عبدالقادر شهيب
ما علاقة الدين والإيجار القديم؟! الإجابة.. لا توجد علاقة بالطبع.
لكن أحد دعاة الفضائيات.. حرَّم الإيجار القديم، وطالب المستأجرين بالإخلاء الطوعي لمساكنهم، وعدم انتظار الإخلاء القسري.. الذي قرر لهم بموجب القانون الجديد للإيجار القديم، وذلك مثلما فعل هو شخصياً!
هل هذا معقول؟!
إيجارات الوحدات السكنية.. أمر دنيوي بحت، ولكن هذا الرجل يفعل ما رفضناه من الإخوان والسلفيين أيضاً، وهو تديين الإدارة والسياسة والاقتصاد. فهل نحن صرنا نقبل الآن.. بما رفضناه من الإخوان؟!
يا سادة، لا تفسدوا الدين.. بتديين أمور دنياكم، التي قال الرسول محمد.. إنكم أعلم بها من رجال الدين، إن الحكومة – التي تمسكت بقانون الإيجار القديم؛ خاصة بمادة تحرير العلاقة الإيجارية بعد سبع سنوات – ليست بحاجة إلى دعمكم ومساندتكم. هي – بدونكم – فعلت ما تبغي وتريد؛ وخاصة تحرير العلاقة الإيجارية.. فهلا أتحفتمونا بسكوتكم؟!
إن الحكومة – بدون الدين – فعلت ما تريد في دنيا الإسكان، ولم تطلب منكم عوناً أو مساندة، اسكتوا.. يرحمكم الله، وغفر لكم ولنا ذنوبنا. فلا يصح أن نستنكر على الإخوان شيئاً.. ونأتيه نحن. ولا يُقبل أن نرفع شعارات فصل الدين عن السياسة، ونخلط بينهما.. على هذا النحو المعيب.
وإذا كنت يا سيدي أحد دعاة الفضائيات.. تعتبر الإيجار القديم حراماً، وتخليت لذلك عن مسكن لك، فهذا شأنك، ولا تطالب الناس بمحاكاته. فإنك تملك – أو تقدر أن تملك – العديد من المساكن البديلة، أما من تطالبهم بالإخلاء الطوعي لمنازلهم، فليس بمقدورهم توفير بديل، ولو غير مناسب لمساكنهم القديمة.
نقلاً عن «فيتو»