أكد محمد صلاح على قيمته الكبيرة لمنتخب مصر بعدما أحرز هدفين مذهلين أمس الأربعاء ليضمن تأهل بلاده إلى كأس العالم لكرة القدم 2026، لكن مسيرته الدولية لم تشهد أي نجاح يذكر مقارنة بإنجازاته على مستوى الأندية.
وفي البداية وضع صلاح الكرة بذكاء بقدمه اليسرى قبل الحارس المندفع، ليضاعف تقدم مصر في وقت مبكر من مباراتها بالتصفيات ضد جيبوتي، قبل أن يضيف الهدف الثالث في الفوز 3-صفر بتسديدة مباشرة رائعة.
وكانت مصر تحتاج إلى نقطة واحدة فقط لضمان صدارة مجموعتها وحجز مكانها في نهائيات العام المقبل في أمريكا الشمالية، وكان من المتوقع دائما أن تفوز على الدولة الصغيرة المطلة على البحر الأحمر.
وهذا يعني أن صلاح (33 عاما) لديه فرصة للمشاركة في كأس العالم للمرة الثانية مع فريق لم يفز بأي لقب خلال مسيرته الدولية الممتدة على مدار 14 عاما.
وقد يكون الفوز بكأس العالم أمرا صعب المنال بالنسبة لمصر، لكن التأهل لنهائيات يونيو المقبل، سيزيد من آمال الفريق الكبيرة بالفعل عندما يذهب إلى كأس الأمم الأفريقية في المغرب في الفترة من 21 ديسمبر إلى 18 يناير .
* بطولة أفريقيا الخامسة لصلاح
سيشارك صلاح في كأس الأمم الأفريقية للمرة الخامسة، وربما تكون هذه فرصته الأخيرة في الفوز بلقب كبير مع مصر التي حققت آخر ألقابها القارية في عام 2010، أي قبل عام واحد من ظهوره الأول مع الفريق الملقب باسم “الفراعنة”.
وكان صلاح في الفريق الذي خسر في نهائي 2017 أمام الكاميرون، ومرة أخرى في نهائي 2022 أمام السنغال.
ويمكن القول إن أفضل فرصة لصلاح كانت عندما استضافت مصر البطولة في عام 2019، لكنها خرجت من دور الستة عشر، وهو المصير الذي حل بها مرة أخرى في النسخة الأخيرة في ساحل العاج، بعدما لعب صلاح مباراتين قبل أن يتعرض لإصابة في عضلات الفخذ الخلفية.
وسجل صلاح هدفي مصر في كأس العالم 2018 في روسيا، لكن الفريق خسر جميع مبارياته الثلاث في المجموعة ليودع البطولة مبكرا.
وبالنسبة لبطولة كأس العالم الماضية، أهدر صلاح ركلة ترجيح في الدور الفاصل أمام السنغال التي حسمت التأهل إلى قطر 2022.
* خوف المسؤولين من مكانة صلاح
كانت علاقة صلاح في بعض الأحيان متوترة مع مسؤولي منتخب مصر، إذ يشعرون في كثير من الأحيان بالترهيب من مكانته كبطل شعبي وبالتالي يعادونه. لكنه يصر على أنه لا يبالغ في إظهار ثقله.
وقال في مقابلة سابقة مع شبكة (سي.إن.إن) “عندما آتي لأخبركم بشيء، عليكم أن تعرفوا أنني أقوم بذلك فقط لأنني أريد أن أكون سعيدا.. وأن أقدم شيئا أكثر للمنتخب”.
وأضاف “ليس الأمر فقط أنني أخبركم لأظهر لكم أنني قوي. أنا لست قويا هناك. وصدقوني، لو كنت قويا هناك، لغيرت الكثير من الأشياء”.
وسجل صلاح 61 هدفا في 106 مباريات مع منتخب مصر، لكن خزانة ألقابه لا تحتوي إلا على ألقاب من مسيرته مع ليفربول في دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز.
وهذا ما سيسعى إلى تغييره في الوقت المحدود المتبقي له مع المنتخب المصري.