يستهدف معرض دبي للطيران الأسبوع المقبل جذب طلبيات جديدة على خلفية تأخر طلبيات وطموحات الصين لإزاحة شركتي إيرباص وبوينج والتوتر الجيوسياسي.
وسرقت جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الخليج في مايو أيار الماضي، والتي تضمنت طلبات شراء بعشرات المليارات من الدولارات لشركة بوينج، بعضا من الأضواء في أكبر حدث للطيران في الشرق الأوسط، ومن المتوقع صدور بعض الإعلانات خلال المعرض.
وستسعى أيضا إيرباص، التي تتخلف عن بوينج في سباق الطلبيات هذا العام، لسد الفجوة بسلسلة من الإعلانات خلال المعرض الذي سيقام في الفترة من 17 إلى 21 نوفمبر تشرين الثاني لكن مصادر من الوفود المشاركة قالت إن بوينج ستكشف أيضا عن بعض الصفقات الإضافية.
* إيرباص تتصدر الطلبيات
قالت مصادر في القطاع إن شركة إيرباص ربما تضعف قبضة بوينج في شركة فلاي دبي إذ تدرس شركة الطيران منخفض التكلفة أول طلبية من الشركة الأوروبية.
وأحجمت إيرباص وبوينج عن التعليق في حين لم يتسن الحصول على تعليق من فلاي دبي حتى الآن.
وتوقع ستيوارت هاتشر كبير خبراء الاقتصاد لدى آي.بي.إيه لاستشارات الطيران أن يصل عدد الطلبيات إلى نحو 300 خلال المعرض، أي نحو نصف المستوى الذي شهدناه في سنوات الذروة، بما في ذلك صفقة طائرات إيرباص إيه350-1000 من شركة طيران الإمارات الشقيقة لفلاي دبي.
وذكرت بلومبرج أن إيرباص تجري محادثات بشأن 30 على الأقل من طائرات المسافات الطويلة بعد أن أجلت طيران الإمارات تقديم طلبية بسبب أزمة تتعلق بأداء المحرك في النسخةالسابقة من معرض دبي للطيران.
ومن المتوقع أيضا أن تطلب شركة الاتحاد للطيران في أبوظبي أكثر من 12 طائرة إيرباص عريضة البدن.
لكن طغت التأخيرات الجديدة للطائرة بوينج 777إكس على الاستعدادات للمعرض، في تناقض صارخ مع الضجة التي صاحبت الطلبيات الخليجية التي بلغت قيمتها 100 مليار دولار في حفل إطلاقها قبل 12 عاما.
وطيران الإمارات هي العميل الرئيسي لطائرة الرحلات الطويلة التي تضم 400 مقعد، والتي تأخر تطويرها الآن سبع سنوات، بينما لا تزال إيرباص تواجه تأخيرات في تسليم طرازات أصغر حجما.
وقال مارجان ريجي مؤسس شركة ستيدج وينج أدفيزوري “الطلب موجود، لكن مشكلات العرض في عالم الطيران لا تزال قائمة، على الرغم من تحسن أداء قطاعات اقتصادية أخرى”.
ودفع نقص الطائرات طيران الإمارات وشركات أخرى إلى إبقاء طائرات قديمة في الخدمة لفترات أطول. وينعكس ذلك سلبا على سوق الشحن العالمي في ضوء تحويل شركات الطيران لعدد أقل من طائرات الركاب القديمة إلى طائرات شحن، مما عزز الطلب على الطائرات الجديدة المعدة خصيصا لهذا الغرض.
وأعلنت إيرباص أنها باعت ست طائرات شحن من طراز إيه350 إلى شركة إير تشاينا كارجو.
ويقام المعرض تزامنا مع مرور 40 عاما على تأسيس طيران الإمارات، الناقل الجوي المضيف، وهي الشركة التي قادت جهودا لجعل منطقة الخليج ملتقى حيويا للاقتصاد العالمي من خلال توفير رحلات ربط قادرة على الوصول إلى جميع سكان العالم تقريبا.
ويتساءل البعض عما إذا كان الصعود الصاروخي لعدد قليل من شركات الطيران صار في مرمى الخطر من تركيا والهند والآن السعودية.
وقال ريتشارد أبو العافية المحلل لدى إيرودايناميك أدفيزوري “يسعى الجميع لتحقيق نفس مستوى حركة المرور”.
ولا يزال الطلب صامدا حتى الآن بأفضل مما توقعه مشككون.
وقال حبيب فقيه الرئيس السابق لإيرباص في الشرق الأوسط “عندما تأسست طيران الإمارات، تنبأ الجميع بانهيار طيران الخليج، وأن تحد الخطوط الجوية القطرية من نمو طيران الإمارات بعد ذلك، وهو ما حدث أيضا مع الاتحاد للطيران، إلى آخر ذلك. لكن ما حدث كان عكس ذلك”.
وأضاف أن شركة إير إنديا التي تشهد تعافيا ملحوظا، والتي تقدمت بطلبيات كثيرة تقترب من العدد القياسي، ربما تجتذب بعضا من حركة المرور في الخليج لكن ذلك سيستغرق بعض الوقت.
وتواجه هيمنة إيرباص وبوينج على القطاع منذ عقود تهديدا من الطائرة سي919 من شركة كوماك الصينية.
وتسعى الشركة المنافسة لطائرتي بوينج 737 وإيرباص إيه320نيو، الأكثر مبيعا في القطاع، إلى زيادة مبيعاتها في الشرق الأوسط وأفريقيا في ظل توثيق الصين لعلاقاتها مع الخليج. لكن محللين أشاروا إلى أن حصول الشركة الصينية على شهادات اعتماد من دول غربية ربما يستغرق عدة سنوات.
* اهتمام بالمقاتلات
يعد معرض دبي للطيران الذي يقام كل عامين منصة لقطاع الأسلحة رغم قلة الصفقات التي يتم الكشف عنها خلاله.
وبعد أن سلطت زيارة ترامب الضوء على تعزيز العلاقات الدفاعية مع الخليج، يترقب محللون أي مستجدات في الاتفاقات التي تحافظ بموجبها إسرائيل على تفوق قدراتها في المنطقة، في الوقت الذي تضغط فيه دول الخليج للحصول على أفضل المقاتلات الأمريكية.
وقال محللون إن شركة لوكهيد مارتن ربما تشهد اهتماما متزايدا في المنطقة بعد التقدم المحرز في سعي السعودية الطويل للحصول على طائرات إف-35. وأوردت رويترز هذا الشهر أن طلب تصدير 48 من هذه الطائرات التي يطلق عليها اسم (الشبح) يمر عبر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون).
وفي الماضي طلبت الإمارات وقطر طائرات إف-35 دون التوصل إلى اتفاقات.
وقال بايرون كالان من كابيتال ألفا بارتنرز “دار حديث حول السماح للسعوديين بشراء الطائرة إف-35. إذا حدث ذلك، فهل يفتح الباب أمام الإمارات ودول أخرى في المنطقة؟”.
وستسعى روسيا أيضا لاستقطاب مشتري الأسلحة من خلال عرض مقاتلتها الشبح سو-57إي لأول مرة في دبي.
وصارت الإمارات محور اهتمام الشركات الأمريكية الناشئة التي تتطلع إلى التوسع في مجال الدفاع. وأعلنت شركة أندوريل هذا الأسبوع شراكة مع شركة إيدج في أبوظبي لتطوير وتصنيع طائرات مسيرة.