– قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس السبت إن معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر سيظل مغلقا حتى إشعار آخر وإن إعادة فتحه ستعتمد على تسليم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لجثث الرهائن المتوفين، بينما واصل الطرفان تبادل الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.
جاءت بيان نتنياهو بعد أن أعلنت السفارة الفلسطينية في القاهرة إعادة فتح معبر رفح اعتبارا من يوم غد الاثنين “لتمكين المواطنين الفلسطينيين المقيمين في جمهورية مصر العربية والراغبين بالعودة إلى قطاع غزة من السفر”.
وتتبادل الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس منذ أيام الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في وقت متأخر أمس السبت إنها تلقت “تقارير موثوقة تشير إلى انتهاك وشيك لاتفاق وقف إطلاق النار من قبل حماس ضد سكان غزة”.
وأضافت أن الهجوم المخطط ضد المدنيين الفلسطينيين سيكون “انتهاكا مباشرا وجسيما لاتفاق وقف إطلاق النار”.
وتابعت الوزارة في بيان “في حال مضت حماس قدما في هذا الهجوم، فسيتم اتخاذ إجراءات لحماية سكان غزة والحفاظ على سلامة وقف إطلاق النار”. ولم تقدم تفاصيل بهذا الشأن.
ونفت حماس اليوم الأحد الاتهامات الموجهة لها حول “هجوم وشيك” أو “انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار”.
واتهمت السلطات الإسرائيلية بتشكيل وتسليح وتمويل “عصابات إجرامية” نفذت عمليات قتل وخطف وساعدت في أعمال نهب.
وقال الحركة في بيانها إن “الأجهزة الشرطية في غزة، وبمساندة أهلية وشعبية واسعة، تقوم بواجبها الوطني في ملاحقة هذه العصابات ومحاسبتها وفق آليات قانونية واضحة، حماية للمواطنين وصونًا للممتلكات العامة والخاصة”.
ودعت حماس الإدارة الأمريكية إلى “التوقف عن ترديد رواية الاحتلال المضلِّلة، والانصراف إلى لجم انتهاكاته المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار”.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيبحث السماح للقوات الإسرائيلية باستئناف القتال في غزة إذا لم تمتثل حماس لالتزاماتها بموجب الاتفاق الذي توسط فيه.
وأطلقت الحركة حملة أمنية في المناطق الحضرية التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية، واستعرضت قوتها من خلال عمليات إعدام علنية واشتباكات مع عشائر محلية مسلحة.
* خلاف حول المساعدات وإعادة الجثث
قالت حماس في بيان أصدرته أمس السبت إن قرار نتنياهو “منع فتح معبر رفح حتى إشعار آخر يعد خرقا فاضحا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار وتنكرا للالتزامات التي تعهد بها أمام الوسطاء والجهات الضامنة”.
وأضافت في البيان أن “استمرار إغلاق معبر رفح ومنع خروج الجرحى والمرضى وحركة المواطنين في الاتجاهين ومنع إدخال المعدات الخاصة اللازمة في عمليات البحث عن المفقودين تحت الأنقاض ومنع دخول التجهيزات والفرق المختصة بفحص الجثث والتأكد من هويتها سيؤدي إلى تأخير عمليات انتشال وتسليم الجثث”.
وأعلنت إسرائيل في وقت لاحق أنها استلمت جثتي رهينتين من الصليب الأحمر مما يعني تسلمها 12 جثة من أصل 28 بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وتسببت الحرب في كارثة إنسانية في غزة وشردت جميع سكان القطاع تقريبا. وأكد مرصد عالمي للجوع حدوث مجاعة بالقطاع بينما تعاني السلطات الصحية من ضغوط شديدة للتعامل مع المرضى والمصابين.
ويعكس الخلاف بشأن إعادة الجثث وشحنات المساعدات الإنسانية المنقِذة للحياةمدى هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار، ويهدد بعرقلة الاتفاق إلى جانب قضايا رئيسية أخرى مدرجة في خطة ترامب المكونة من 20 نقطة لإنهاء الحرب.
وبموجب الاتفاق، أفرجت حركة حماس عن جميع الرهائن الإسرائيليين العشرين الأحياء الذين ظلت تحتجزهم لمدة عامين، مقابل إطلاق سراح نحو ألفي معتقل وسجين فلسطيني في السجون الإسرائيلية.
* عقبات جسيمة أمام إنهاء الحرب
لكن إسرائيل تقول إن حماس تتباطأ في تسليم جثث الرهائن. وتقول الحركة إن العثور على بعض الجثث وسط الدمار الواسع في غزة يحتاج إلى وقت.
ويقضي الاتفاق بأن تعيد إسرائيل 360 جثة لمقاتلين فلسطينيين مقابل رفات الرهائن الإسرائيليين. وسلمت إسرائيل حتى الآن 15 من جثث المقاتلين مقابل كل جثة رهينة تسلمتها.
ومعبر رفح مغلق بشكل شبه تام منذ مايو أيار 2024.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار أيضا على زيادة المساعدات إلى القطاع، حيث قالت مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهي مرصد عالمي لمراقبة الجوع، في أغسطس آب إن مئات الآلاف من السكان يهددهم خطر المجاعة.
وبعد قطع الإمدادات في مارس آذار لمدة 11 أسبوعا، بدأت إسرائيل في السماح بدخول مزيد من المساعدات المقدمة إلى غزة في يوليو تموز واستمرت في زيادتها منذ وقف إطلاق النار.
وذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه منذ وقف إطلاق النار، دخل قطاع غزة يوميا نحو 560 طنا من الغذاء في المتوسط، وهو معدل أقل بكثير من حجم الاحتياجات.
ولا تزال هناك عقبات جسيمة أمام خطة ترامب لإنهاء الحرب. ولم تُحل بعد قضايا رئيسية تتعلق بنزع سلاح حماس وكيفية إدارة غزة، وتشكيل “قوة استقرار” دولية والخطوات اللازمة من أجل إقامة دولة فلسطينية.