Times of Egypt

الأحمر وخططه وخطوطه

Mohamed Bosila
وجيه وهبة 

وجيه وهبة..
المشاهير من نجوم الفن والكرة.. في كل العالم، هم من أهم الشخصيات العامة، التي يتطلع إليها عموم الناس، وربما يصبحون القدوة والمثال.. الذي يتمثله الشباب وصغار السن، وذلك في مظهرهم ومخبرهم وسلوكهم. ولذا، فإن لسلوك هؤلاء النجوم دوراً اجتماعياً تربوياً ـ سواء أردنا أم لم نرد ـ أعظم أثراً وأشد فاعلية مما نظن أحيانًا.
■ لطالما حذرنا، في هذا المكان، من النظر إلى لعبة كرة القدم وشؤونها.. بأنها مجرد وسيلة من وسائل «التسلية» و«الإلهاء» و«التنفيس». وحذرنا ـ ومازلنا نحذر ـ من إغفال دورها التربوي المهم، الذي إذا لم ننتبه إليه، أصبحت معولا هدَّاماً، يساهم في تفتيت مفهوم الوطن والمواطنة، وليصبح مفهوم الولاء للاعب.. أهم من الولاء للنادي، والولاء للنادي يعلو على الولاء للوطن. وفي الأسبوع الماضي وقع المحظور، إذ شبت فتنة بين الناس، بسبب إعلان عن استاد النادي الأهلي، مثّل دور البطولة فيه اللاعب إخواني الهوى – وربما الانتماء تنظيمياً – أبوتريكة. اختلط الحابل بالنابل، والسياسي بالكروي، والإعلامي بالإعلاني، وعلق المعلقون، وشمت الشامتون وهلل المهللون.
■ نعلم يقينا.. أنه لا يوجد في أي مكان على الأرض.. حرية تعبير مطلقة، بلا ضوابط وخطوط حمراء، لكن يتفاوت عدد الخطوط الحمراء.. من مجتمع لآخر. والتوسع في وضع هذه الخطوط الحمراء، حتى تطال لاعب كرة هنا، أو ممثلاً أو مغنياً هناك، هو تزَيُّد ممجوج.
بعد أن عبرت عن رأيها في لاعب الكرة أبوتريكة، تعرضت كاتبة الأطفال.. الصديقة الأهلاوية العتيدة فاطمة المعدول، لشجب البعض لما اقترفت. كتبت فاطمة تعليقاً على هذا الشجب: «… وهو مطلوب من لاعب الكورة يبقى قمر ومفكر وفيلسوف زمانه؟، ولازم كلنا نحبه ونقع في غرامه بالعافية؟!، أنا قلت مابحبوش ومابسمعوش وماعرفتوش!!، إيه هو كمان لاعب الكورة بقى خط احمر؟، يادي الخيبة.. طيب هانمشي على إيه، إذا كانت أرض مصر بقت كلها خطوط؟ هانفضل ننط بين الخطوط الدينية والسياسية و… والكروية كمان؟! وصباح الفل على مصر الحلوة المخططة». ا. هـ.
■ أحياناً تجد نفسك في خندق واحد.. مع من اختلفت أهدافك عن أهدافهم -بشأن خوض معركة ما – وأقصد في هذا المقام.. الإعلان العجيب المريب. إعلان استاد الأهلي – الانتقائي غير البريء – الذي يتجاهل صور أهم رموز النادي الحقيقيين، ليحتفي كل الاحتفاء.. بـ«القديس»!! وهو قد كان ـ أو مازال ـ موضع شبهات.. لم يتم حسمها قانونياً وقضائياً بعد؛ خاصة بعلاقته بجماعة الإخوان الإرهابية.. وفقاً للقانون.
