تستعيد كاتدرائية نوتردام في باريس مجدها اليوم السبت، بعد سنوات من الترميم إثر الحريق المدمر الذي طالها في 15 أبريل 2019. بحضور الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وأربعين رئيس دولة وحكومة، تتألق الكاتدرائية من جديد في احتفالية كبرى تعكس عظمة هذا المعلم التاريخي وتراثه العريق.
رمز ثقافي عريق
تمثل كاتدرائية نوتردام تحفة معمارية يعود تاريخها إلى أكثر من 850 عامًا، حيث شهدت أحداثًا كبرى شكلت جزءًا من تاريخ فرنسا. لكن الحريق الذي أتى على برجها الشهير في 2019 دمر أجزاء كبيرة منها، مما أثار موجة من الحزن على الصعيد العالمي.
وبعد أربعة أعوام من العمل الدؤوب، تفتح كاتدرائية نوتردام أبوابها مجددًا وسط احتفالية عالمية تجذب أنظار العالم. ومن المقرر أن يلقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلمة من باحة الكاتدرائية التي تعد رمزًا للهوية الثقافية والروحانية لفرنسا ومصدر فخر للباريسيين. كما سيشهد الأحد إقامة قداس داخل الكاتدرائية، ما يشير إلى عودة الحياة إلى هذا المعلم الذي أدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
اكتشافات تاريخية
مع بدء أعمال الترميم، أُجريت حفريات أثرية كشفت عن كنوز مذهلة من العصور القديمة إلى القرن التاسع عشر. تضمنت الاكتشافات حوالي 1000 قطعة أثرية، منها 700 منحوتة متعددة الألوان كانت تُزين منبر الكاتدرائية. ومن أبرز الاكتشافات تماثيل نصفية ووجوه منحوتة تعود إلى القرن الثالث عشر، والتي يعتقد أنها فقدت للأبد خلال الترميمات التي أجريت في القرن التاسع عشر.
عرض التحف في متحف كلوني
خصص متحف كلوني في باريس معرضًا يحمل عنوان “لنجعل الأحجار تنطق… منحوتات القرون الوسطى بنوتردام”، يُعرض فيه حوالي 30 قطعة أثرية من منبر الكاتدرائية. المعرض يستمر حتى 16 مارس 2025، ويتيح للزوار فرصة استكشاف عبقرية التصميم الفني الذي أبدعته عصور مضت.
أوضح كريستوف بينييه، المسؤول عن التنقيب، أن العثور على هذا الكم الهائل من المنحوتات يُعد إنجازًا استثنائيًا، واصفًا الاكتشاف بأنه “حدث يتكرر مرة كل مائة عام”. وأضاف أن الزينة متعددة الألوان التي تم العثور عليها على القطع تُظهر كيف كانت تُزين الكاتدرائية بطريقة مبهرة في القرون الوسطى.
رحلة عبر التاريخ
تصف دوروتي شاوي ديريو، كبيرة أمناء التراث، الكاتدرائية بأنها لم تكن فقط معلمًا تاريخيًا، بل مخزنًا أثريًا يختزل 2000 عام من التاريخ. ومن خلال حوالي 20 عملية تنقيب، استطاع الخبراء الكشف عن إرث أثري مذهل يعكس تطور نوتردام كرمز ثقافي عبر العصور.
