شهدت بريطانيا الأحد احتجاجات جديدة معظمها سلمية خارج فنادق تؤوي طالبي لجوء، بعد يومين من قرار محكمة استئناف إعادة السماح باستقبالهم في أحد الفنادق في شمال لندن.
وتجمع مئات الأشخاص خارج فندق بيل في إيبينغ شمال العاصمة البريطانية مساء الأحد للمطالبة برحيل طالبي اللجوء.
وارتدت فتاة محتجة قميصا كتب عليه “أعيدوهم إلى ديارهم، أرجوكم احموني”، ورفع فتى لافتة كتب عليها “رحّلوا المجرمين الأجانب”.
وحمل العديد من المتظاهرين الأعلام البريطانية والإنكليزية.
وشهدت البلاد طوال فصل الصيف تجمعات اتسمت أحيانا بالتوتر أمام فندق بيل والعديد من الفنادق الأخرى.
وبدأت الأحداث بعدما اتُّهم أحد طالبي اللجوء بمحاولة تقبيل فتاة تبلغ 14 عاما في إيبينغ، وهو ما ينفيه.
وكان طالب اللجوء الإثيوبي البالغ 38 عاما قد وصل إلى إنكلترا على متن قارب صغير عبر قناة المانش.
وأوضح ديف أوستن، وهو أحد المتظاهرين، لوكالة فرانس برس أسباب “توتر” السكان، برأيه، وهي عدم معرفة ماضي” طالبي اللجوء في الفندق.
كذلك، تقع مدارس على مسافة قريبة من الفندق، وبالتالي فإن “الأهالي يشعرون بالقلق” مع اقتراب بداية العام الدراسي و”على الأرجح سيوصلون أولادهم (إلى المدارس) بدلا من السماح لهم بالسير” قرب المؤسسة.
ونجح مجلس بلدية إيبينغ في الحصول على حظر قضائي موقت على إيواء طالبي اللجوء في فندق بيل. إلا أن محكمة استئناف لندن ألغت الحظر الجمعة.
والأحد أوقف ثلاثة أشخاص، وفق ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس في الموقع، عندما تجمع متظاهرون أمام مجلس إيبينغ.
من جهة أخرى، تجمع أيضا نحو 100 متظاهر ظهر الأحد دعما لطالبي اللجوء خارج فندق في حي كاناري وارف في لندن.
ورفعوا لافتات كتب عليها “حاربوا العنصرية” و”أوقفوا اليمين المتطرف”، وهتفوا “اللاجئون مرحب بهم هنا”.
وكان متظاهرون مناهضون للهجرة حاضرين أيضا.
وقالت شرطة لندن إن “عددا قليلا من المتظاهرين الملثمين أصبحوا عدوانيين تجاه المارة والشرطة”، مشيرة إلى أنها أوقفت أربعة أشخاص.
وفي نهاية حزيران/يونيو، كان يتم إيواء أكثر من 32 ألف طالب لجوء في ما يزيد قليلا عن 200 فندق.
وتعهدت حكومة حزب العمال التخلص تدريجا من هذا النوع من الإيواء بحلول العام 2029، نظرا إلى كلفته المرتفعة.
ويتعرض رئيس الوزراء كير ستارمر الذي تعهد محاربة الهجرة، لانتقادات لاذعة، لا سيما من حزب “ريفورم يو كيه” اليميني المتطرف الذي يتصدر استطلاعات الرأي.
ومنذ مطلع العام، وصل أكثر من 29 ألف مهاجر إلى إنكلترا بعد عبور قناة المانش على متن قوارب صغيرة.