تقف هبة كرم داخل كشك الكتب الخاص بها في “سور الأزبكية” التاريخي بالقاهرة بعد تجديده وتطويره وهي تشعر بأن المكان في ثوبه الجديد أعاد للكتب رونقها.
وقالت في مقابلة مع رويترز إن البائعين كانوا يعرضون الكتب على الأرض في موقع السور القديم قبل تطويره.
وأضافت “لما اتعمل المكان الجديد ده خصص للكتاب احترامه وإن هو يبقى له مكان خاص به، الأول إحنا كنا في عشوائية، كنا في وسط زحمة مكنش لينا أي طابع من الاحترام، الزبون كان بيهرب مننا إنما هنا رجع رونق الكتاب تاني في المكان الجديد ده”.
وأعيد افتتاح سور الأزبكية للكتب، وهو معلم بارز في الحياة الثقافية المصرية منذ عام 1907، بعد تجديدات شاملة بالتنسيق مع وزارة الإسكان.
وقال علي عبد العاطي سليمان، وهو صاحب كشك “سور الأزبكية مر بمراحل كتير، من فرش على الأرض للتراب لعربيات الرش ومطاردة الحكومة للأكشاك، وآخر مرحلة دلوقتي هي المرحلة الحديثة دا نظام أوروبي راقي جدا مزود بحديقة في مدخل السور لعمل الاحتفالات وعمل المؤتمرات الصحفية أو الاجتماعات الثقافية والاجتماعية والأدبية، وسقف جمالون جميل جدا، وبلوكات للأضواء والأنوار والكلام من ده حلو وجميل جدا”.
وتحول السور تحولا جذريا الآن وأصبح يضم 133 كشكا جديدا وممرات منظمة تحمل أسماء رموز الأدب المصري، مثل نجيب محفوظ وطه حسين.
وقال يامن وحيد عضو لجنة الدعم الفني بوزارة الإسكان المصرية “إحنا في كل المحاولات السابقة في تطوير حديقة الأزبكية أو القاهرة الخديوية (كان هدفنا) نرجع كل العناصر وخصوصا العناصر الهامة، وسوق الكتب كان دايما أحد العناصر الهامة إللي بترتبط بحديقة الأزبكية، ولأن الكتاب مهم جدا ولأنه هو إللي بيعبر عن مقياس الحضارات والتطور العلمي فإحنا كنا مهتمين إن إحنا نرجعه بأحسن وسيلة متاحة وبأفضل طريقة ممكنة وعلشان كده عملنا مسابقة بين طلبة الجامعات وخلناهم يعملوا تصميم، ومن التصميمات بتاعتهم استقينا الشكل الحالي بما لا يتعارض مع النسق التاريخي ولا الشكل المعماري العام للقاهرة الخديوية”.
ويأتي المشروع في إطار خطة أكبر لإحياء القاهرة الخديوية، ويؤكد المسؤولون على أن السور لا يزال عنصرا مهمة في هوية حديقة الأزبكية.
وقالت الزائرة نادية حسن “فوجئت بالجمال ده، فوجئت بالإبداع إن أنتم حافظتوا على المكان في نفس مكانه بنفس تاريخه بس بشكل أجمل وأفضل، إن الله جميل يحب الجمال، فده شيء جميل، ده أثر جميل بالنسبة للبلد والتاريخ”.