Times of Egypt

إسرائيل تدمّر برجا جديدا في مدينة غزة وترامب يوجّه «إنذارا أخيرا» لحماس

M.Adam
المساعدات في غزة.. فريسة للفوضى والعشوائية

دمّر الجيش الإسرائيلي الأحد برجا سكنيا في مدينة غزة هو الثالث في غضون ثلاثة أيام، في حين وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب “إنذارا أخيرا” لحماس، مشدّدا على وجوب أن توافق الحركة الفلسطينية على صفقة للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.

في الأثناء، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن الدولة العبرية “تعمّق” هجومها في كبرى مدن القطاع الفلسطيني المحاصر حيث تدور الحرب مع حماس منذ 23 شهرا.

ولم تعلن إسرائيل رسميا بدء هجوم واسع للسيطرة على غزة، لكن المدينة الأكبر في القطاع، تشهد منذ أسابيع تكثيفا للقصف والعمليات العسكرية. وبدأ الجيش هذا الأسبوع توجيه إنذارات بإخلاء مبانٍ عالية في المدينة، متهما حماس باستخدامها لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية.

وقال الجيش الأحد إنه “هاجم مبنى متعدد الطوابق كانت تستخدمه حماس”، متهما عناصرها بأنهم وضعوا داخله “وسائل جمع استخبارات… ونقاط استطلاع بهدف مراقبة أماكن وجود” قواته.

والبرج المستهدف هو عمارة الرؤيا في حي تل الهوى بجنوب غرب غزة. وهو ثالث مبنى متعدد الطبقات تدمّره ضربات إسرائيلية منذ الجمعة بذريعة استخدامه من جانب حركة حماس لأغراض عسكرية، بعد برجَي المشتهى والسوسي.

وأظهرت لقطات لوكالة فرانس برس تعرّض المبنى لضربتين صاروخيتين على الأقل، أدتا الى اندلاع كرة لهب ضخمة وتصاعد دخان كثيف. وفي لقطات لاحقة، بدا المبنى وقد سوّي بالأرض بشكل كامل.

وقال محمد النزلي، وهو من سكان حيّ تل الهوى، لفرانس برس إن “صوت القصف (كان) مثل الزلزال”.

وأضاف “ارتعبنا بكل معنى الكلمة. الدخان ملأ المنطقة لم نستطع التنفس”.

ودمّرت الغارات البرجين الآخرين الجمعة والسبت، مع تكثيف الجيش الإسرائيلي عملياته بعدما أقرت الحكومة خطة للسيطرة على مدينة غزة حيث الكثافة السكانية الأعلى في القطاع.

وكان الجيش كرّر الأحد طلب إخلاء برج الرؤيا ومحيطه، مؤكدا أنه يعتزم قصفه “نظرا إلى وجود بنى تحتية إرهابية لحماس داخله أو بجواره”.

وأفاد مستشفى القدس في مدينة غزة باستقبال “شهيد جراء قصف الاحتلال عمارة الرؤيا في تل الهوى”.

– “إنذار أخير” –

وقال الرئيس الأميركي الأحد إنه وجّه “إنذارا أخيرا” لحماس، وجاء في منشور لترامب على منصته تروث سوشال “لقد قبل الإسرائيليون شروطي. حان الوقت لكي تقبل حماس كذلك. لقد حذرت حماس من عواقب عدم القبول”، وتابع “هذا هو إنذاري الأخير”.

وكان ترامب وجّه إنذارا مماثلا إلى الحركة في آذار/مارس، بعد لقائه ثمانية من الرهائن المفرج عنهم من قطاع غزة.

وجاء ذلك بعد ساعات من تأكيد نتانياهو أن قواته “تعمّق” هجومها في مدينة غزة ومحيطها.

وقال في اجتماع وزاري “نحن نعمّق المناورة على مشارف مدينة غزة وداخل المدينة نفسها”.

وأضاف “ندمّر البنى التحتية الإرهابية، ونفكك الأبراج الإرهابية المحددة”، مشيرا الى أن حوالى 100 ألف من سكان مدينة غزة غادروها.

