولار يقترب من أعلى مستوى في عامين.. حقق مكاسب واسعة

في الآونة الأخيرة، شهد الجنيه المصري تراجعًا ملحوظًا أمام الدولار الأمريكي، رغم وجود العديد من العوامل الاقتصادية التي كان من المتوقع أن تدعمه وتساعد على استقراره، أو حتى تعزز قيمته.

مستوى قياسي جديد للدولار

بعد فترة من الهدوء النسبي، عاد الدولار الأمريكي ليتجاوز مستوى 50 جنيهًا لأول مرة في تاريخه مقابل الجنيه المصري. وأثار هذا الصعود الجديد القلق ويزيد من حجم التحديات التي تواجه الاقتصاد المصري في ظل هذه التقلبات.

هذا التراجع المفاجئ جاء بالتوازي مع المراجعة الرابعة لبرنامج صندوق النقد الدولي، مما أثار العديد من التساؤلات حول توقيت هذا الانخفاض وأسبابه الحقيقية.

أسباب مفترضة تدعم استقرار الجنيه

رغم هذا التراجع، يوجد عدد من العوامل التي كان يجب أن تدعم استقرار الجنيه. أول هذه العوامل هو توفر السيولة الدولارية في البنوك، وهو ما أكده رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي في عدة مناسبات، حيث أشار إلى أن البنوك المصرية لديها احتياطي كافٍ من الدولار لتلبية احتياجات السوق المحلي، رغم التحديات الإقليمية التي تواجهها البلاد وتراجع إيرادات قناة السويس.

العامل الثاني يتمثل في قدرة الحكومة على توفير العملة الأجنبية لاستيراد السلع الأساسية، وهو ما تحقق بالفعل منذ نوفمبر الماضي، مما كان من المفترض أن يخفف الضغط على الجنيه.

إضافة إلى ذلك، تلتزم مصر بسداد ديونها الخارجية في مواعيدها المحددة، مما يعزز من الثقة في الاقتصاد المصري ويُظهره كمصدر للاستقرار في ظل تقلبات الأسواق العالمية.

هل هناك تفسير منطقي لهذا التراجع؟

ورغم هذه العوامل الإيجابية، يستمر تراجع الجنيه في إثارة التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا التدهور، إذ يشير البعض إلى وجود تفسيرين رئيسيين قد يساهمان في فهم هذا الانخفاض.

  1. جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة

أحد التفسيرات المحتملة يتعلق بسياسة الحكومة في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة. فعند انخفاض الجنيه، يصبح السوق المصري أكثر جذبًا للمستثمرين الأجانب، خاصة في القطاعات السياحية والعقارية. وتشير التوقعات إلى صفقات ضخمة في مشاريع سياحية وعقارية في مناطق مثل الساحل الشمالي، بالإضافة إلى برنامج الطروحات الحكومية المزمع إطلاقه.

كما أن سياسة مرونة سعر الصرف بنسبة 5% صعودًا وهبوطًا، كما أوضح رئيس الوزراء، تساعد على خلق توازن بين جذب الاستثمارات والحفاظ على استقرار السوق المصري.

  1. تعزيز استثمارات الأجانب في أدوات الدين

التفسير الآخر يتعلق بالحفاظ على استثمارات الأجانب في أدوات الدين المصرية. فالمستثمرون الأجانب غالبًا ما يقارنون العوائد على السندات المصرية بنظيراتها الأميركية. وعليه، فإن تراجع الجنيه قد يجعل العائد على السندات المصرية أكثر جذبًا، مما يساعد على منع هروب الاستثمارات الأجنبية، كما حدث في فترات سابقة.

قد يكون تراجع الجنيه المصري في هذه الفترة جزءًا من استراتيجية اقتصادية تهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز تنافسية الصادرات المصرية. ورغم السياسات والإجراءات التي تسعى الحكومة لتنفيذها، يبقى وضع الجنيه المصري في مواجهة العديد من التحديات الاقتصادية التي تحتاج إلى استجابة حاسمة لضمان استقراره في المستقبل.

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.