Times of Egypt

سلام ترامب!

M.Adam
عبدالقادر شهيب 

عبدالقادر شهيب

قيل إن ترامب قدَّم لقادة دول عربية وإسلامية.. خطة لإنهاء الحرب الوحشية ضد أهل غزة، وإقرار السلام في المنطقة، مع ترويج التفاؤل بإمكانية تحقيق هذه الخطة قريباً. 

لكننا مع ذلك – ومن سابق خبرة العامين السابقين – لا نستطيع الاستسلام للتفاؤل.. هكذا بسهولة.

والسبب ليس فقط.. لأن ترامب يغيِّر كلامه في اليوم عدة مرات، أو لأن إسرائيل لم تقل كلمتها في هذه الخطة، وليس مستبعداً أن تقول لا، ما دامت أمريكا تقول إنها دولة ذات سيادة، ولا تستطيع أن تفرض عليها شيئاً. إنما لأن بعض المبادئ الواحدة والعشرين – كما حددها ويتكوف – غامضة، وغير واضحة أو محددة، وستخضع في الغالب لمباحثات مضنية.

وأول الأمور، يتعلق بالإفراج عن كل المحتجزين الاسرائيليين في غزة، الذي ترى «حماس» أنه يتعين أن يكون مرتبطاً بالانسحاب الإسرائيلي من القطاع. وعن هذا الانسحاب، قالت الخطة إنه سيكون تدريجيا، ولم تتضمن له مدى زمنياً، وهل يكون على مدى شهور أو مدى سنوات!

كما أن الخطة أشارت إلى تواجد عناصر أمن.. من دول عربية وإسلامية في القطاع – مع عناصر فلسطينية – وسمحت بدور غير واضح أو محدد.. للسلطة الفلسطينية في القطاع. وهذا كله يحتاج لتباحث حوله.. قد يطول، ومعرّض للرفض الإسرائيلي؛ خاصة وأن هناك رفضاً مصرياً.. لتواجد قوات أجنبية في القطاع، وتقوم مصر الآن بتدريب عناصر فلسطينية لتقوم بذلك.

كذلك فإن الخطة ترمي بعبء تمويل إعادة الإعمار للقطاع.. على عاتق الدول العربية والإسلامية فقط، بينما الخطة المصرية – التي وافق عليها العرب – تستهدف تمويلاً دولياً. والأهم والأخطر، أنه لم تتضمَّن خطة ترامب.. كيف سيتم هذا الإعمار؟ هـل بناء على أفكار ترامب؟ أم الأفكار المصرية والعربية؟

باختصار، ما قدمه ترامب.. هو مجرد أفكار عامة، وليس خطة متكاملة للسلام في المنطقة. 

… ويختفي منها أهم شيء، وهو حل الدولتين.. الذي يعد جوهرا للسلام في المنطقة.

نقلاً عن «فيتو»

شارك هذه المقالة