Times of Egypt

كيف استعاد الجولاني منزل أسرته في دمشق؟

M.Adam

في مشهد غير مسبوق، ظهر قائد هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، وهو يدخل المسجد الأموي بدمشق بعد إعلان الفصائل المسلحة إسقاط نظام بشار الأسد. لكن ما لم يتم تسليط الضوء عليه وقتها كان عودته إلى منزل عائلته القديم في حي المزة بالعاصمة السورية، حيث عاش طفولته.

وفقًا لصحيفة “تايمز” البريطانية، ومع حلول الليل بعد يوم طويل من الأحداث، توجه الجولاني إلى حي المزة جنوب غربي دمشق، حيث وقف أمام المبنى السكني الذي نشأ فيه. يصعد إلى الطابق العاشر برفقة أربعة من حراسه المسلحين، ليطرق باب الشقة التي كانت لعائلته.

في الداخل، كان يسكن المهندس الميكانيكي أحمد سليمان وزوجته، اللذان حصلا على الشقة سابقًا من نظام الأسد بعد مصادرتها من أسرة الجولاني.

يحكي حارس المبنى، عامر، الذي كان شاهدًا على الموقف، أن الجولاني كان “مؤدبًا للغاية”. طلب الجولاني من الساكنين مغادرة الشقة قائلاً: “هل تمانع في إخلاء هذه الشقة؟ والداي لديهما ذكريات جميلة هنا ويرغبان في العودة للعيش فيها”.

أكد الجولاني خلال حديثه أن هيئة تحرير الشام ستضمن استعادة حقوق الملكية بشكل سلمي، مشددًا على أن لا أحد سيخاف على مستقبله في سوريا ما لم تكن يداه ملطخة بالدماء.

وأضاف حارس المبنى أن الجولاني منح الأسرة عدة أيام لتجهيز أغراضهم والمغادرة. وبالفعل، جمع المهندس سليمان وزوجته ممتلكاتهما وغادرا المكان بهدوء. ويعقب عامر قائلاً: “لو كان ذلك من أحد رموز النظام السابق، لربما كان مصيرهم الطرد العنيف”.

هذه الحادثة تحمل رسائل متعددة حول كيفية إدارة هيئة تحرير الشام للأوضاع في المناطق المحررة، خصوصًا فيما يتعلق بملفات حقوق الملكية والمصالحة الوطنية. كما تعكس رمزية عودة الجولاني إلى منزله القديم في دمشق، وهو تحول لافت في سياق الصراع السوري الممتد.

عودة الجولاني لمنزله القديم قد تكون محاولة لإرسال رسالة مفادها أن مرحلة جديدة بدأت، يسودها القانون واحترام الحقوق، وهو أمر يتطلب مراقبة مستمرة لتقييم مدى تحقيقه على أرض الواقع.

شارك هذه المقالة