Times of Egypt

تسلسل زمني لعملية «ردع العدوان» .. كيف سقط النظام السوري في 11 يوماً؟

M.Adam

حينما كانت الأنظار تتجه نحو تطورات ملف اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، كانت الساحة السورية على موعد مع تحول مفاجئ، حيث أعلنت المعارضة السورية، بقيادة هيئة تحرير الشام، عن بدء عملية عسكرية تحت مسمى “ردع العدوان”. عملية بدأت في ريف حلب لتتسارع وتوسع نطاقها إلى مدن وبلدات سورية أخرى، مما أثار الكثير من التساؤلات حول احتمالات تغيير خريطة السيطرة في سوريا.

27 نوفمبر: بداية العمليات العسكرية
في صباح يوم الأربعاء 27 نوفمبر، وبينما كانت الأنظار مركزة على دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حيز التنفيذ، شهدت الساحة السورية تحولات دراماتيكية. أعلنت هيئة تحرير الشام، التي تتمركز في إدلب، عن بدء عملية عسكرية واسعة ضد القوات السورية والميليشيات الإيرانية، والتي حملت اسم “ردع العدوان”. وبدأت العملية في ريف حلب الغربي، وامتدت لاحقًا إلى مناطق أخرى.

28 نوفمبر: قطع الطريق الدولي وتوسيع المواجهات
مع بداية الخميس 28 نوفمبر، أعلنت هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها عن قطع الطريق الدولي الذي يربط دمشق بحلب، في خطوة استراتيجية تهدف إلى شل حركة قوات الجيش السوري. شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والجيش السوري. كما شن الأخير غارات جوية على مناطق عدة في إدلب، بما في ذلك مدينتي أريحا وسرمدا، في رد على الهجوم.

29 نوفمبر: السيطرة على مواقع استراتيجية
تزامنًا مع تقدم فصائل المعارضة، التي تمكنت من السيطرة على العديد من الأحياء في حلب، كان هناك تصعيد عسكري ميداني. سيطر مقاتلو المعارضة على مناطق استراتيجية مثل حي الراشدين، خان العسل، والضاحية الأسدية. كما نجحوا في السيطرة على مطار حلب الدولي، وهو ما شكل ضربة قوية للنظام السوري. في المقابل، نفذت الطائرات الحربية السورية والروسية ضربات ضد المناطق التي يسيطر عليها المعارضة.

30 نوفمبر: الجيش السوري في مأزق
مع حلول يوم السبت 30 نوفمبر، أعلنت فصائل المعارضة سيطرتها على عدد من المواقع الاستراتيجية في ريف حلب، كما فرضت حظر تجوال في المدينة لأسباب أمنية. الجيش السوري، الذي كان قد عزل نفسه عن بعض المناطق، بدأ في إرسال تعزيزات إلى مدينة حماة. لكن المعارضة، التي كانت قد حققت تقدمًا لافتًا، أظهرت قوتها في مواجهة قوات النظام، بما في ذلك الفصائل التابعة لقوات سوريا الديمقراطية.

1 ديسمبر: اتساع المواجهات إلى حماة
الأحد 1 ديسمبر، حمل معه تطورات جديدة مع تقدم فصائل المعارضة إلى محافظة حماة، حيث بدأت الاشتباكات تمتد من ريف حلب الشرقي إلى محيط حماة. في تلك الأثناء، كان الجيش السوري قد أرسل تعزيزات إضافية إلى المنطقة، مع تركيز مكثف للطيران الحربي السوري الروسي على ضرب أهداف المعارضة.

2 ديسمبر: تعزيزات عسكرية وتقدم المعارضة
في 2 ديسمبر، أشار المقدم حسن عبد الغني من إدارة العمليات المشتركة إلى أن قوات المعارضة قد تقدمت بشكل ملحوظ في ريف حماة، بينما كانت القوات السورية تعزز مواقعها في المدينة مع تنفيذ عمليات تمشيط في محيطها. بحلول ذلك اليوم، كانت أعداد القتلى قد تجاوزت 600 شخص منذ بداية العمليات، بحسب ما نقلته المرصد السوري لحقوق الإنسان.

3 ديسمبر: سيطرة المعارضة على 14 بلدة في حماة
مع استمرار العمليات العسكرية، أُعلن في 3 ديسمبر أن فصائل المعارضة قد سيطرت على 14 قرية وبلدة في ريف حماة. ومع تكثيف الغارات الجوية السورية الروسية على مواقع المعارضة، كانت قوات النظام السوري تواصل محاولاتها لصد الهجمات التي تستهدف المواقع الإستراتيجية.

4 ديسمبر: اشتباكات مستمرة في ريف حماة
في اليوم التالي، 4 ديسمبر، أكدت الفصائل المعارضة أنها ما زالت تسيطر على جميع المواقع التي تم تحريرها في ريف حماة. من جهة أخرى، نقلت تقارير إعلامية عن الجيش السوري أنه قد استعاد بعض المواقع في المنطقة، لكن المعارضة أكدت أن تقدمها لا يزال مستمرًا، مع سيطرتها على بلدة قلعة المضيق ومناطق استراتيجية أخرى.

5 ديسمبر: سقوط حماة في يد المعارضة
الخميس 5 ديسمبر كان يومًا حاسمًا في تطورات النزاع السوري، حيث أكدت الفصائل المعارضة سيطرتها الكاملة على مدينة حماة، بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية. في بيان رسمي، اعترف الجيش السوري بخسارته للمدينة، ليشكل هذا النصر علامة فارقة في مسار الحرب. كما دخلت قوات المعارضة إلى سجن حماة المركزي، حيث حرروا مئات الأسرى.

6 ديسمبر: الزحف نحو حمص
في يوم الجمعة 6 ديسمبر، استمر الزحف العسكري للمعارضة، حيث أعلنت السيطرة على آخر قرية قبل مدينة حمص. وبالموازاة مع ذلك، شن الجيش السوري غارات جوية استهدفت جسر الرستن الاستراتيجي.

7 ديسمبر: السيطرة على درعا وتحقيق تقدم كبير
السبت 7 ديسمبر، كان نقطة تحول جديدة مع إعلان فصائل المعارضة سيطرتها على مدينة درعا في الجنوب. كما أكدت الفصائل أنها بدأت المرحلة الأخيرة من تطويق العاصمة دمشق، مع استمرار الاشتباكات في ريف حماة وحمص.

8 ديسمبر: سقوط دمشق في يد المعارضة
مع فجر يوم الأحد 8 ديسمبر، جاءت الصدمة الكبرى، حيث أعلنت هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) السيطرة على دمشق، مما أدى إلى سقوط العاصمة السورية. وفيما بث التلفزيون السوري الرسمي بيانًا حول فقدان السيطرة على العاصمة، تم الإعلان عن هروب الرئيس بشار الأسد إلى جهة غير معلومة، ما جعل النظام السوري يعلن سقوطه الكامل.

وبحلول 8 ديسمبر، كان الصراع قد أخذ منحى مختلفًا، حيث بدأ الحديث عن مرحلة جديدة قد تطرأ على سوريا. مع تقدم المعارضة بشكل لافت، أصبح مستقبل النظام السوري في مهب الريح، وسط إعلان من رئيس الحكومة السورية محمد الجلالي عن استعداده للتعاون مع القيادة الجديدة بعد سقوط الأسد.

شارك هذه المقالة