اقترحت الولايات المتحدة على أوكرانيا ضمانات أمنية مستوحاة من تلك التي يقدمها حلف شمال الأطلسي ولكن من دون الانضمام إلى الناتو، حسبما أفاد مصدر دبلوماسي وكالة فرانس برس السبت.
وقال المصدر إنّ المقترح عُرض خلال مكالمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين.
وأضاف “كإحدى الضمانات الأمنية لأوكرانيا، اقترح الجانب الأميركي ضمانة مستوحاة من المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي”، مضيفا “من المفترض أنه تمّ الاتفاق عليها مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين” خلال قمته مع ترامب الجمعة في ألاسكا.
وأكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني التي شاركت في المحادثة أن الرئيس الأميركي طرح هذه الفكرة التي أيدتها قبل أشهر.
وأوضحت ميلوني في بيان أنه للشروع في ذلك يتعين تحديد “بند للأمن الجماعي يسمح لأوكرانيا بالحصول على دعم جميع شركائها، بمن فيهم الولايات المتحدة، ليكونوا مستعدين للتحرك إذا تعرضت للهجوم مجددا”.
ويعتمد الأمن المشترك في إطار حلف شمال الأطلسي على المادة الخامسة من معاهدته، والتي تنصّ على أنّه إذا تعرّض أحد الأعضاء لهجوم، فإنّ التحالف بأكمله يدافع عنه.
وكانت ميلوني أكدت في كلمة ألقتها أمام مجلس الشيوخ الإيطالي في آذار/مارس، أن ردّ حلفاء كييف في حال وقوع هجوم لا يعني بالضرورة خوض حرب ضد روسيا.
وأوضحت أن المادة الخامسة تنص على أن “استخدام القوة خيار وارد، لكنه ليس الخيار الوحيد”.
وأكد مصدر آخر مطلع على الأمر لفرانس برس أنّ فكرة الحماية على غرار تلك التي يقدمها الناتو طُرحت خلال المكالمة.
غير أنّه أشار إلى أنّ “لا أحد يعرف بالتفصيل كيف يمكن أن يتم ذلك، ولماذا يوافق بوتين عليها، إذا كان يعارض حلف شمال الأطلسي بشكل قاطع، كما يعارض بشكل واضح أي ضمانة فعّالة لسيادة أوكرانيا”.
وأوضح المصدر أنّ هذه المسألة قد تُطرح خلال اللقاء الذي سيُعقد بين ترامب وزيلينسكي في واشنطن الإثنين.
ومن بين القضايا “العديدة” التي يفترض أن يتمّ التطرّق إليها، تنظيم لقاء ثلاثي محتمل بين بوتين وترامب وزيلينسكي، و”دور أوروبا” في عملية السلام، والضمانات الأمنية “وفعاليّتها”، إضافة إلى قضية الأراضي الأوكرانية التي تحتلّها موسكو.
ووفق المصدر “نجح بوتين في دفع فكرة أن يتخلّى الأوكرانيون عن إقليم دونباس” الواقع في شرق البلاد، الأمر الذي يعارضه زيلينسكي.
وتسعى أوكرانيا منذ فترة طويلة للانضمام إلى الناتو، غير أنّ ترامب رفض هذا الاحتمال بعد عودته إلى البيت الأبيض.
وتطالب أوكرانيا بـ”ضمانات أمنية” قوية لمنع روسيا من مهاجمتها مجددا، بعد وقف إطلاق النار على الجبهة.
من جهتها، تعارض موسكو انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي الذي تقول إنّه يشكل تهديدا وجوديا لأمنها.