عبدالقادر شهيب
معالي وزير السياحة والآثار.. تمنَّى أن يكون فيديو المتحف الكبير، فرصةً لانتهاء ثقافة «معلش»!
ونحن معه. وبما أن الناس – كما نردد ونقول – على دين ملوكهم، فنحن نتمنَّى أن تتخلى الحكومة – التي معالي الوزير عضو فيها – عن هذه الثقافة؛ لإنها تمارسها أكثر من المواطنين.
مثلاً.. أننا أفرطنا في الاعتماد على الأموال الساخنة، وهو ما عرَّضنا، عندما هجرتنا.. لأزمة كبيرة؛ أدَّت إلى تخفيض معدل النمو الاقتصادي، وهبوط كبير للجنيه، وبالتالي إلى ارتفاع التضخم. ومع ذلك، لم يحاسب أحد. بل الأكثر من ذلك، أننا عدنا لسد الفجوة الدولارية.. بالأموال الساخنة، وكأنها تقول: «معلش» عما سلف!
وعندما تزيد الحكومة أسعار المنتجات البترولية، فهي تقول للناس.. «معلش» لإنها تحملهم عبء تخفيض دعم حساباً دفترياً، لم يحصلوا عليه، ولم يستفيدوا منه. وإنما زاد نتيجة انخفاض الجنيه، وهذا الانخفاض.. هو نتاج السياسات الاقتصادية للحكومة.
أيضاً مع ارتفاع التضخم، والتهاب الغلاء.. لاذت الحكومة بالصمت، وعندما تكلمت.. طالبت الناس بالتحمل والصبر، لأن ثقافة «معلش» هي السائدة لديها.
وعندما بدأ الدولار يهبط.. في السوق الرسمية، فقد اكتفت بالإعراب عن رغبتها بانخفاض الأسعار. وخرج وزير ليقول: إن الحكومة لا تستطيع أن تطلب من التجار تخفيض الأسعار، وكأنها تقول للناس الذين يعانون من الغلاء: «معلش»!
ويمكننا أن نرصد أمثلة أخرى عديدة، خاصةً في المجال الاقتصادي لانتهاج الحكومة ثقافة «معلش».. لذلك الأولى أن يطلب معالي الوزير من الحكومة – قبل الناس – التخلي عن هذه الثقافة.
نقلاً عن «فيتو«