وصل الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الأربعاء إلى بريطانيا في زيارة دولة تمتدّ على ثلاثة أيام، هي الأولى لزعيم ألماني منذ 27 عاما، تنمّ عن التقارب الحاصل بين البلدين بعد فترة من التوتّرات تلت البريكست.
وكان ولي العهد البريطاني الأمير وليام وزوجته كايت في استقبال الرئيس الألماني وعقيلته إلكي بودنبندر لدى نزولهما من الطائرة بعد تأخّر دام ثلاثين دقيقة.
ثمّ توجّهوا جميعهم إلى ويندسور غرب العاصمة البريطانية لملاقاة الملك تشارلز الثالث وزوجته كاميلا. وزيّنت الطرقات المؤدّية إلى القصر بالأعلام البريطانية والألمانية.
ويعكس برنامج الزيارة الحافل بالفعاليات، من مأدبة دولة إلى خطاب في البرلمان، وهو شرف نادرا ما يحظى به زعيم أجنبي، توطّد العلاقة بين البلدين.
ومن المرتقب أن يجتمع الرئيس الألماني برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لمناقشة عدة مسائل، أبرزها دعم أوكرانيا في التصدّي للغزو الروسي.
ويحلّ فرانك-فالتر شتاينماير ضيفا في بريطانيا بعدما زار الملك تشارلز الثالث ألمانيا في آذار/مارس 2023، في أوّل زيارة دولة قام بها بعد تولّيه العرش.
وكشف مصدر مقرّب من الرئاسة الألمانية أن هذه الزيارة تنمّ عن “حقبة جديدة في العلاقات بين البلدين” بعد فترة تلت انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “ابتعدت فيها لندن عن أوروبا”.
وبعد عبور غيمة البريكست، عاد الدفء إلى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عهد رئيس الوزراء المحافظ ريشي سوناك (2022-2024) ثمّ خلفه العمّالي كير ستارمر الذي تولّى رئاسة الوزراء في تموز/يوليو 2024.
وساعد دعم القضيّة الأوكرانية في تحسين العلاقات. ووقّع البلدان ميثاق تعاون في مجال الدفاع في تشرين الأول/أكتوبر 2024 تلته أول “معاهدة صداقة” بينهما في تموز/يوليو.
وتتضمّن معاهدة الصداقة شقّا يعنى بمكافحة الهجرة غير النظامية، في ظلّ تصاعد سريع للأحزاب اليمينية المتطرّفة في كلّ من البلدين.
وينوي الرئيس الألماني المعروف بنشطاه في مجال الثقافة وصون الذاكرة زيارة مدينة كوفنتري الجمعة. وقد استحالت كاتدرائية هذه المدينة التي دمّرتها غارات جوية ألمانية خلال الحرب العالمية الثانية رمزا للسلم والتصالح بين الأمم.
كما سيزور فرانك-فالتر شتاينماير أحد فروع العملاق الصناعي الألماني “سيمنز” في أكسفورد برفقة مسؤولين من شركات ألمانية كبرى.
وأعلنت مجموعة “مرسيدس” الأربعاء عن إطلاق مشروع تكنولوجي مرتبط بالسيّارات الكهربائية بقيمة 20 مليون جنيه استرليني (حوالى 23 مليون يورو) من شأنه أن يحدث “أكثر من 150 فرصة عمل” في إنكلترا.
ولن تغيب رياضة كرة القدم، وهي هواية مشتركة بين البلدين، عن البرنامج الذي تتخلّله زيارة لمدرسة في شرق لندن برفقة النجمين الألمانيين بير ميرتيزاكر وكاي هافيرتس.