اعترض الجيش الإسرائيلي قبالة السواحل المصرية الأربعاء قوارب تابعة لأسطول مساعدات دولي جديد كانت متّجهة إلى غزة، بعد أيام من اعتراضه سفنا ومراكب أخرى كانت تسعى إلى “كسر حصار” الدولة العبرية للقطاع.
وبعدما أعلنت منظمة “أسطول الصمود العالمي” غير الحكومية التي تُنسق هذه المبادرة في منشور عبر منصة “إكس” أولا أنّ الجيش الإسرائيلي اعترض ثلاثة من قواربها هي “غزة سانبيردز” و”علاء النجار” و”أنس الشريف” وذلك “على مسافة 220 كيلومترا من سواحل غزة” في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، عادت وأفادت عبر موقعها الإلكتروني بأن الاعتراض طال السفن التسع كلها التي يضمها الأسطول.
ومن بين هذه السفن سفينة “كونشيسنس” (الضمير) التي كان على متنها، وفقا للمنظمة، أكثر من 90 شخصا بينهم صحافيون وأطباء.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية على إكس إنّ الأسطول قام بـ”محاولة عبثية” لـ”اختراق منطقة قتال”، مشيرة إلى أنّ الجيش “نقل السفن والركاب إلى ميناء إسرائيلي” على أن “يتمّ ترحيلهم بسرعة”.
وأكد “أسطول الصمود العالمي” أن قواربه كانت تنقل “ما قيمته 110 آلاف دولار من المساعدات على شكل أدوية وأجهزة تنفس ومنتجات غذائية مخصصة لمستشفيات غزة التي تعاني نقصا في الامدادات”.
وندد الأردن الثلاثاء باعتراض الأسطول.
وأكد الناطق الرسمي بأسم وزارة الخارجية فؤاد المجالي إن “الوزارة تتابع أوضاع المواطنَيْن الأردنيَّيْن اللّذَيْن كانا على متن سفينة الضمير ضمن أسطول الحرية المُتَّجِه إلى قطاع غزة” مشيرا إلى أن “الوزارة تحمل إسرائيل مسؤولية سلامتهما، وتُحذِّر من تعريضهما لأيّ أذى”.
واتّهمت تركيا إسرائيل مجددا الأربعاء بـ”القرصنة”، مشيرة إلى أن عددا من النواب الأتراك كانوا على متن القوارب الجديدة.
واعتبرت الخارجية التركية أن “التدخل في المياه الدولية ضد أسطول الحرية الساعي إلى كسر الحصار غير الشرعي وغير الإنساني المفروض على غزة هو عملية قرصنة”، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي أوقف عددا من النواب الأتراك.
ودعا عدد من المسؤولين الأتراك إسرائيل إلى أن تطلق “من دون قيد أو شرط” سراح ثلاثة نواب أتراك من حزب العدالة والتنمية الحاكم اعتُقلوا خلال اعتراض الجيش الإسرائيلي الأسطول الجديد.
- اعتقال مغني راب بلجيكي –
ودعا محامو 27 مواطنا فرنسيا على متن قوارب الأسطول الجديد في بيان إلى الإفراج الفوري عنهم.
وأفاد المحامون نينو أرنو وإلسا مارسيل وأدريان مواس وسارة سامور بأن “قوات الاحتلال الإسرائيلية اعتقلت تعسفيا 27 مدنيا فرنسيا كانوا على متن هذه القوارب الإنسانية، ولا تزال دولة إسرائيل تحتجزهم إلى اليوم بشكل غير قانوني”.
وأعلن محامو مغني الراب البلجيكي يوسف سوات صباح الأربعاء أن السلطات الإسرائيلية اعتقلت موكلهم الذي كان موجودا على متن إحدى سفن الأسطول.
ورأت المقررة الأممية الخاصة المعنية بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير ايرين خان الأربعاء أن على إسرائيل “ضمان سلامة جميع الأشخاص” على متن سفن الأسطول “وحقوقهم الإنسانية”.
واعتبرت خان في بيان أن “هذا الهجوم على المدنيين العُزّل في المياه الدولية يُعدّ انتهاكا آخر من إسرائيل للقانون الدولي”.
وكانت القوات الإسرائيلية اعترضت الأسبوع الماضي أكثر من 40 سفينة وقاربا تتبع لـ”أسطول الصمود العالمي” كانت تنقل مئات الناشطين أبرزهم السويدية غريتا تونبرغ، وتتجه نحو غزة بهدف نقل مساعدات و”كسر الحصار” الذي تفرضه الدولة العبرية على القطاع الفلسطيني منذ أعوام.
وقامت القوات البحرية باعتراض المراكب واحتجاز الناشطين ونقلهم الى إسرائيل، قبل أن يتم ترحيلهم. وأفاد كثيرون منهم بتعرّضهم لمعاملة سيئة.
وكان هذا الأسطول الذي يقول منظموه ومنظمة العفو الدولية إن اعتراضه حصل “بشكل غير قانوني”، يهدف إلى كسر الحصار الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس الإسلامية الفلسطينية على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
من جهتها، أكدت إسرائيل أن السفن “انتهكت منطقة محظورة”، مشيرة عبر وزارة خارجيتها إلى أنها “عثرت على نحو طنين فقط من المساعدات” على متن السفن التي حُوِّلت وجهتها قسرا إلى ميناء أسدود الإسرائيلي.