Times of Egypt

أمم متحدة تقودها إيفانكا ترامب!

M.Adam
عبدالله عبدالسلام 

عبدالله عبدالسلام

في ذكرى تأسيسها الثمانين، تبدو الأمم المتحدة أقرب إلى «عصبة الأمم» (1920- 1946)، التي فقدت مبررات وجودها.. بعد فشلها في منع الحروب؛ خاصة الحرب العالمية الثانية، ووقفت تتفرج على غزو إيطاليا لإثيوبيا، واليابان لمنشوريا، وتهاوت قدرتها على فرض قراراتها وعقوبتها. الأمم المتحدة – التي تبدأ واختتمت اجتماعات جمعيتها العامة هذا الشهر، تعاني نفس الأعراض والأمراض. ألم تجعلها القوى الكبرى – خاصة أمريكا – أشبه بسوق عكاظ أو هايد بارك.. مجرد منتدى للخطب لا الأفعال؟! ألا تتفوق قوة ونفوذ «الفيتو» الأمريكي.. على كل نشاطات المنظمة الدولية؟!

تعرضت الأمم المتحدة – منذ بدء عملها في أكتوبر 1945 – لأزمات هائلة. لقي أمينها العام داج همرشولد مصرعه.. في سقوط طائرة عام 1961، خلال أزمة الكونغو المتفجرة آنذاك. ضرب خرشوف بحذائه المنصة، خلال إلقائه كلمة بمقرها. غزت أمريكا العراق 2003، دون أن تعيرها اهتماماً. لكن ما تمر به حاليا – في ظل رئاسة ترامب لأمريكا – غير مسبوق.

الرؤساء الأمريكيون – خاصة الجمهوريون – يرفضون إعطاء دور كبير للأمم المتحدة، ويتهمونها بأنها تريد أن تكون حكومة العالم، وأن تدخلها يُضر أكثر مما يفيد. ترامب زاد على ذلك، بأن أغلق «حنفية» الأموال.. التي تقدمها بلاده للمنظمة الدولية؛ بما يعني أنها قد تواجه الإفلاس قريبا. مجلس الأمن وصل إلى طريق مسدود.. بفضل «الفيتو» الأمريكي.

مجلة «الإيكونوميست» وضعت 3 سيناريوهات.. تحدد مستقبل الأمم المتحدة. الأول أن تكون مناهضة أو «مارقة».. بالنسبة لأمريكا. أي أن تمضي قدما في عملها، دون أخذ مواقف واشنطن في الاعتبار. العالم كله تقريبا يتفق على رأي واحد.. إلا أمريكا. الجميع يقولون إن ما يحدث في غزة إبادة جماعية، بينما هي فقط.. ترفض، وتمنع مجلس الأمن من القيام بعمله. هذا السيناريو «الأقصى» غير متوقع، وربما مستبعد. السيناريو الثاني عدم إغضاب أمريكا، وأن تحذو الدول الكبرى حذوها، أي أن تمتنع، أو تقلل.. من قيمة حصصها المالية، وتتلكأ في دفعها، ويتم ترك المنظمة لمصيرها. أما السيناريو الثالث، فهو أن تكون «أمم متحدة ترامبية»؛ بمعنى أن تصبح أقرب لإدارة.. من إدارات الخارجية الأمريكية، ينفذ فيها ترامب أفكاره وسياساته. 

وفي هذه الحالة، ستهتم بنشر السلام فقط، ولا علاقة لها بمحاربة الفقر والجهل والمرض. كل هذا.. سيوفر أموالاً هائلة، ويجعل واشنطن غير ملتزمة بأي دعم إنساني للدول الأكثر فقرا.

الشهور القليلة المقبلة.. حاسمة في مستقبل الأمم المتحدة. الأمين العام الحالي جوتيريش ستنتهي مدته عام 2027، لكن إجراءات اختيار خليفة له.. ستبدأ قبل نهاية العام الجاري. واشنطن تريد مغادرته بأسرع وقت ممكن. تعتبره عقبة أمام إصلاح المنظمة الدولية. المرشح المرغوب منها هو الأرجنتيني رافاييل جروسي – المدير العام الحلي للوكالة الدولية للطاقة الذرية – الذي يلبي كل طلباتها في الوكالة. تعامله مع الملف النووي الإيراني.. خير دليل. 

لكن هناك حديث عن مرشح غير تقليدي، هو إيفانكا ابنة ترامب. المبرر، أن العالم يمر بأوقات صعبة، تتطلب حلولا خارج الصندوق. عندها سيرضى ترامب، وقد يوافق على إطالة عمر الأمم المتحدة، ويسمح لها بدور الشريك الصغير.. في إدارة شؤون العالم.

نقلاً عن «المصري اليوم«

شارك هذه المقالة