واضطرّت الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، الغالبية العظمى من سكان القطاع الذين يزيد تعدادهم على مليوني نسمة، للنزوح مرات عدة.

ووفق الأمم المتحدة، يعيش قرابة مليون شخص في مدينة غزة ومحيطها. ويؤكد كثيرون أنهم لن يتركوا لعدم وجود أماكن “آمنة” في القطاع حيث يسود دمار هائل وأزمة انسانية.

وقال مصطفى الجمال المقيم في مدينة غزة السبت “إلى أين نذهب؟ لا نملك مالا، ولا خيمة، ولا منزلا، ولا طعاما”.

وطلب الجيش السبت من السكان إخلاء مدينة غزة والتوجه الى “منطقة إنسانية” في المواصي (جنوب) والتي قال إنها تشمل “بنية تحتية إنسانية” ويتم تزويدها الغذاء والدواء.

– 31 قتيلا الأحد –

في غضون ذلك، أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل بأن “حصيلة الشهداء إثر القصف الاسرائيلي منذ فجر اليوم (الأحد وصلت) إلى 31 شهيدا”.

أسفر هجوم حماس في العام 2023 عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن مقتل 64455 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفق أحدث أرقام أوردتها وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

ومن بين 251 شخصا اختُطفوا في هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما زال 47 محتجزين في غزة، 25 منهم لقوا حتفهم، وفق الجيش.

وأثارت خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة مخاوف على مصير الرهائن. وكثّف ذووهم الاحتجاجات للمطالبة بإبرام اتفاق يتيح الافراج عنهم.

وفي جنوب إسرائيل، أفاد الجيش الأحد بسقوط طائرة مسيرة أطلقت من اليمن، ما أسفر عن إصابة شخص بجروح طفيفة بحسب جهاز الإسعاف.

وأعلن الجيش أنه اعترض ثلاث طائرات أُطلقت من اليمن، قبل أن يؤكد في بيان ثانٍ أن طائرة رابعة “سقطت… في منطقة مطار رامون. لم تُطلق صفارات الإنذار، والحادثة قيد المراجعة”.

من جهته، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع إطلاق ثماني مسيّرات على أهداف في إسرائيل، من بينها مطار رامون في صحراء النقب.

ومنذ بدء الحرب في غزة، يطلق الحوثيون صواريخ بالستية وطائرات مسيّرة باتجاه الدولة العبرية بانتظام، وغالبا ما يتمّ اعتراضها. كما يشنّون هجمات في البحر الأحمر على سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، واضعين ذلك في إطار إسناد غزة.

وتردّ إسرائيل بضربات تستهدف مواقع للحوثيين وبناهم التحتية وقادتهم.

وأثارت الظروف الانسانية التي بلغت حد إعلان الأمم المتحدة رسميا المجاعة في غزة، ضغوطا دولية على إسرائيل لوضع حد للحرب. وأعربت دول غربية عن عزمها الاعتراف بدولة فلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر الجاري.

والأحد، حذّر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر من هذه الخطوة.

وقال “الدول التي دفعت نحو ما يسمى الاعتراف بدولة فلسطين مثل فرنسا والمملكة المتحدة، ارتكبت خطأ جسيما”، مضيفا “لا يمكن فصل مسألة الدولة عن السلام، لأن ذلك سيجعل تحقيق السلام أكثر صعوبة… لا يمكن التوصل إلى اتفاق سلام في المستقبل إلا في سياق ثنائي”.

وحذّر من أن الاعتراف “سيدفع إسرائيل أيضا إلى اتخاذ قرارات أحادية، الأمر الذي سيكون خطأ جسيما”.

ولم يوضح ساعر الخطوات التي قد تتخذها إسرائيل، لكن تصريحاته تأتي مع تزايد تلميحات مسؤولين إلى احتمال ضمّ مساحات من الضفة الغربية المحتلة.

وشدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على “رفض الأردن المطلق لأية إجراءات إسرائيلية لضم الضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين”، بحسب بيان للديوان الملكي على هامش زيارة قام بها الى الإمارات حيث التقى رئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

شارك هذه المقالة