Times of Egypt

مولد السيدة نفيسة.. المصريون يحتفلون اليوم بالليلة الختامية

M.Adam

تختتم مصر اليوم الأربعاء احتفالاتها بمولد السيدة نفيسة الصغرى بنت سيدنا حسن الأنور، إحدى أعظم الشخصيات التاريخية في الإسلام، في احتفال يسلط الضوء على كراماتها وأثرها العميق في تاريخ الأمة الإسلامية. السيدة نفيسة التي امتزج فيها النسب الطاهر والعلم الرفيع، كانت رمزًا للقدوة الروحية، وملجأ للمرضى والمحتاجين. اليوم، لا تزال مآثرها حية في مشهدها التاريخي بموقعه المميز في جنوب القاهرة، حيث يحتفظ هذا المكان بجو من السكينة والقداسة، يحظى بزيارة الآلاف من محبيها وطلاب البركة.

وفي قلب القاهرة الباهرة، وتحديدًا في سفح المقطم بالقرب من كوبري السيدة عائشة، يقع مشهد السيدة نفيسة الصغرى، التي تنحدر من أسرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. السيدة نفيسة هي بنت سيدنا حسن الأنور بن زيد الأبلج، وابنة حفيد الإمام الحسن السبط، وابن الإمام علي، وزوجة السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها.

تتزين منطقة مشهدها الآن بميدان فسيح، بعد أن تم تجديده وتطويره من قبل البلدية، التي أضافت النافورات والزروع في محيطه، ليكون مقصدًا للزوار والمحبين. وقد كان الموقع تاريخيًّا يعرف بدرب السباع، الذي كان يربط بين منطقة القطائع والعسكر. ورغم مرور الوقت، لا يزال المؤرخون يثقون بأن السيدة نفيسة مدفونة في هذا المكان، ويجري العمل حاليًا على توسيع المسجد الذي يحمل اسمها.

قد أطلق على السيدة نفيسة اسم “نفيسة” بما يعكس رفعة شأنها، وهي التي كانت محبوبة من الجميع، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفضل الأسماء الجميلة ويغيرها بما هو أجمل. وعلى مر العصور، ظلت السيدة نفيسة قدوة في تقوى الله وعلمها، وكانت تُستجاب دعواتها كلما رفعتها للخير، فكان أهل مصر يلجؤون إليها طالبين نصحها ودعواتها.

من أبرز مآثرها أنها كانت حريصة على نصح الحكام وتوجيههم نحو الصواب، ففي إحدى المرات، عُرفت بعظتها للوالي الذي انحرف عن الطريق المستقيم، فذكَّرته بحقوق الناس وبعذاب الله، فاستجاب لتوجيهاتها وعدل عن غيه.

وكانت السيدة نفيسة أيضًا معروفة بطب العيون، إذ كانت تجمع بين الطب التقليدي والطب الروحي، مما جعلها محط اهتمام المرضى الذين كانوا يتوجهون إلى مشهدها بعد وفاتها بحثًا عن الشفاء. ولعل أبرز مظاهر تكريمها هو المستشفى الذي أُقيم بجوار مشهدها لأمراض العيون، إلا أن الحكومة لاحقًا نقلته وغيرت اسمه، إلا أن ذكرى السيدة نفيسة ستظل باقية في قلوب الناس.

إن احتفالات المولد السنوي للسيدة نفيسة تبقى فرصة للتأمل في حياتها المليئة بالتفاني في خدمة الناس، ولتذكير المجتمع بالقيم الروحية والإنسانية التي جسدتها طوال حياتها.

شارك هذه المقالة