هل اغتالت إسرائيل عالمة ذرّة في سوريا؟

غداة سقوط حُكم بشّار الأسد، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تدّعي أن عالمة سورية في مجال الذرّة اسمها “زهرة الحمصيّة” اغتيلت في منزلها في دمشق، وأرفق المنشور بصورة.
وجاء في المنشورات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي من فيسبوك وإكس أن “الجماعات الإرهابيّة تغتال عالمة الذرة الميكروبيولوجية زهـرة الحمصية في منزلها بدمشق”. وانتشر هذا الخبر على صفحات مواقع التواصل وأيضاً على مواقع إخبارية عدّة باللغة العربيّة.
وظهرت هذه المنشورات غداة سقوط حكم الرئيس السابق بشّار الأسد وفراره إلى موسكو بعد حكم دام ربع قرن، تلى حكم والده حافظ الأسد الذي حكم قبله سوريا على مدى ثلاثة عقود بقبضة من حديد.
يأتي ظهور هذه المنشورات في ظلّ القلق من حالة عدم استقرار تلي سقوط النظام السابق قبل أن تتشكّل سلطات جديدة قادرة على ضبط الأمور. وفي هذا السياق، تحدّث المرصد السوريّ لحقوق الإنسان عن وقوع حالات انتقام من أشخاص كانوا محسوبين على النظام السابق.
والخميس، قال المرصد إن طبيباً قُتل جراء اشتباكات مسلّحة بين عائلة موالية للنظام السابق وأخرى معارضة له في ريف دمشق.
تأتي هذه المنشورات أيضاً في ظلّ إغارة الطيران الحربيّ الإسرائيليّ على مخازن أسلحة للجيش السوريّ، فيما يصفه الكثير من مستخدمي مواقع التواصل بأنّه إضعاف لمستقبل (لمقدرات) سوريا.
في هذا السياق، ظهرت المنشورات عن اغتيال علماء سوريين، من بينهم “زهرة الحمصيّة”.
فما حقيقة الادعاء؟
إلا أن هذا الادّعاء غير صحيح، إذ لا يوجد عالمة بهذا الاسم ولم تُسجّل جريمة من هذا النوع، أما الصورة المرفقة فتعود لعالمة فلك سورية مقيمة في الولايات المتّحدة.
فالتفتيش عن اسم “زهرة الحمصيّة” لا يُرشد لأي أثر.
من جهة أخرى نفى المرصد السوريّ لحقوق الإنسان صحّة هذه الأخبار.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس “لم نسجّل أي اغتيال للعلماء في سوريا”.
وردًا على سؤال حول سبب انتشار هذه الشائعات قال “هناك مخاوف وقلق حول هذا الأمر، وهذا ما ساهم بظهور الشائعات”.
وأضاف “هناك حالات تصفيات انتقامية ممكن كانوا يؤيّدون النظام، لكن لم نسجّل حتى الآن أي استهداف للعلماء”.
حقيقة الصورة المتداولة
أما التفتيش عن الصورة المتداولة على محرّكات البحث فيُظهر أنها لا تعود لعالمة مزعومة اسمها “زهرة الحمصية” بل تعود لعالمة فلك سورية مقيمة في الولايات المتحدة.
واسم هذه العالمة شادية الرفاعي حبّال، وهي متخصّصة تحديداً في الفيزياء الفلكيّة.
وأجرى صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في فرانس برس اتصالاً مع شادية الرفاعي حبال. وقالت “أنا على قيد الحياة وفي صحّة جيّدة”. وأضافت “المرة الأخيرة التي زرت فيها سوريا كانت عام 2009”.