■ إذا غضضنا النظر عن تاريخ العنف عند «جماعة الإخوان المسلمين» – الصحيح منه، أو المدَّعى، أو المفبرك، فإن الواقع القريب – الذي عشناه وعايناه – يبين كم جرائم العنف والإرهاب.. التي ارتكبتها تلك الجماعة وحلفاؤها، عقب 25 يناير 2011 وعقب 30 يونيو 2013. والحقيقة القانونية.. الواضحة وضوح الشمس اليوم، هي أنها تُعد في مصر- وبلاد أخرى- جماعة إرهابية، ولذا يجب النظر إلى كل من ينتمي إليها، أو يتعاطف معها، أو يروج لمظلوميتها.. يُنظر إليهم – مهما كانت حيثياتهم – في ضوء القانون.. قانون الإرهاب. ولا يجوز أن تكون هناك استثناءات في تطبيق القانون.. على نجوم المجتمع، وفي القلب منهم نجوم الكرة. لكن يبدو أن هناك نوعاً جديداً من الحصانة.. هو الحصانة الكروية.
■ تُرى هل هناك مخطط يستهدف تسريب الإخوان تدريجياً – واحداً وراء الآخر – لشغل مواقع قيادية في المجال الرياضي – وغير الرياضي – مثلما كان الأمر من قبل عام 2011، (حين تسلل الإخوانجية إلى كافة المواقع القيادية الإدارية والفنية المؤثرة، بدءاً من فرق الناشئين). وذلك لكي يعتاد الناس على وجوههم ووجودهم.. في المجال العام، وليصبح قانون اعتبارهم جماعة إرهابية.. مجرد حبر على ورق؟
■ لقد نجح الإخوان المسلمون – طوال فترة حكم مبارك – في التسلل واختراق – من بين ما اخترقوا – الأندية الرياضية. وشكلوا رصيداً جماهيرياً لا يُستهان به؛ وذلك بالاستعانة بنجوم الكرة، وشعبيتهم الكاسحة.. لدى ملايين من الشباب والصبية؛ من مهاويس الألتراس.. الذين هم بلا رؤوس، ولا يتعدى متوسط أعمارهم الثماني عشرة سنة.
كان تخطيطاً سرياً منظماً، وبالطبع كان التركيز على أكبر نادٍ في أفريقيا والمنطقة العربية.. النادي الأهلي. تكشَّف المخطط تدريجياً، مع ارتفاع أسهم الإخوان بعد 25 يناير، إذ أسفر عن وجهه تماماً، وأظهر البعض منهم.. انتماءهم للجماعة، وتأييدهم لمرشحها، بعدما كانوا يخفون عقيدتهم الإخوانية قبل ذلك.. تَقِيّة.
■ هو ممثل مخاتل مخادع، ضبطته الكاميرات أكثر من مرة.. وهو يلقي بنفسه على الأرض، ليخدع الحكام.. لاحتساب ضربة جزاء لصالحه؛ وذلك وفقاً لاعترافاته هو نفسه.. ولكن بعد الوقائع بسنوات، حين لم يكن من الممكن تغيير النتائج، ولا تكذيب الكاميرات. فالأمر إذن لم يكن صحوة ضمير.
وبالرغم من هذا، يطلق عليه المغيبون.. لقب «القديس»!
في أثناء فترة حرجة في تاريخ البلاد، أثناء إدارة المجلس الأعلى للقوات المسلحة لشؤون البلاد، اتخذ اللاعب الفتنة – «قديسهم» هذا – من المواقف.. ما يوحي لبسطاء الناس، بأن رجال الشرطة.. هم المسؤولون ـ عمداً ـ عن مذبحة استاد بورسعيد (فبراير 2012)، أثناء مباراة الأهلي والمصري، التي راح ضحيتها العشرات من الشباب.. من مشجعي النادي الأهلي.
■ سؤال موجَّه إلى كل من يظهر في إعلام وكر الأفاعي – الذي يؤوي الإخوانجية وأسيادهم وصنائعهم، ولا يتوقف عن بث سمومه تجاه مصر.. منذ نحو ثلاثة عقود وإلى الآن – إليهم جميعاً، وإلى كل من يلوذ بالأحضان الدافئة لذميم كاره لمصر، آثم في حق أبناء وطننا، وفي حق شهدائنا: لماذا تساهمون في إضفاء المصداقية على إعلام ذميم، بتعاونكم معه؟
… قليل من الحياء يا سادة.
نقلاً عن «المصري اليوم»

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *