عبدالقادر شهيب
ثمة رابطة قوية.. تجمع بنات وأبناء كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة.. منذ إنشائها في ستينيات القرن الماضي وحتى الآن. وذلك صاغ موقفي تجاه الدكتور بدر عبد العاطي، قبل أن أتعرف عليه شخصياً.. لأنه تجمعنا كلية واحدة، رغم فارق زمن التخرج الكبير.
وقد تعرفت على الدكتور بدر عبد العاطى.. قبل سفره بأيام قليلة إلى ألمانيا، بعد أن عُيِّن سفيراً بها، وهى من السفارات المهمة لنا.. التى يتم اختيار الدبلوماسيين المتميزين لها. وقد تم التعارف عندما دعاه الصديق العزيز دكتور أندريا زكي – رئيس الطائفة الإنجيلية بالبلاد، والهيئة القبطية الإنجيلية – ودعانى معه، والصديقة العزيزة سميرة لوقا، على غداء بأحد فنادق القاهرة.. لتوديعه قبل السفر لألمانيا.
وقد سعدت عندما تولى الدكتور بدر مسؤولية وزارة الخارجية المصرية.. وهي مهمة كبيرة، ولاحظت ولاحظ كثيرون غيري.. أن نشاطاً دبَّ في أوصال الوزارة؛ فقد صارت أكثر اهتماماً بمتابعة كل تغيرات وتطورات الأحداث التي تهمنا، وتشغل بال المصريين وتؤرقهم.. أحياناً. وصارت مصر الآن حاضرة بمواقفها؛ في كل القضايا التى تهمها وترتبط بمصالحها وأمنها القومي، إقليمياً وعالمياً.
كما لاحظت – ولاحظ كثيرون غيري – أن بيانات الوزارة أضحت أكثر شجاعة وقوة ووضوحا، وأكثر قبولاً لدى الرأي العام المصري، الذين يريد اشتباكاً فعالاً لوزارة الخارجية.. مع قضايانا وقضايا الإقليم والعالم، وهذا يحسب للدكتور بدر عبد العاطي – الذي يقدم للصحفيين في المؤتمرات الصحفية – كل ما يسعون لمعرفته.
وهذه شهادة من زميل دراسة عجوز يا دكتور بدر.. وجدت ألا أحجبها عمن يُشرِّفون بمتابعة مقالي هنا يومياً؛ فكما نرصد السلبيات التي تستفز الرأي العام، فمن واجبنا أن نشيد بالايجابيات، هكذا تعلمت علي مدى أكثر من نصف قرن.. من الكتابة في مطبوعات قومية وخاصة وحزبية، ومصرية وعربية.
وأنتهز هذه الفرصة أيضاً لأقول للدكتور بدر عبد العاطي.. إننا – في اللجنة المصرية لتضامن شعوب أفريقيا وآسيا؛ أهم وأقدم لجنة في منظمة التضامن – سوف تنظم مؤتمراً للمنظمة بالقاهرة الخريف.. للتصديق على اختيارها الدبلوماسي القدير – وأحد قيادات الخارجية – السفير محمد العرابي رئيساً.. للمنظمة، خلفاً للدكتور حلمي الحديدي الذي استقال لأسباب صحية، وانتخاب سكرتير عام جديد.. خلفاً للمرحوم نوري عبد الرازق، لاستكمال هياكلها التنظيمية.
وسيكون حضور الدكتور بدرعبد العاطي المؤتمر.. أمراً مهماً، لتفعيل وتنشيط هذه المنظمة الشعبية المهمة – التي نشأت في ظل الحرب الباردة – والحرب التجارية العالمية حالياً.. تُجدِّد أهمية وجودها، واحتضان القاهرة لها.
لقد كانت منظمة تضامن الشعوب الآفريقية والآسيوية.. داعماً قوياً للسياسة الخارجية المصرية، ولعل ذلك دفع عبد الناصر للتعجيل بتأسيس اللجنة المصرية للتضامن، وكان أول رئيس لها الرئيس الأسبق أنور السادات.
نقلاً عن «فيتو»