أمينة خيري
ما مصير «حماس».. بعيداً عن المثالية والحنجورية وخاصية النسيان؟ ما مصير «حماس» على أرض الواقع؟
مهما كان الوضع الحالي ضبابياً، ويصعب توقع نهاياته ومآلاته. يجب أن تكون هناك سيناريوهات متصوَّرة.. بناء على معلومات وتكهنات سياسية واستراتيجية وأمنية، يضعها خبراء لا أدعياء، ومتخصصون لا مؤثرون، وساسة لا رجال دين، وواقعيون لا حالمون أو مؤدلجون أو متمنون أو خاسرون أو منتفعون.
مصير «حماس» أمر حيوي. أبعاده السياسية والأمنية، وبالطبع الأيديولوجية، كثيرة، ولا تقف عند حدود القضية الفلسطينية، أو ما تبقَّى منها، وليس مقتصراً على حدود غزة.. بغضِّ النظر عن مصيرها الجاري إعداده.. بينما نتحدث. وأقرب الآثار ستُلقي بظلالها على مصر والمصريين.
وسواء كان بيننا من يؤيد «حماس»، ويعتبرها أعظم حركة مقاومة في التاريخين المعاصر والقديم، أو من يعارضها.. والأسباب كثيرة. وسواء كان بيننا من يدعمها – لأن جذورها ثابتة بازغة خالدة في جماعة «الإخوان المسلمين» – أو من لا يتفق معها.. لأنه ضد خلط الدين بالسياسة.. بالمقاومة.. بالقضية.. بالأرض.. بالمصير.
وسواء كان بيننا من يرى أن عملية السابع من أكتوبر.. أيقظت القضية من سباتها، أو من يرى أن عملية السابع من أكتوبر.. قتلت أكثر من 65 ألف رجل وامرأة وطفل، وأصابت أكثر من 166 ألفاً.. من أهل غزة، ودمرت بنيتها التحتية والفوقية؛ معتبراً حسابات العملية خاطئة.. ومتهورة.. وصبيانية.
سواء كنا هؤلاء أو أولئك، يجب أن نستعد لمصير «حماس».. في ضوء مجريات العامين الأخيرين، وهو المصير الذي يبدو أن ملامحه وعلاماته تتشكل الآن.
وهذه دعوة صادقة من العقل بأن نتخلى – مؤقتاً – عن التصورات العاطفية والدينية، ونعتنق – مؤقتاً – منهجاً عقلانياً واقعياً عملياً، يُمكننا من الاستعداد لآثار وتبعات مصير «حماس» علينا.
المسألة ليست مجرد ملجأ مكاني.. يستقبل من تبقَّى من قادة الحركة، أو بلد يفتح أذرعه.. للصف الثاني من القيادات والمقاتلين وأسرهم، أو إخضاع من تبقوا من سكان غزة.. لعمليات مسح، لمعرفة من يتبع «حماس» ويدين لها بالولاء، ومن لا يتبعها، أو تبحُّر في فكر الحركة، والتحقق إذا ما كانت تغيرات – أو تعديلات أو مراجعات – طرأت على دستورها المتوارث.. في ضوء الأحداث الجسام على مدار العامين الماضيين.
يظن البعض أن مستقبل الحركة سيتم تحديده عبر تنصيب فلان.. بدلاً من قائد حمساوي قُتِل. أو تدريب هؤلاء.. بدلاً من مجموعة تفرقت من كتائبها. ويظن البعض أن ما يتم إطلاقه من تصريحات – من قبَل الحركة – مثل «الحركة تزداد قوة، مع تصاعد تعرضها للاغتيالات والعدوان»، أو «حماس وُلدت لتبقى.. إلى أبد الآبدين» وغيرها.. حقائق مؤكدة، ولا تعتبر مخيلته أنها ربما تصريحات.. الغرض منها الشد من أزر الحركة نفسها أو بروباجاندا حرب.
مصير «حماس» – بغضِّ النظر عن مواقفنا مع أو ضد الحركة – جزء لا يتجزأ من أمن مصر. ووجود شبه اتفاق كوني.. على ألا يكون للحركة دور في مستقبل غزة، لا يعني أبداً ألا نستعد لما هو قادم.
نقلاً عن «المصري اليوم»