عبدالقادر شهيب
بعد اختراق المُسيرات الروسية أجواء بولندا، تكرَّر المشهد ذاته في رومانيا، وهذا تحرُّش روسي واضح بحلف الناتو. وهو تحرُّش مقصود ومتعمَّد.. من قبَل بوتين، الذي قال ترامب إن صبره نفد منه، وأنه في سبيله لفرض مزيد من العقوبات الأمريكية على روسيا!
والأغلب، أن روسيا تختبر بما يفعله الناتو.. وقد تبيَّن لها أن الحلف الغربي مرتبك في رد فعله لاختراق المُسيرات الروسية سماء بولندا، ومررت الأمر في رومانيا. وعزَّز ذلك رد فعل ترامب أيضاً؛ فهو لم يستبعد احتمال اختراق المسيرات الروسية عن طريق الخطأ، وبشكل غير مقصود، أو أنه متعمَّد!
وربما كان ذلك سبباً لضعف رد فعل الناتو، فإن الحلف لن يتخذ خطوة تجاه روسيا.. لا ترحب بها واشنطن، أو تكون غير متحمسة لها.. رغم أن ترامب نفذ صبره من بوتين، وأيضاً رغم إعلان ترامب عزمه فرض عقوبات اقتصادية جديدة ضد روسيا!
إن ترامب – على عكس الاوربيين – ما زال يأمل في إبعاد روسيا عن الصين – التي يعتبرها العدو رقم واحد لأمريكا – بينما أوروبا تعتبر عدوها الأول روسيا؛ لأنها تخشاه، وتخاف من طموحات بوتين العالمية، وتعتقد أنه – بعد أوكرانيا – يمكن أن يهددها.. دولة بعد أخرى. وتتبنى كل من ألمانيا وفرنسا هذه الرؤية. وكلتاهما تتزعمان أوروبا الآن.
ولذلك يعاني الناتو من ارتباك تجاه حدث المسيرات الروسية – التي اقتحمت سماء بولندا ثم سماء رومانيا – وبالتالي.. قد تظهر تلك المسيرات في سماء دول أوروبية أخرى، وفي دول شرق أوروبا، التي كانت ساحة للنفوذ السوفيتي أيام الاتحاد السوفيتي.
نقلاً عن «فيتو»